‘);
}

أسباب انقطاع الرزق

حثَّ الله -تعالى- عباده على العمل في آيات القرآن الكريم، وفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوله في الكثير من الأحاديث النبوية، ويظهر هذا واضحاً عندما جاء رجلٌ من الأنصار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيءٌ)،[١] فقال الرجل: بلى لديّ في البيت كساءً نفرش بعضه ونلبس بعضه، ولدينا إناءً نشرب فيه الماء، فطلب منه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأتيه بهما، ففعل وأتاه بهما، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- ببيعهما بدرهمين، وأعطاهما إياه، وطلب منه أن يشتري بأحدهما الطعام لأهله وبالآخر قدوماً؛ ليحتطب به، واتّفقا على أن لا يراه خمسة عشر يوماً، فجاءه بعد هذه المدة وقد أصاب عشرة دراهم، وفي هذا إشارة من النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنَّ العمل شرفٌ عظيمٌ يُغني الإنسان عن سؤال الناس.[٢]

وعلى المسلمين إدراك أنَّ الرزق لا يقتصر على المال مع الحرص على التفريق بين أسباب الرزق ومسبّبها، فالله -تعالى- هو موجد الأسباب التي تتمثَّل بالوظائف والناس وغير ذلك، فمن اختلال العقيدة الركون إلى الأسباب ونسيان المسبّب لها، فقلب المؤمن لا يتعلّق بالأسباب، وإنَّما هو دائم التعلّق بالله -تعالى- ولا يعني هذا ترك الأسباب،[٣] ومن الجدير بالذكر أنَّ ضيق الرزق وسعته يعود إلى تقدير الله -تعالى- وحكمته قبل خلق الكون بخمسين ألف سنة، كما إنَّ عجلة الإنسان تمنعه من التفريق بين ما مُنع عنه وما ادُّخر له، فيشعر الإنسان بانقطاع الرزق عنه جهلاً منه بحكمة الله تعالى، ولعلّ الإنسان يكره حدوث شيءٍ ولكن يكون في حقيقته خيرٌ كبير، ولا شك أنَّ الذنوب والمعاصي من الأسباب الجالبة لضيق العيش والرزق، فالمعاصي من شأنها أن تمحق البركة من الرزق والعمل، وبالتالي فإنَّ فعل الطاعات بجميع صورها يجلب البركة والرضا، وليست السعادة في كثرة المال، إنَّما هي في الرضا بما قسمه الله تعالى لعباده،[٤] أمَّا عن الأسباب المانعة من الرزق فمنها ما يأتي:[٥]

  • الوقوع في الزنا، فالزنا يورث الفقر وسخط الله -تعالى- علاوةً على ما يتسبّب به من الأمراض خطيرة، وقد جاء النهي عن كل ما يؤدّي إلى الزنا؛ كالخلوة، والاختلاط المحرم، وإطلاق البصر.
  • نقص المكيال والميزان، ومنع الزكاة، والتعامل بالربا، فقد توَّعد الله -تعالى- المُرابين بالمحق.
  • الكذب، والاحتكار، وهو حبس البضاعة لا سيّما المواد الغذائية التي يحتاجها الناس؛ بقصد رفع ثمنها، كما إنَّ الغش من أسباب الفقر.