‘);
}

أبو طلحة الأنصاري

هو صحابيٌّ جليلٌ من بني أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من بين النقباء في بيعة العقبة، واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن النجار الخزرجي، وُلد في المدينة المنورة قبل الهجرة بستّةٍ وثلاثين عاماً، واشتهر في الجاهلية بفروسيّته، حيث كان من أمهر الرماة، وكان يُعدّ من كبار الأنصار، حيث شهد العقبة، ومعركة بدر، وأحد، والخندق، وحضر جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رديفه يوم خيبر، وكان له موقفٌ عظيمٌ يوم أحد، مصداقاً لِما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (لمَّا كان يومُ أُحدٍ انهزم ناسٌ من النَّاس، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلَى اللَّه عليه وسلم مُجوِّبٌ عليه بحجفةٍ، قال: وكان أبو طلحة رجلاً رامياً، شديد النَّزع، وكسر يومئذٍ قَوسين، أو ثلاثاً، قال: فكان الرجلُ يمرُّ معه الجعبةُ من النَّبل، فيَقولُ: انثرها لأَبِي طلحة، قال: ويشرف نبي الله صلى اللَّه عليه وسلم ينظر إلى القَوْمِ، فيَقول أبو طلحة: يا نبي الله، بأبي أَنت وأُمي، لا تُشرف، لا يُصِبك سهمٌ من سهام القوم، نحري دون نحرِك).[١][٢][٣]

وقد آخى النبي -عليه الصلاة والسلام- بينه وبين أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهما، وقيل إنّ أبو طلحة -رضي الله عنه- كان جهير الصوت، حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لصوتُ أبي طلحة في الجيش خيرٌ من ألف رجلٍ)،[٤] كما وقد روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عددٌ من الأحاديث، وروى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وزيد بن خالد الجهنيّ، وابنه عبد الله رضي الله عنهم جميعاً، ورُوي أنّه عاش بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعين عاماً، وكان لا يُفطر إلا في الأعياد، حيث رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ أبا طلحة صام بعد رسول اللَّه أربعين سنةً، لا يُفطرُ إلَّا يوم فطرٍ أو أضحى).[٥][٢][٣]