كشفت دراسة حديثة عن أسلوب جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم الذي لا يتجاوب مع الأدوية الموجودة حاليا, وهذا الأسلوب هو إجراء طبي يقوم بتعطيل أعصاب معينة ذات نشاط مفرط في الكلى كما أشارت الدراسة إلى أن هذا الأسلوب العلاجي مستخدم بالفعل في الدول الأوروبية وفي دول أخرى، لكنه لا يزال قيد الاختبار في الولايات المتحدة. 

ومن الجدير بالذكر أن هذا الأسلوب العلاجي يستخدم لمن لديهم ارتفاع شديد في ضغط الدم تصعب السيطرة عليه حتى مع استخدام أكثر من عقار واحد, ويشار إلى أن مصابي هذه الحالة، والتي تسمى بارتفاع ضغط الدم المقاوم (resistant hypertension) تكون احتمالية إصابتهم بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والسكتات القلبية وأمراض الكلى أكثر من المتوسط, كما ويذكر أن نسبة مصابي ارتفاع ضغط الدم المقاوم من إجمالي مصابي ارتفاع ضغط الدم تصل إلى نحو مصاب واحد من كل أحد عشر مصابا.

ويذكر أن الطبيبة فاريندر سين (رئيسة قسم أمراض القلب في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك سيتي) وصفت مصابي هذه الحالة بأنهم أشخاص يمارسون التمارين الرياضية بانتظام ويتناولون الطعام الصحي، علاوة على ذلك، فهم يستخدمون ما يصل إلى أربعة عقاقير مضادة لارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، فإن ضغط الدم يبقى مرتفعا لديهم. لذلك، فلابد من إيجاد علاج بديل لهذه الفئة.

أن الأسلوب العلاجي المذكور يجرى تحت البنج الموضعي، حيث يقوم الطبيب بعمل شق في الشريان القريب من منطقة أصل الفخذ لإدخال أنبوب إلى الكلى, بعد ذلك تقوم آلة خاصة بإرسال دفقات قصيرة من موجات الراديو عبر هذا الأنبوب لإماتة ما يسمى بالأعصاب الودية (sympathetic nerves) وبحسب ما ذكره الأطباء، فإن هذه الأعصاب تعد الأعصاب المنبهة في الكلى, وعادة ما تتنشط عند ارتفاع ضغط الدم, فعند زيادة نشاط هذه الأعصاب، يقوم الجسم بحبس كميات كبيرة من الصوديوم في الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ولاختبار فعالية الأسلوب العلاجي المذكور، أجريت دراسة حديثة كتتمة لتجربة سابقة شارك بها 106 مصابين تم تقسيمهم إلى مجموعتين، إذ خضعت المجموعة الأولى للإجراء لطبي المذكور، أما المجموعة الثانية، فقد حصلت على العلاج والرعاية المعتادتين.

ومن الجدير بالذكر أن مشاركي هذه الدراسة كانوا ممن يستخدمون ثلاثة أدوية على الأقل لخفض ضغط الدم المقاوم لديهم. وكان الرقم العلوي لمقياس ضغط الدم لديهم أكثر من 150 مليميترا من الزئبق إن كانوا مصابين بمرض السكري، أو 160 مليميترا من الزئبق إن لم يكونوا مصابين به.

وبعد اتهاء ستة أشهر من الدراسة، انخفضت مستويات ضغط الدم لدى من حصلوا على الإجراء الطبي المذكور بمعدل 178/97 مليمترا من الزئبق إلى ما معدله 143/85 من نفس وحدة القياس, أما من حصلوا على العلاجات والرعاية المعتادة لمصابي ارتفاع ضغط الدم، فقد انخفضت مستويات ضغط الدم لديهم بشكل طفيف.

وعلى الرغم من هذه النتائج المبشرة لهذا الأسلوب العلاجي، إلا أن الباحثة الدكتورة الطبيبة موراي إسلير قد أشارت إلى أنه لا يعد أسلوبا شافيا لارتفاع ضغط الدم، كما وأن مصابي ارتفاع ضغط الدم المقاوم لا يزالون بحاجة إلى بعض الأدوية.

أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يقوم خفض مستويات ضغط الدم بهذا الأسلوب العلاجي بالتقليل من احتمالية الإصابة بالمشاكل الصحية المتعلقة بارتفاع ضغط الدم؟.

الإجابة المتوقعة هي “نعم”، لكن الوقت لا يزال مبكرا للتأكد من ذلك.