‘);
}

أفضل ما يُهدى للمِّيت

إنّ من أفضل الأعمال التي تُهدى للمِّيت؛ الصَّدقة، والاستغفار، والدُّعاء، والحجُّ، وأفضلُ الصَّدقة عنه ما كانت مُستمرَّةً وباقيةً، وكانت حاجة الفقير لها شديدة، كسقي الماء في مكانٍ يَقلُّ فيه الماء،[١][٢] ويرى ابن عُثيمين أنَّ الدُّعاء أفضل ما يُقدَّم للميِّت، استدلالاً بِقول النَّبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له)؛[٣] لِتخصيص النَّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- الدُعاء للميّت،[٤]

ويُعدُّ الدّعاء من الأعمال التي يصل ثوابها للمِّيت، وكان السَّلف الصَّالح يُكثرون من الدُّعاء لمن سبقهم من المؤمنين، لِقولهِ -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)،[٥] ومما يُؤكِّدُ أهميَّة الدُّعاء للمّيت؛ تشريعُ الله -تعالى- لصلاة الجنازةِ عليه؛ لِما فيها من الدُّعاء له بعد التَّكبيرة الثّالثة للميّت،[٦] حيث إنّ المقصود من تشريع صلاة الجنازة الدَُعاء للمّيت، وطلب الرَّحمة والمغفرة له، والتَّجاوز عن سيّئاته، والاستغفارِ له، لِورودِ ذلك عن النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، ولضعفه وشدَّة حاجته في تلك اللّحظة إلى الدُّعاء له بالمغفرة والرَّحمة،[٧] وبدُخول الجّنة، والنّجاةِ من النّار.[٨]