‘);
}

أحداث غزوة أُحد

ابتداء غزوة أُحد

دخل النبي -عليه الصلاة والسلام- بجيشه الذي يبلغ سبعمئة مُقاتلٍ بعد انسحاب ثلاثة مئة من المُنافقين إلى أرض أُحد، وتَمَركز في مواقعَ مُناسبة، ووضع عدداً من الرُماة على الثغرة الوحيدة في أرض المعركة، وأكّد عليهم بلزوم مواقعهم وعدم التخلّي عنها مهما حدث، وعيّن عليهم قائداً اسمه عبد الله بن جُبير -رضي الله عنه-، وأكّد عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- بحماية ظُهور جيش المُسلمين، ثُمّ بدأ القتال في يوم السبت السابع من شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة، وكان القتال شديداً بين الطرفين، وكان اللقاء الأوّل بين طلحة بن أبي طلحة العبدريّ والزُبير بن العوام -رضي الله عنه-، فتقدّم عليه الزّبير وقفز على جَمَله وجذبه نحو الأرض وقتله، فلمّا رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك منه لقّبه بحواريه، ثُمّ تقدم عثمان بن طلحة، فخرج إليه حمزة -رضي الله عنه- وقتله، ثُمّ خرج أخوهم أبو سعد فقتله سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وانتصر المُسلمون في جميع المُبارزات.[١][٢]

مخالفة الرّماة لأمر الرسول

كانت بداية المعركة تسير لصالح المُسلمين من غير خسائر بشرية، فبدأ المُشركون يُفكّرون بالهرب والانسحاب، وتراجعوا للخلف، وتركوا النساء خلفهم، وفي تلك اللحظات الحاسمة تخلّى بعض المُسلمين عن مواقِعهم، ونزل أربعين من الرُماة عن الجبل؛ لأخذ الغنائم، ونادى عليهم عبد الله بن جُبير بعدم نسيان ما قاله لهم النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولكنّهم لم يستمعوا له، فرأى خالد بن الوليد تلك الثغرة في صُفوف المُسلمين، وذهب بجيشه خلف الجبل، فحاول من بقي من الرُماة منعه فقتلهم، ونادى خالد في المُشركين، فعادوا للقتال، وحوصِر المُسلمون من الأمام والخلف، وأخذ النبي -عليه الصلاة والسلام- يُنادي على من فرّ من المُسلمين، حيث لم يكن معه سوى عشرةٍ من الصحابة.[١][٢]