أردت إنقاذ ماليزيا فعوقبت بالسجن

أردت إنقاذ ماليزيا فعوقبت بالسجن حوار معالزعيم الماليزي أنور إبراهيمهذا الرجل صاحب تجربة فريدة وثرية في الحكم والمعارضة وصاحب تجربة مهمة في صناعة النهضة وفي نفس صاحب تجربة مريرة في ميدان ألاعيب السياسة وغدرها فقد كان الرجل الثاني في ماليزيا واليد اليمنى إلى جوار محاضر محمد في بناء النهضة الماليزية لكنه..

أردت إنقاذ ماليزيا فعوقبت بالسجن

              حوار مع/الزعيم الماليزي أنور إبراهيمsize=3>
….هذا الرجل صاحب تجربة فريدة وثرية في الحكم والمعارضة، وصاحب تجربة مهمة في صناعة النهضة، وفي نفس صاحب تجربة مريرة في ميدان ألاعيب السياسة وغدرها.. فقد كان الرجل الثاني في ماليزيا واليد اليمنى إلى جوار محاضر محمد في بناء النهضة الماليزية، لكنه فجأة وجد نفسه خلف القضبان بتهم شنيعة سعت لاغتياله معنوياً وأخلاقياً وتدميره سياسياً وجماهيرياً، قبل أن يصدر حكم بالإفراج عنه، ومنعه من العمل السياسي داخل ماليزيا لمدة ست سنوات تنتهي عام 2008م. وقد شغلت قضية البروفيسور أنور إبراهيم نائب رئيس الوزراء ووزير المالية السابق، العالم لعدة سنوات منذ إقصائه عن منصبه في 2 سبتمبر عام 1998م حتى تم سجنه ومحاولة إهالة التراب عليه وعلى تاريخه تماماً، لكن الرجل مازال حاضراً بقوة دون يأس أو كلل.
كان معه هذا اللقاء لسماع تفاصيل ماجرى له خلال السنوات الثمانية الماضية، منذ أن انقلب عليه محاضر محمد عام 1998م.. وماذا يعد بعد انتهاء الحظر القضائي السياسي المفروض عليه، حيث
تحدث الرجل عن كل شيء وبصراحته وشفافيته المعهودة في أول حديث له شامل منذ خروجه من السجن.

الآن وبعد الخروج من السجن بأكثر من عام… ماذا يعمل أنور إبراهيم؟ وماذا يعد للمستقبل؟
size=3>
حالياً.. أعمل محاضراً في جامعة أكسفورد ببريطانيا وجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وشعاري أو هدفي في المستقبل هوالإصلاح ما استطعت إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، حتى أجعل ماليزيا دولة وشعباً حراً وطليقاً يفكر بالإنتاج المطلوب وعلى المستوى المطلوب إن شاء الله.

size=3>إذن نشاطك الآن خارج ماليزيا؟size=3>
نعم الآن أقوم بالتدريس في أمريكا وإنجلترا، لكن أيضاً أركز على التعامل مع حزب العدالة والحزب الإسلامي في ماليزيا وأحزاب المعارضة الأخرى، ومع النقابات المختلفة داخل ماليزيا. إنني أركز على موضوع الإصلاح في ماليزيا.

لكن هل لديك حرية في الحركة والحديث في وسائل الإعلام داخل ماليزيا أم مازالت هناك قيود؟size=3>
الدعاية داخل ماليزيا قوية جداً، وتروج بأن هناك حرية وخاصة حرية الصحافة لكن في الحقيقة ليست هناك حرية صحافة لأن الحكومة تسيطر على وسائل الإعلام. وقد وضع معامل ( مؤشر) حرية الصحافة العالمية ماليزيا في الرقم 151 وهو رقم في أسفل سلم الحريات. كما أن المحاكم والقضاء بصفة عامة واقعة تحت سيطرة الحكومة للأسف الشديد. وغني عن البيان أن رئيس الوزراء السابق محاضر محمد استعمل المحاكم ضدي لمنعي من حرية الكلام ومزاولة النشاط السياسي حتى سنة 2008م!
فالآن أنا ممنوع من مزاولة حريتي الانتخابية والسياسية داخل ماليزيا، وممنوع بحكم قضائي من الكلام في الجامعات أو أي مكان عام في القضايا السياسية، لكن مع ذلك أحاول جهدي أن أعمل شيئاً، لكن الإعلام لا يذكر أي شيء يسمونه “محظور” .(Black out )
وكما قلت الحكومة تستخدم القضاء وتسيطر على كل وسائل الإعلام.. وموقفي الآن هو المنع من خلال القضاء من مزاولة السياسة حتى عام 2008م.

