ملخص كتاب الجانب الإنساني للمنظمات – الجزء 2

يقول العالم والفيلسوف الشهير سيغموند فرويد (لا يوجد أسلوب آخر من أساليب إدراة الحياة يشدُ المرء بقوة إلى الواقع كما يفعل الاعتماد على العمل، ذلك أنّ العمل يؤمنُ لهُ ملجأً في زوايا هذهِ الحياة على الأقل). ونحنُ ومن خلال السطور التاليّة سنسلط الضوء على مجموعةٍ من أهم الأفكار التي وردت في كتاب الناس والعمل، هذا الكتاب الذي يتحدثُ عن أهمية العمل في حياة الإنسان.

Share your love

الفهرس

أوَّلاً: فهم الإدارة

اسأل المُدراء عن عملهم، غالباً ما سيكون جوابهم أنَّهم يقومون بالتنسيق، والتخطيط، والتنظيم، والتحكُّم، ثمَّ اعمل على مراقبة ما يقومون به. لا تتفاجأ إذا لم تستطع إيجاد صلة بين ما تراه وبين الكلمات الأربعة السابقة.

(هنري فيتزنبرغ)

ثانياً: الأهداف

الهدف الأساسي من هذا الفصل هو تحسين العلاقة وزيادة الفهم المُتبادل ما بين المُدراء وأولئك الذين يعملون تحت إمرة إدارةٍ ما. بالرغم من كون هذا الهدف طموحاً جداً، وبالرغم مما يحتاجه من جهودٍ كبيرة ليتحقق، إلَّا أنَّه قد يكون هامَّاً جداً لأنَّ معظم الموظفين يعملون تحت إمرة شخص آخر بالنظر إلى دور الإدارة، خاصة من وجهة نظر الاشخاص الخاضعين للإدراة، فإنَّ الأمل معقود على أنَّ البداية قد تكون بتغيير مواقف المُدارء والعمال من موقف الخصوم إلى الموقف الذي يتم فيه إدراك أنَّ الجميع هم في جانبٍ واحد.

ثالثاً: التأقلم مع الإدراة

ما لم تكن تعمل بنفسك ولنفسك فلا بُدَّ من أن تكون مُنخرطاً في لعبة الإدارة سواء أكنت مُديراً أو كنت خاضعاً للإدارة، ومن الممكن أن تكون في كِلا الموقعين.

رابعاً: دور الإدارة

أدرك بعض المُدراء الحديثين الحاجة إلى الثقافة الإدارية وسَعَوا إلى الحصول عليها بطريقتهم الخاصة، في حين يبدو أنَّ مدراء آخرين يؤمنون بأنَّ مُجرد منحهم لوظيفة إدارية يعني أنَّهم يعلمون كيف يقومون بالإدارة. الثقافة الإدارية هامة جداً للتعلُّم من نجاحات وإخفاقات المدراء السابقين ولفَهْم ما تنطوي عليه وظيفة الإدارة.

خامساً: وظائف وموارد الإدارة

1- التخطيط:

يُعتبر التخطيط وظيفة الإدارة الأهم حيث تحتاج الوظائف الثلاثة الأخرى إلى تخطيط إجابات عن أسئلة معينة قبل البدء بها. يتضمن التخطيط وضع أسس كل من طرق العمل ووجهته، كما يتضمن التخطيط كل شيئ بدءاً من وضع أهداف وغايات الشركة إلى وضع إجراءات العمل القياسيَّة.

 

اقرأ أيضاً: تعرّف على أهمية التخطيط في الحياة العملية

 

2- التحكُّم:

يتضمن التحكُّم كلَّاً من الإشراف، والضبط، والتقييم، وإدارة التغيير في الموارد الإدارية الأربعة. تتضمن نشاطات التحكُّم تقييم أداء المعدات والأشخاص، تحليل مدى نفع المعلومات، وقياس أداء الموارد الماليَّة، وقياس الأخطاء والنسب غير المقبولة، وتغيير الموارد غير المجدية.

3- التنظيم:

يشتمل تنظيم عمل الإدارة على تصنيف الموارد الأربعة. يقوم المدراء بتصنيف الأشخاص، والمعلومات، والمعدات وتوزيع النقود عليهم من أجل الوصول إلى تحقيق غايات وأهداف المنظمة.

 

اقرأ أيضاً: كيف تكون منظماً لتتحكّم بيومك كما تريد؟

 

4- الإدارة:

تتألف الإدارة من مهمتين مختلفتين وهما القيادة والتحفيز. تتضمن القيادة تقديم رؤية مُتكاملة من أجل بلوغ أهداف المنظمة وإرشاد العاملين على الطريق أو الاتجاه لإدراك تلك الرؤية. أمَّا التحفيز فهو إعطاء الناس سبباً ليعملوا من أجله، مُعطياً الباعث والدافع للناس للعمل.

