‘);
}

قائد أم مدير، ما هو الفرق؟

لا بد من العلم بوجود فرق بين المدير والقائد؛ إذ إن ليس كل مدير هو قائد وليس كل قائد مدير أيضًا، فالقائد الحقيقي هو ذلك الشخص المسؤول عن توجيه الآخرين لتحقيق الأهداف من خلال إمكانيته من تحديد متى يكون مديرًا ومتى يكون قائدًا، وفيما يأتي ندرج أهم الفروقات بين المدير والقائد[١]:

  • التأثير مقابل السلطة، يختلف المدير عن القائد بأنه يوجه الموظفين تبعًا لما يتمتع به من صلاحيات قانونية؛ فيوجه من منطلق تطبيق القواعد والسيطرة على النتائج، أما القائد فإنه يتمتع بقوة فريدة من نوعها بالتأثير على مرؤوسيه مع وجود صلاحيات وقوة، ولا بد من الإشارة إلى أن ليس كافة المديرين يمتلكون قدرة التأثير على الآخرين وتحفيزهم؛ وهذا ما ينفرد به القائد ويختلف به عن المدير، هذا ويمكن أن يكون القائد أقل مرتبة من المدير في المنشأة؛ إلا أنه قادر على التأثير بالآخرين وجعلهم أكثر حماسًا للعمل وأيضًا إيجاد الحلول الفعالة في الحيلولة دون وقوع المشكلات، فعليكِ إن كنتِ في موقع يتطلب منك إدارة الآخرين اختيار دور القائد لتتمكني من الوصول إلى الأهداف المرجوة بكل نجاح، وإن تمكنتِ من الجمع بين دور المدير والقائد في آنٍ واحد فيعد ذلك مثاليًّا.
  • وجود تابعين مقابل مرؤوسين، المدير شخص تقع على كاهله مسؤولية تطبيق القوانين والسياسات والإجراءات في الشركة، ويعد ذلك أمر في غاية الأهمية لإدارة المرؤوسين تبعًا للسلطات والصلاحيات، بينما يتمثل دور القائد بتعميق العلاقات القائمة على الثقة والاحترام وتحفيزهم على إنجاز الأهداف والمهام الموكولة إليهم؛ فيعد التابعين قائدهم بأنه شخص جدير بالثقة ويستحق المتابعة، لذلك احرصي كل الحرص على التاثير بالآخرين حتى يجعلوا منكِ قدوة لهم وليس مجرد مدير يخافه المرؤوسون.
  • التركيز على القيم مقابل الأهداف، الاعتماد على تحقيق النتائج وقياس مدى تحقيقها من الأمور المعتمد عليها تمامًا في المؤسسات لمعرفة مدى نموها وتقدمها، وفي الواقع إن النمو والتطور الحقيقي لا يتجسد بالأرقام فحسب على المدى الطويل؛ وإنما يرتبط بعلاقة وثيقة بثقافة المنشأة وتولد الرغبة لدى الأفراد في الإيمان بهذه الثقافة والتماشي مع قيم الشركة الأساسية، وبناءً عليه فإن القائد الجيد يركز على الأشخاص وثقافتهم قبل التركيز على الأرقام؛ بالرغم من كونه أمرًا شاقًّا إلا أن النتائج ستكون مبهرة، من هنا النصيحة المثالية لكِ ككقائد التركيز على القيم والثقافة أولًا لتحقيق الأهداف لاحقًا.
  • التركيز على المستقبل مقابل الوقت الحالي، المدير يركز أنظاره فقط على الأعمال الآنية لتنفيذها فورًا دون تأخير دون الالتفات كثيرًا لما سيكون عليه المستقبل، فعند الاهتمام بالوقت الحالي والتركيز على المهام الحالية فقط فهذه من صفات المدير، بينما يعد القائد ذا نظر ثاقب نحو المستقبل وتحقيق التطور به قدر الإمكان، والقائد يوفر الحوافز لضمان إنجاز الأمور المستقبلية.
  • فرص التطور والنجاح مقابل الفشل، انطلاقًا من تركيز أنظار المديرين على القواعد والنتائج فحسب؛ فإن الفشل محصور لديهم ما بين أبيض وأسود فقط، ومن الممكن أن يكون إيجابيًّا في بعض الأحيان في حال وضع السياسات وأخذها بعين الاعتبار، لكن لا بد من التركيز كثيرًا على مسألة وقوع الأخطاء أو الصواب في ممارسة الأعمال والتسلسل بالخطوات، في حال وقوع الخطأ فإن ذلك حتمًا سيدمر الروح المعنوية مع تلاشي الدوافع لدى الفريق، بينما يكون القائد ذا رؤية أكثر وضوحًا وشمولًا باعتبار أن الفرصة في حالات وقوع الفشل ملحوظة إن خسرت الشركة مثلًا عميلًا كبيرًا وهامًّا، أو الحصول على تعليقات وردود أفعال سلبية، فيأخذ القائد هذه المسائل بعين الاعتبار لإعادة تقييم الأنظمة وتقوية الثغرات للوصول لحلولٍ إبداعية.