أسباب حدوث سرطان الثدي
}
سرطان الثدي
يتكوّن الثدي من ثلاث أجزاء رئيسية؛ الفصوص وهي غدد مُنتجة للحليب، بالإضافة إلى الأنسجة الضامّة المكوّنة من أنسجة ليفية ودهنية، تربط أجزاء الثدي مع بعضها، والقنوات الناقلة للحليب إلى حلمة الثدي، وتتعدَّد أنواع سرطان الثدي اعتمادًا على الخلية المكوّنة للسرطان، ولكنَّه غالبًا ما يُؤثر في القنوات أو الفصوص، كما قد ينتشر سرطان الثدي عبر الدم أو القنوات الليمفاوية إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويُعد سرطان الثدي من أكثر السرطانات المؤدية إلى الموت في النساء ما بين الأعمار 35 إلى 54 عامًا، كما يُعد ثاني مُسبِّب للموت الناتج عن الإصابة بالأورام السرطانية في النساء عمومًا بعد سرطان الرئة.[١][٢]
‘);
}
أسباب حدوث سرطان الثدي
ينتج سرطان الثدي عن إصابة الحمض النووي المُشكِّل للجينات داخل خلايا الثدي بالطفرات الجينية، فتحمل هذه الجينات الأوامر اللازمة لعمل الخلايا، ومن أكثر الطفرات الجينية المُسبِّبة لسرطان الثدي شيوعًا، هي الطفرات المؤثرة في طلائع الجينات الورمية أو الجينات الكابتة للورم؛ إذ تُساعد طلائع الجينات الورمية على التحكُّم بنموّ الخلايا وانقسامها، فتُؤدي إصابة هذه الجينات بالطفرات أو وجود عدة نسخ منها، إلى تكوّن الجينات الورمية المُسبِّبة لنموّ الخلايا وانقسامها السريع أكبر من الوضع الطبيعي، في حين تتمثَّل وظيفة الجينات الكابتة للورم بإصلاح الحمض النووي، والإبطاء من سرعة انقسام الخلايا، بالإضافة إلى تحفيز الاستماتة أو ما يُعرف بموت الخلية المُبرمَج في الوقت المناسب؛ إذ تؤدي إصابة هذه الجينات بالطفرات إلى نموّ الخلايا السريع وغير المتحكَّم فيه، بالإضافة إلى عدم موت الخلايا في الوقت المُبرمَج لموتها، ممّا يُؤدي إلى الإصابة بالأورام السرطانية.[٣]
وقد تكون هذه الطفرات الجينية موروثة منذ الولادة أو مُكتسَبة خلال حياة الشخص المُصاب؛ إلّا أنَّ معظم الطفرات الجينية المُسبِّبة لسرطان الثدي؛ هي طفرات مكتسبة غير موروثة، وما تزال العوامل المُسبِّبة للإصابة بهذه الطفرات المُكتسبة غير معروفة بدقة، وتُعدّ الطفرات الجينية في الجينات الكابتة للورم المُشار إليها بـ BRCA1 وBRCA2 من أشهر الطفرات الجينينة الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بدرجة كبيرة؛ إذ تُعدّ من الطفرات عالية النفوذية، أيّ أنّ وجودها يُؤدي إلى الإصابة بالسرطان غالبًا، ولكن معظم حالات سرطان الثدي الموروثة، لا تحتوي على مثل هذه الطفرات الجينية عالية النفوذية، إنمّا على طفرات جينينة موروثة منخفضة النفوذ، كتلك المؤثرة في عمليات الأيض، ومستوى الهرمونات، وغيرها من العوامل المؤثرة في الإصابة بسرطان الثدي.[٣]
عوامل الإصابة بسرطان الثدي
يزيد وجود عوامل الخطر من احتمال الإصابة بالسرطان، ولكن لا يُشترَط وجود هذه العوامل للإصابة بسرطان الثدي، كما يوجد العديد من النساء المُصابات به دون وجود أيّ من هذه العوامل، ويمكِّن بيان عوامل الخطر هذه على النحو الآتي:[٤][٥]
- الجنس: يُصيب سرطان الثدي النساء عشرة مرات أكثر من الرجال، ولكنَّه قد يُصيب كلا الجنسين.
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدُّم في العمر؛ إذ إنَّ 77% من المُصابات بسرطان الثدي، تتجاوز أعمارهنّ الخمسين عامًا.
