أسباب الوقاية من الشيطان
Share your love
مما لا شك فيه أن الشيطان هو أعدى أعداء الإنسان ، وهذه العداوة ليست جديدة إنما هي عداوة قديمة جدا منذ اليوم الذي أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى.size=3>size=3>
ولقد حذر الله عباده من هذا العدو اللعين في مواضع كثيرة من كتابه سبحانه ، ومنذ اليوم الأول لإهباط آدم عليه السلام إلى الأرض بين الله تعالى هذا الأمر فقال: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍsize=3>)(البقرة: من الآية36).size=3>size=3>
ونفس المعنى ورد في سورة الأعراف أيضا ، كما أمر الله تعالى بأكل الحلال الطيب ، ونهى عن اتباع خطوات الشيطان فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌsize=3>) (البقرة:168) size=3>size=3>
وقال مبينا عداوة الشيطان للمؤمنين:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌsize=3>) (البقرة:208) size=3>size=3>
وقال سبحانه وتعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌsize=3>) (يّـس:60) size=3>size=3>
وقال : (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌsize=3>) (الزخرف:62) size=3>size=3>
ومما ينبغي أن يعلم أن هذا العدو لا قدرة للعبد على دفع شره إلا بالاستعانة بالله عز وجل ؛ فليس هو كبني آدم ممن يمكن اتقاء عداوتهم بشيء من المداراة والإحسان أو التغافل أو غيرها من الوسائل ، فهو عدو غير مرئي لا تصلح معه المداراة ولا الإحسان فلابد إذن من الاستعانة بالله لرد كيده والنجاة من مصايده ووساوسه؛ ولهذا يقول الله عز وجل: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌsize=3>) (الأعراف:200) size=3>size=3>
ويقول سبحانه: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُsize=3>) (فصلت:36) size=3>size=3>
فلا نجاة للعبد من مكائد الشيطان إلا بالله تعالى، وقد شرع الله تعالى لنا من الأسباب ما نتقي به شر هذا العدو اللعين ، ومن هذه الأسباب:size=3>size=3>
أولا: الاستعاذة بالله:size=3>size=3>
فهي من أقوى الأسباب لدفع شره كما مر من قوله تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُsize=3>) (فصلت:36) size=3>size=3>
وقد استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة جلوس عنده ، وأحدهما يسب صاحبه ، مغضبا قد احمر وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :” إني لأعلم كلمة ، لو قالها size=3>لذهبعنهمايجدsize=3>size=3>size=3> ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيمsize=3> “.( رواه البخاري) .size=3>size=3>size=3>
ثانيا: قراءة آية الكرسيsize=3>:size=3>size=3>size=3>
وقد دل على ذلك الكثير من الأدلة ، فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت : والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة ، قال : فخليت عنه ، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا أبا هريرة ما فعل أسيركالبارحةsize=3> “ . قال : قلت : يا رسول الله ، شكا حاجة شديدة ، وعيالا فرحمته فخليت سبيله ، قال : ” أما إنه قد كذبك ، وسيعودsize=3> ” . فعرفت أنه سيعود ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه سيعود ) . فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال ، لا أعود ، فرحمته فخليت سبيله ، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا أباهريرة ما فعل أسيركsize=3> ” . قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا ، فرحمته فخليت سبيله ، قال : ” أما إنه كذبك ، وسيعودsize=3> ” . فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله ، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ، ثم تعود ، قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هو ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما فعل أسيرك البارحةsize=3> ” . قلت : يا رسول الله ، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله ، قال :“size=3> ما هي؟size=3>size=3> “. قلت : قال لي : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } . وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح – وكانوا أحرص شيء على الخير – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ” . قال : لا ، قال : ” ذاك شيطانsize=3> ” ،(رواه البخاري).size=3>size=3>size=3>
وأخبر أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهد فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال: فسلم فرد عليه السلام فقلت: ما أنت جن أم أنس؟ قال: جن. فقلت: ناولني يدك، فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت: هذا خلق الجن؟ فقال: لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني، فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنك تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك، فقلت ما الذي يحرزنا منكم( أي يقينا ويحفظنا)؟ قال: هذه الآية آيةالكرسي قال: فتركته ، وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال: ” صدق الخبيثsize=3>”.( المنذري في الترغيب والترهيب بإسناد حسن).size=3>size=3>size=3>
ثالثا : قراءة المعوذات:size=3>size=3>size=3>
فقد روى النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ، وعين الإنس ، فلما نزلت المعوذتان ، أخذ بهما ، وترك ما سوى ذلك”. ( صححه الألباني).size=3>size=3>size=3>
وروى مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألم تر آيات أنزلت الليلة size=3>لم ير مثلهن قطsize=3>size=3>size=3> ؟ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناسsize=3>”.size=3>size=3>size=3>
وعنه رضي الله عنه قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب size=3>size=3>size=3>
(أعوذ برب الفلق ) و ( أعوذ برب الناس ) ويقول :”ياعقبةتعوذبهما ؛ فما تعوذsize=3>size=3>size=3> متعوذ بمثلهماsize=3>” قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.(رواه أبو داود ، وصححه الألباني).size=3>size=3>size=3>
وهناك المزيد من أسباب الوقاية من الشيطان سنعرض لها في مقال قادم إن شاء الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.size=3>size=3>size=3>