سادساً: الموارد الأربعة وهي

1- الموارد المالية:

النقود والأشياء الأخرى المماثلة، أو التي يُمكن تحويلها إلى نقود (كالأسهم، وصكوك الأمانة، والحسابات المدنيَّة).

2- الموارد المادية:

كل الأغراض اللازمة لإنتاج البضاعة وتقديم الخدمات (مثل الأمدادات، والمعدات، والمواد الخام). 

3- الموارد المعلوماتية:

مجموعة المعارف، أو الحقائق، أو المعلومات، أو الاستخبارات التي تملكها الشركة.

4- البيئة الداخليَّة والبيئة الخارجية:

على المُدراء التعامل مع بيئتين مُختلفتين: إحداهما هي بيئة المنظمة الداخليَّة والأخرى هي العالم خارج المُنظمة، وهو ما يُشار إليه باسم البيئة الخارجية.

البيئة الخارجيَّة:

هي الكينونات التي تكون على اتصال مباشر مع الشركة ومتحدة مع قوى السكان والمجتمع الرئيسيَّة.

البيئة الداخليَّة:

هي الشركة أو المنظمة بحد ذاتها، وبيئات العمل المادية والعقليَّة.

سابعاً: صنع القرار

يُشار إلى المدراء أحياناً بأنَّهم مُحترفو صنع القرار، وذلك كطريقةٍ للتأكيد على أهمية صنع القرارات في عملهم. توسِّع عمليَّة صنع القرار مدى الوظائف الإدارية، ومن المتوقع من المُدراء أن يقوموا باتخاذ قرارات منطقيَّة قدر الإمكان.

 

اقرأ أيضاً: كيف تتعلّم فن اتخاذ القرارات الصحيحة

 

1- القرارات المنطقية:

هي قرارات مبنية على الأخذ بالأسباب وتتبع النظام المنطقي.

2- القرارات السياسيَّة:

هي القرارات التي يكون أثرها السياسي هي الأولويَّة في اتخاذها.

3- القرارات السائدة سياسيَّاً:

هي القرارات التي تُتًّخذ بغرض إرضاء غالبية الناس.

4- القرارات السياسيَّة الشخصيَّة:

هي القرارات التي تُفيد صانع القرار أو تُفيد مستقبله المهني.

5- القرار السياسي المُتعلق بالشخص الأعلى شأناً:

هو القرار الذي يُتخذ بشكل أساسي لفائدة مدير صانع القرار وليس لمصلحة صانع القرار نفسه.

6- القرارات المكافئة سياسيَّاً:

هي القرارات التي تُتخذ بغرض رد معروف ما.

7- القرارات المعاقبة سياسيَّاً:

هي القرارت التي تُتَّخذ بغرض الانتقام أو إنزال العقوبة.

8- القرارات المؤقتة:

هي القرارت التي يلعبُ بها الوقت دوراً أساسيَّاً.

9- القرار المؤقت الطارئ:

هو الذي يُتخذ في حالات الأزمات.

ثامناً: مبادئ الإدارة

  • مبدأ تقسيم العمل.
  • مبدأ الفصل.
  • مبدأ الكفاءة التقنيَّة.
  • مبدأ الهرمية.
  • مبدأ السلطة.
  • مبدأ وحدة الأوامر.
  • مبدأ وحدة التوجه.

تاسعاً: اهتمامات أعظم بتوعية حياة العمل

حصلت نسبة كبيرة جداً من القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكيَّة مستويات ثقافيَّة أعلى منها في أي وقتٍ مضى في تاريخ أمريكا. وبشكل نموذجي يُرافق ارتفاع مستوى التوقعات مع الإنجازات المتزايدة في المجال الثقافي، ومع ذلك يعتقد العديد من المراقبين أنَّ نوعيَّة الوظائف ستتراجع بشكلٍ ثابت على اعتبار أن المراكز الأجدد تُقدَّم للموظفين دافعاً أقل للعمل وإرضاء أقل للذات من تلك الموجودة حالياً والتي تتلاشى تدريجياً. لذلك فإنَّ مدراء عمال اليوم يُواجهون تحديات هائلة. تأتي التحديات من التحفيز والاحتياجات، واتجاهات المناوبات في العمل، والنزعة نحو العمالة الخارجية.

عاشراً: التحفيز والاحتياجات

يمتلك العديد من الموظفين حاجةً قويَّة لاحترام الذات والإحساس بالانتماء ومن دون إشباع هذه الاحتياجات يُصاب الكثير من الموظفين بالملل ويُصبحون ساخطين ونافرين من عملهم حتَّى أنَّهم قد يُصبحون هدامين أحياناً.