- العوامل الجينية والوراثية: تُشكِّل العوامل الوراثية حوالي خمس إلى عشر بالمئة من حالات الإصابة بسرطان الثدي؛ إلّا أنَّ احتمالية الإصابة بهذا السرطان تزداد في حال وجود أقرباء من الدرجة الأولى مُصابين به مثل؛ الأم، أو الأخت، أو الابنة، كما يزيد وجود أقرباء من الدرجة الثانية والثالثة من خطر الإصابة به أيضًا، فإصابة شخص واحد من أقرباء الدرجة الأولى، يُضاعف احتمال الإصابة بسرطان الثدي، في حين أنَّ وجود اثنين يزيد من احتمالية الإصابة بحوالي ثلاثة أضعاف، كما يزداد خطر الإصابة أكثر في حال إصابة الشخص القريب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي بعمر لا يتجاوز الخمسين عامًا، ومن الجدير بالذكر أن إصابة أفراد العائلة بأنواع أخرى من السرطان؛ كسرطان المبيض قبل عمر الخمسين عامًا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- تواجد أنسجة كثيفة في الثدي: يزيد تواجد الأنسجة الكثيفة بالثدي من احتمال الإصابة بسرطان الثدي بحوالي 1.5 إلى ضعفين؛ إذ تتكوّن هذه الأنسجة من كميات أكبر من الأنسجة الغديّة والأنسجة الليفية، وكميات أقلّ من الأنسجة الدهنية مقارنة مع النساء الأخريات، ووجود هذه الأنسجة، يزيد من صعوبة قراءة نتائج تصوير الثدي الشعاعي.
- أمراض الثدي: تزيد الإصابة ببعض أمراض الثدي، وظهور نتائج غير طبيعية لخزعات الثدي السابقة من خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما في حال وجود خزعات دالة على الإصابة بالأورام الغديّة الليفية المعقدة، أو التضخُّم من دون اللانمطية، أو الورم الحليمي الانفرادي، أو الغداد المُصلب، في حين أنَّ الإصابة بالتضخُّم الانمطي، والسرطان الفصيصي الموضعي، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بحوالي أربعة إلى خمسة أضعاف.
- الإصابة بسرطان الثدي سابقًا: يزيد الإصابة بسرطان الثدي من خطر الإصابة بالسرطان في الثدي الآخر، أو في مناطق مختلفة من الثدي المُصاب بحوالي ثلاثة إلى أربعة أضعاف.
- العلاج الإشعاعي: يزيد العلاج الإشعاعي المُستخدَم لعلاج العديد من الأنواع السرطانية؛ كالليمفوما من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خصوصًا في حال التعرُّض له في فترة عمرية تقلّ عن الثلاثين عامًا.
- العوامل الهرمونية: تزيد العوامل المُسبِّبة لزيادة التعرُّض لهرمون الأستروجين من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومن هذه العوامل؛ البلوغ قبل عمر 12 عامًا، وانقطاع الطمث بعد 55 عامًا، بالإضافة إلى عدم الحمل، كما يزيد العلاج الهرموني الذي يحتوي على هرموني الأستروجين والبروجيستيرون المُستخدَم للتخفيف من أعراض ما بعد انقطاع الطمث من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ إلّا أنَّ الخطر يزول بعد خمس سنوات تقريبًا بعد التوقُّف عن استخدامه.
-
العوامل التي يمكِّن التحكُّم بها: يوجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، التي يستطيع الشخص تغييرها بالإضافة إلى استخدام العلاجات الهرمونية، ومن هذه ما يأتي:
- تناول المشروبات الكحولية.
- السمُّنة خصوصًا ما بعد انقطاع الطمث.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية.
- الامتناع عن الحمل والرضاعة الطبيعية.
المراجع
- ↑“Breast Cancer”, www.cdc.gov,11-9-2018، Retrieved 12-9-2019. Edited.
- ↑“Breast Cancer”, my.clevelandclinic.org,31-12-2018، Retrieved 12-9-2019. Edited.
- ^أب“How Does Breast Cancer Start?”, www.cancer.org,21-9-2017، Retrieved 12-9-2019. Edited.
- ↑ Louise Chang (2-2-2019), “Breast Cancer Causes and Risk Factors”، www.webmd.com, Retrieved 12-2-2019. Edited.
- ↑Jaime Herndon & Kimberly Holland (21-2-2019), “A Comprehensive Guide to Breast Cancer”، www.healthline.com, Retrieved 12-9-2019. Edited.