‘);
}

أسماء الله الحسنى وصفاته

إنّ تعلّم أسماء الله -سبحانه وتعالى- وصفاته العليا من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، يُعَّد من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه يُعين العبد على تعظيم ربّه وتقديسه، فقول الله سبحانه وتعالى: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها)،[١] يدلّ على أنّه يُشرع للمسلم أن يتعرّف على أسماء الله الحسنى، حتى يدعوه بها، ويثني عليه بها، ويعمل بمقتضاها؛ ليدخل الجنة، وعليه العلم بأنّ الله -سبحانه وتعالى- القائل في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،[٢] أنّه كاملٌ في ذاته، وفي أسمائه، وصفاته، وأفعاله، ولا يشبه أحداً أو شيئاً من خلقه سبحانه، فلا شبيه له، ولا مكافِئ، ولا ندّ له، فرحمته ليست كرحمة البشر، وكذلك غضبه، وضحكه، وعلوّه ليس كالبشر،[٣] لكن ظهرت هناك فِرقٌ عطّلت أسماء الله وصفاته ونفتها، لكن أهل السنة والجماعة يضعون قواعد لإثبات أسماء الله الحسنى، منها ما يأتي:[٤]

  • القاعدة الأولى: إنّ أسماء الله -سبحانه وتعالى- توقيفيّة، فلا مجال لعقل الإنسان فيها، وينبغي الوقوف في أسماء الله -تعالى- على ما جاءت به النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، فهذا الباب لا مجال للاجتهاد فيه.
  • القاعدة الثانية: إنّ باب صفات الله تعالى أوسع من باب أسمائه جلّ في علاه؛ لأنّ أسماء الله -سبحانه وتعالى- يمكن أن يُشتَقّ منها صفاتٍ لله عزّ وجلّ، ولكن العكس لا يجوز إلا إذا كانت الأسماء الدالة عليها أسماء مدح، فمثلاً: الحكيم يشتق منه صفة الحكمة، ولكن صفة الكلام لا يُشتق منها اسم المتكلم لأنّه ليس من أسماء الله، لكن هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلم، والرحمة، لأنّها في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدحٍ، فمن أسمائه: العليم، والرحيم.
  • القاعدة الثالثة: إنّ باب الإخبار عن الله -سبحانه وتعالى- أوسع من باب الأسماء والصفات، كالشيء الموجود، فإنّه يُخبَر به عنه، ولا يدخل في أسمائه وصفاته.
  • القاعدة الرابعة: إنّ أسماء الله -سبحانه وتعالى- كلّها حسنى، وقد وصفها الله بذلك في أربعة مواضع من القرآن الكريم، ومعنى الحسنى: مؤنَّث الأحسن، والمقصود المبالغة في الحسن، فهي أحسن الأسماء وأجلُّها، بسبب اشتمالها على أشرف المعاني وأحسنها.
  • القاعدة الخامسة: إنّ أسماء الله الحسنى غير محدّدةٍ بعددٍ معينٍ، وغير محصورةٍ، لأنّ هناك أسماء وصفات استأثر الله -سبحانه وتعالى- بها في علم الغيب عنده، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: (أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو علَّمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك).[٥]
  • القاعدة السادسة: أنّ الإيمان بأسماء الله الحسنى يتضمّن الإيمان بثبوت ذلك الاسم لله سبحانه وتعالى، وما دَلّ عليه من الصفات وما تعلّق به من الآثار والحِكم.