‘);
}

الصراع بين الحقّ والباطل

ما من شكّ أن هناك صراعاً بين الحق والباطل سيبقى ناشباً إلى يوم القيامة، فإن كان أهل الحقّ يبحثون عن السلام والأمان والعدل والاستقامة، وينشرونه بين الناس، فإنّ أهل الباطل يرون في ذلك اعتداءً على سلطاتهم وجبروتهم، وتقويضاً لحكمهم وسيطرتهم، فيبقى النزاع بينهما حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وتلك من سنن الله تعالى في كونه، يبتلي الناس بعضهم ببعض؛ ليرى أيّهم أحسن عملاً، فيفوز برضاه يوم القيامة، قال الله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[١] وفي المقابل؛ فإنّ الله تعالى لن يترك أهل الحقّ وحدهم يواجهون بأس الشرّ ويقاتلونه، بل وعدهم -سبحانه وتعالى- أنّ من عمل وسعى؛ ليحقّ الحقّ بغية إرضائه وتثبيتاً لشريعته في الأرض، فإنّه سيتعهده بالنصر والتأييد ولا شكّ، وقد حصل هذا مع الأنبياء -عليهم السّلام- كلّهم حين ألحق الله تعالى بأعدائهم شتى أنواع العذاب بعد كفرهم وتكذيبهم، وذلك حتى آخر الأنبياء محمد -صلّى الله عليه وسلّم- حين نصره الله -تعالى- وشاء لدعوته أن تظهر رغم كلّ أشكال المقاومة والحيل التي صنعها أعداؤه من داخل مكّة وخارجها.

أسباب غزوة أحد

غزوة أحد هي إحدى جولات الصراع بين المشركين والمسلمين، وقد وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، وسبب وقوع غزوة أحد الرئيسيّ؛ هو حنق ومقت كفار قريش لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه بعد انتصارهم في غزوة بدر، فظلّ يدور في خلدهم الرغبة في الانتقام ممّا حصل في غزوة بدر، فاحتجزوا العير التي نجت من مهاجمة النبيّ -عليه السّلام- يوم بدر، وهي التي تسبّبت في وقوع غزوة بدر، فاحتجزوها وطلبوا أن تكون مدداً لتمويل الغزوة التالية، وحثّوا من حولهم على التطوع في دخول تلك المعركة، فانضم في صفوف القتال ما يقارب ثلاثة آلاف شخص بينهم نساء، وجمعوا الأموال والدروع والعير؛ استعداداً للهجوم على المسلمين، لكنّ عيون النبيّ -عليه السّلام- الموجودة في الأنحاء بلغها خبر استعداد قريش للقتال، ووصل الخبر إلى النبيّ عليه السّلام، فاجتمع مع أصحابه مشاوراً إياهم في الحال المستجدّ، فاستنفر المسلمون وبدأوا بجمع أسلحتهم ووضع المراقبة الحثيثة في مداخل المدينة؛ استعداداً للأمر الطارئ.[٢]