size=3>بروفيسور أنور.. هل التقيت مع مهاتير محمد أو عبد الله بدوي أو تبادلت الرسائل معهما.. بعد السجن؟size=3>
لا توجد أي اتصالات مع الدكتور محاضر وهو دائماً يهاجمني، لأنه لا يريد عودتي إلى النشاط السياسي، لأني لو عدت سأعريه وأفضح فساده في مجالات كثيرة.

size=3>ومع عبد الله بدوي؟size=3>
بالنسبة لعبد الله بدوي بعد خروجي من السجن شكرته على إعطاء بعض الحريات للقضاء، أقول بعض الحريات وليس جميع الحريات. لكن للأسف هناك اعتقالات دون محاكمة، وهناك معتقلون منذ خمس سنوات ونصف دون محاكمة.
إن التعسف والفساد مازالا مستشريين في الحكومة، وقد قابلت عبد الله بدوي وتكلمت معه كثيراً في ضرورة السعي في الإصلاح بجدية وليس بالكلام فقط.
فالفساد مستشرٍ ولم يحدث أي شيء جيد للقضاء عليه أو للتقليل منه، والحالة الاقتصادية الآن تتردى بسبب هذا الفساد، وأصبح هناك عجز اقتصادي بسبب هذه الممارسات الفساد وما شابه وقد قلت لعبد الله بدوي: نستطيع أن نساعدك ونتعاون معك لو أنك جاد في قضية الإصلاح والقضاء على الفساد.

size=3>وماذا كان رده؟size=3>
عبد الله رجل مؤدب جداً.. وقد رد بأنه سيحاول إجراء إصلاحات، لكن رغم مرور عامين على هذا الكلام لم نر شيئاً على أرض الواقع. نعم هو يدلي بتصريحات كثيرة عن الحرية والعدالة وضد الفساد، لكن الحزب الحاكم مازال فاسداً من العظم للنخاع.

size=3>لكن هذا الكلام الذي تقوله هو عكس ما يشاع ويقال في وسائل الإعلام من أن ماليزيا صاعدة ومنطلقة.. فهل يمكن أن تقدم لنا نماذج عملية عما تتحدث عنه من الفساد!size=3>
هناك معاملات اقتصادية موجودة في العالم يقاس بها اقتصاد الدول.. كانت ماليزيا رقم 17 سنة 1997م و1998م، بين دول العالم، الآن نزلت إلى 31، ويتواصل هبوطها سريعاً، فهي في نزول اقتصادي وتحتل رقم 51 في معامل الفساد، ورقم 151 في معامل حرية الإعلام، وفي معامل الفرق بين الغني والفقير، الهوة بين الفقراء والأغنياء، رغم أن معدل نمو ماليزيا قد يبدو معقولاً، لكن في الحقيقة تذهب إلى مناطق المسلمين التي يوجد بها عدد لا بأس به من المسلمين فتجد هذه الهوة تعادل متوسط دول إفريقيا، بينما المفترض أن تكون أحسن بكثير، وأيضاً الاعتقال السياسي بدون تهمة وبدون جريمة أيضاً معدله كبير جداً.

