‘);
}

الصحابة رضي الله عنهم

يُعرّف الصحابي بأنّه من لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلماً ومات على ذلك، سواءً طالت مجالسته أو قصرت،[١] حيث إن الله -تعالى- اصطفى الصحابة -رضي الله عنهم- لصحبة نبيّه عليه الصلاة والسلام، ولينقلوا الرسالة بعد وفاته إلى البشرية جمعاء، وقد أثنى عليهم في القرآن الكريم، وخصّهم بالعديد من الخصال والفضائل، وتواترت الأحاديث النبوية المؤكّدة على عِظم فضلهم، وعلوّ منزلتهم، وقد شهد الله -تعالى- لهم بطهارة القلوب، وصدق الإيمان، حيث قال: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)،[٢] وقد بيّن ابن كثيرٍ -رحمه الله- في تفسير القرآن العظيم أنّ المقصود بقوله تعالى: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ)، أي من الوفاء، والصدق، والسمع، والطاعة، وممّا يدلّ على عِظم فضل الصحابة -رضي الله عنهم- وعد الله -تعالى- للمهاجرين والأنصار بأن يحلّ عليهم رضوانه، ويجزيهم بالجنات والنعيم المقيم.[٣]

أبو عبيدة بن الجراح

هو رجلٌ من كبار الصحابة رضي الله عنهم، ومن المهاجرين الأوّلين، وأحد العشرة المبشّرين بالجنة، اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث الفهريّ القرشيّ، كنيته أبو عبيدة، وقد اشتهر بها حتى غلبت على اسمه، ومن أوصافه الخَلقية أنّه كان طويل القامة، نحيل الجسم، خفيف اللحية، معروق الجبين، خفيف العارضين، أهتم الثنيتين، أمّا صفاته الخُلقية فمنها الحلم، والتواضع، وشدّة الحياء، وحسن الخُلق، وقد كان أبو عبيدة -رضي الله عنه- من السبّاقين إلى الإسلام، حيث أسلم قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى دار الأرقم، ثمّ هاجر الهجرتين، وشهد مع النبي -عليه الصلاة والسلام- المشاهد كلها، وكان من أحبّ النّاس إليه، فقد رُوي أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- سُئلت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (أبو بكرٍ، قلتُ: ثمَّ من؟ قالت: ثمَّ عمرُ، قُلت: ثمَّ من؟ قالت: ثمَّ أبو عُبيدة بنُ الجرَّاح، قلتُ: ثمَّ من؟ فسكتت).[٤][٥]