النقطة الحادية عشر: اتجاهات المناوبات الحاليَّة في العمل

تلاشت العديد من الوظائف الصناعية في أيامنا هذه بسبب الأتمتة، وخفض العمالة، ونقل الصناعة إلى بلدانٍ أخرى حيث التكاليف أقل. بالرغم من أنَّ بعض هذه الوظائف كانت تتصف بمستوى رتابة عالٍ ونوعية حياة عمل مُنخفضة فقد وفرت العديد منها أجور وفوائد جيدة ومستوى معقول من الاستقرار الوظيفي.

النقطة الثانية عشر: الاتجاه نحو قوة عاملة تعمل 24/7

أحد الاتجاهات الحالية في العمل هو زيادة الحاجة إلى شركاتٍ أكثر وأكثر تمتلك فريق عمل متوفر أربع وعشرين ساعة في اليوم، سبعة أيَّام في الإسبوع. لعب الاستخدام المتزايد للأنترنت دوراً في جعل صعوبة إيجاد فريق عمل يُغطي كل ساعات اليوم ليلاً ونهاراً مترافقة مع تزايد مُتطلبات العمال فيما يخص نوعية حياة العمل أضف إلى ذلك عموماً مستوى البطالة المُنخفض وهذا الأمر كان تحدياً صعباً بالنسبة للعديد من الشركات. وكنتيجةٍ لذلك بدأت بعض الشركات بتجربة مناوبات تصل مدتها إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم وإلى تجربة تنشيط بيئة العمل عن طريق استخدام إضاءة قويَّة، أو موسيقى، أو رائحة الليمون، والسماح بقيلولات قصيرة، وممارسة التمارين الرياضيَّة، وبرامج عمل تسمح بثلاثة أو أربع أيام عطل متتالية.

النقطة الثالثة عشر: النزعة باتجاه العمالة الخارجية

من المُحتمل أن يكون الخطر الأكبر والأهم على نوعية حياة العمل متمثلاً في الاتجاه نحو العمالة الخارجيَّة وفي خفض العمالة. بدءاً من أواسط ثمانينات القرن الماضي ووصولاً إلى يومنا هذا فقد وُجِدت العمالة الخارحية نتيجة عددٍ من التطورات. قادت المنافسة العالميَّة المتزايدة، والتطورات في مجال الحاسوب والعمل عن بعد، وغيرها من العوامل إلى الوصول لفكرة نقل عمل مُحدد إلى خارج الشركة.

النقطة الرابعة عشر: ما الذي يؤثرُ على نوعية حياة العمل

  1. الأجر العادل والوافي.
  2. ظروف العمل المتعلقة بالصحة والسلامة.
  3. فرصة التقدم واستخدام القدرة البشرية القصوى.
  4. فرصة مستمرة للاستقرار والنمو.
  5. الإحساس بالانتماء.
  6. حقوق الموظفين.
  7. مجال العمل والحياة ككل، كيف يؤثر العمل على أدوار الموظف في حياته.
  8. الرابط الاجتماعي لحياة العمل.

النقطة الخامسة عشر: ما الطرق الحالية لتحسين نوعية العمل؟

1- إغناء العمل:

إضافة عمق إلى العمل، وذلك لزيادة الحافز والاهتمام بأداء العمال.

2- تضخيم العمل:

إضافة مهام من نفس مستوى صعوبة العمل إليه.

3- التحميل الأفقي والعمودي:

التحميل العمودي إغناء العمل عن طريق استجرار مسؤوليات من مستوى أعلى ودفع مهام العمل للأسفل نحو مستوى أدنى. التحميل الأفقي أي تضخيم العمل عن طريق دفع مراحل مبكرة من العمل واستجرار مراحل لاحقة إلى العمل.

4- التلاعب بأبعاد جوهر العمل:

وهي العوامل التي تميل لإغناء الوظائف كتنوع المهام، وهوية المهمة، وأهمية المهمة، والاستقلاليّة، والتغذية الراجعة.

5- تنقيل العمل:

تنقيل العمل في عدة وظائف ضمن المستوى المنظماتي الواحد لفترةٍ قصيرة من الزمن.

6- التدريب المتقاطع:

تعليم العمال القيام بأكثر من عمل والتدريب على عدة مهارات.

7- الإرساء والتغذية الراجعة:

أن تكون دقيقة ودائمة، وأن تأتي في الوقت المناسب، وأن تكون متكاملة مع المهمة، وبيِّنةً بذاتها.

8- العطل الإضافية المدفوعة الأجر والعطل المفتوحة:

العطل الإضافية مدفوعة الأجر، وهي مكافأة على شكل إجازة ليوم واحد منظم مدفوع الأجر على عدم أخذ إدارة غير منظمة خلال مدة زمنية محددة.  

9- منح حرية التصرف:

إعطاء الموظفين درجات أكبر من الانخراط وسلطة أعظم في صنع القرار.

10- رعاية الأطفال والمسنين:

أي رعاية أطفال العمال وأقاربهم من المسنين.

هنا نكون قد أنهينا تلخيص هذا الجزء من الكتاب، وسنُتابع ما تبقى منه في مقالةٍ قادمة.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!