size=3>هناك أمر مهم مازال غير واضح في العلاقة بينك وبين محاضر محمد، فقد كنت أقرب الناس إليه وكنت نائبه الأول وشريكه في بناء النهضة الاقتصادية.. وقيل كلام كثير عن أسباب انقلابه عليك وإدخالك السجن.. أريد أن أسمع منك السبب الحقيقي فيما جرى.. هل هي السياسة؟ أم هو الصراع على السلطة؟ بهذا الشكل أم هي الغيرة؟size=3>
جميع هذه الأشياء التي ذكرتها بنسب مختلفة، فبالنسبة للخلاف بيني وبينه في السياسات، دار الخلاف حول قضية نظافة الحكم والفساد الموجود، ففي الوقت الذي كان يتكلم فيه عن نظافة الحكم ومحاربة الفساد، أعطى مليارين من الدولارات لابنه عبر شركة بترولية في ماليزيا، وهناك وثائق بهذا تدينه، وتؤكد مساعدته لأولاده وأقربائه وأتباعه وأصدقائه من الماليزيين الآخرين. ومحاضر لديه من الذكاء ما يمكنه من المراوغة، ففي الوقت الذي يتكلم فيه ضد الفساد يعمل تحت هذا الغطاء ويرتكب هذه المخالفات.
أيضاً الخلاف في الآراء، بالنسبة للأولويات بيني وبينه، فمثلاً هو يريد أن يبني أعلى برج أو بناية في العالم، وأكبر سد مائي في العالم حتى تزداد سمعته في العالم. ويتكلم الناس عنه، وفي نفس الوقت يهاجم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، على أساس أنهما سبب المشكلة الاقتصادية التي حدثت في البلاد، ولكن عندما كنت في ماليزيا، وكنت نائباً لرئيس الوزراء ووزير مالية لم نقترض أبداً من صندوق النقد الدولي ولا البنك الدولي.
إذن الهجوم على الصندوق والبنك غطاء سياسي لغوي لا حقيقة له، حتى يغطي على أعماله الفاسدة، فهو يدَّعي أنه يحارب الغرب ويتكلم ضده وضد أمريكا، ولكن في نفس الوقت هو أيضاً ضد الأحزاب الإسلامية، وضد منظمات التحرير التي تسعى لتحرير بلادها.
وفي الوقت الذي يتكلم عن مساعدة المسلمين، يسحب مساعدته للمدارس الإسلامية في ماليزيا، وعندما كان يسمح لي بالمساعدات للمنظمات الإسلامية أو الفعاليات الإسلامية، كان يقدم فقط الفتات وليس مساعدة حقيقية، مجرد شيء بسيط حتى يُقال إنه يساعد.
لقد شعر محاضر أنني لو جئت إلى الحكم سأكون خطراً عليه وعلى الفساد الذي تورط فيه، وعندما رأيت أن الفساد مستشر والأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، أردت إنقاذ ماليزيا من هذا المصير الأسود، فحاولت إصدار قانون ضد الفساد في ماليزيا، لكن بالطبع فإن أولاد محاضر والوزراء والمنتفعين من الحزب حذروه بشدة من التوجه نحو إصدار هذا القانون، لأنه سيطبق عليهم وسيسجنهم ويسبب لهم مشكلات كثيرة جداً.
محاضر كان خائفاً جداً ومرعوباً من مثل هذه القوانين الخاصة بمحاربة الفساد، ولذلك لم يصدر أي قانون في هذا الشأن.
وألفت الانتباه هنا إلى أن إستراتيجية محاضر في السياسة أنه يتكلم عن شيء ويعمل ضده، حتى يحافظ على نفسه وأخطائه، فهو يهاجم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وأمريكا لأنه يعرف أن هذه بضاعة يحبها الناس، واتهمني مثلاً وأنا في السجن بأنني مع البنك الدولي ومع صندوق النقد الدولي… إلى آخره.. في الوقت الذي لم نقترض ولم نحتج لهم أصلاً خلال السنوات الثمانية التي كنت فيها وزير مالية بل بالعكس، كان عندنا فائض في الميزانية، وما احتجنا أن نقترض من أي مكان، وكان معدل النمو الاقتصادي خلال وجودي في الوزارة يتراوح بين 7 إلى 9% سنوياً. وقد روج محاضر الأكاذيب ضدي خلال وجودي في السجن، واتهمني زوراً بأنني كنت أتصل بالبنك الدولي وأحاول الاقتراض من صندوق النقد الدولي أو من البنك الدولي.
فأنا في الوقت الذي أطلب فيه الشفافية في التعامل الاقتصادي في جميع الدول مع الجهات الخارجية والداخلية، وأحارب الفساد، وفي الوقت نفسه أنا أنتقد سياسات صندوق النقد الدولي التي تفرض أشياء شديدة جداً على الدول حتى عندما تقرضها الأموال، فأنا ضد هذا وأيضاً ضد الفساد في كل هذه الأمور، أنا أقول إن أمريكا فشلت في القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين، وأنا ضد الحرب العراقية، فأتكلم ضد أمريكا في هذا المجال، وفي الوقت نفسه أنا ضد الإرهاب وأتكلم بقوة أيضاً وأقول إن سياسات أمريكا فشلت في الطريقة التي تتعامل بها ضد الإرهاب.
مثال آخر على الفرق بيني وبين محاضر: محاضر يوظف شركات يهودية أمريكية، وفي نفس الوقت يهاجم اليهود ويهاجم جورج ساريسرس، في الوقت الذي يتعامل فيه في قضية بيع وشراء (Forign exchange) الأرصدة، لأنه يعمل شيئاً مشابهاً، فدائماً يتناقض عمله مع كلامه.
وكذلك مثلاً عندما نقول ستالين وهتلر وصدام، عندما يتكلمون ضد أمريكا لا يعني بالضرورة أنهم أناس جيدون، هم سيئون لكن هم أيضاً يتكلمون ويهاجمون أمريكا، فأنا ضد الحرب الأمريكية على العراق، وضد الظلم من أمريكا في إساءة معاملة المساجين في سجن أبوغريب، لكن في الوقت الذي نهاجم تصرفات الأمريكان مع المساجين في أبوغريب وجوانتانامو وغيرها، نظلم مواطنينا ونسجنهم ونعذبهم بنفس الدرجة أو أكثر أوأقل.

ــــــ

مجلة المجتمع 1699size=3>size=3>size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!