أنواع التنوين في اللغة العربية

أنواع التنوين في اللغة العربية

بواسطة:
محمد شودب
– آخر تحديث:
١٣:٥٠ ، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
أنواع التنوين في اللغة العربية

‘);
}

أنواع التنوين في اللغة العربية

ما هو فيصل الحُكم بين أنواع التنوين؟

اجتهد العُلماء في تعريف التنوين لغةً واصطلاحًا، وقد خلُص اجتهادهم إلى أنّ التنوين هو: نونٌ زائدةٌ تلحقُ آخر الاسم لفظًا لا خطًّا، والمتأمل في هذا الدّرس النحويّ يتبادر إلى ذهنه عدّة أسئلةٍ منها: ما الفرق بين النون والتنوين في اللغة العربيّة؟، و لماذا لا تجتمع الـ التعريف مع التنوين؟، وإجابة السّؤال الأول: إن النّون السّاكنة تُفارق التّنوين في عدّة أشياء، ومن أهمّها: إنّ النون ثابتةٌ في حالتي الوصّل والوقف، وأما التنوين فهو ثابتٌ في حالة الوصل فقط، ولا يثبُت في الوقف، والنّون تأتي في وسط الكلام وفي آخره، وأما التنوين فيأتي في آخر الكلام فقط، والنّون حرفٌ أصليٌّ من حُرُوف الهِجاء.[١]

‘);
}

قد يأتي زائدًا في بعض الأحيان، وأما التّنوين فلا يأتي إلا زائدًا، النّون السّاكنة ثابتةٌ في اللّفظ والخطّ، وأما التنوين فيثبُت في اللّفظ لا الخطّ، والنّون السّاكنة تأتي في الأسماء والأفعال والحُرُوف، وأمّا التّنوين فلا يأتي إلا في الأسماء، وأما العلّة التي منعت من اجتماع “ال” التي تُستخدم للتّعريف والتنوين؛ فتكمُن في وظيفة كلّ منهمُا، فـ”ال” التعريفيّة تُستخدم للتّعريف، وأما التنوين؛ فيكون للتّنكير، فلمّا اختلفت وظيفة كلّ منهما؛ امتُنع الجمْع بينهما، والتنوين قد يكون بالفتح، أو بالضمّ، أو بالكسر.[٢]

قد اختلف العُلماء في التنوين على الألف؛ فقال الجُمهور: إنّ التنوين بالألف يكون على الحرف الذي قبل الألف، وقال المغاربة: إنّه يُوضع على الألف، وهناك رأيان ضعيفان في هذا الشأن، وفحواهُما: وضْع فتحةٍ على الحرف قبل الألف وفتحةٍ على الألف، والثاني: وضع فتحة على الحرف وفتحتين على الألف، ونطق التنوين عند الوقف يختلف باختلاف التنوين سواء أكان بالفتح أو بالضمّ أو بالكسر، فالتنوين بالفتح يُوقف عليه بالفتحة، وقاعدة تنوين الضمّ والكسر يُوقف عليه بالسّكون، وإليك تفصيل بأنواع التنوين بالشواهد وأمثلة على التنوين في اللغة العربية.[٣]

تنوين التمكين

تنوين التمكين: هو التنوين الذي يقع في الأسماء المُعربة، والأسماء المُعربة هي التي تتغيّر آخرها بتغيّر العوامل الدّاخلة عليها، فيُرفع إن سبقه ما يرفَع، ويُنصَب إن سبقه ما ينصب، ويُجرّ إن سبقه ما يُجرّ، وإليك أمثلةً على تنوين التمكين:[٤]

  • رجلٌ: فـرجلٌ:اسم مُعربٌ لحقه التّنوين؛ فلذا كان تنوينه تنوين تمكين.
  • مُحمّدٌ: فمُحمّدٌ:اسم مُعربٌ لحقه التّنوين؛ فلذا كان تنوينه تنوين تمكين.
  • إنسانٌ: فإنسانٌ:اسم مُعربٌ لحقه التّنوين؛ فلذا كان تنوينه تنوين تمكين.

تنوين التنكير

تنوين التنكير وهو:الذي يدخل الأسماء المبنيّة، والمقصود بالأسماء المبنيّة هي: التي لا يتغيّرر آخرُها بتغيُّر العوامل الدّاخلة عليها، فهي تلزم حالةً واحدةً في جميع التّراكيب، وينقسم قسميْن: سماعيّ وقياسيّ، فأما السّماعيّ فهو: ما يدخُل في أسماء الأفعال، وأما القياسيّ فما يدخُل في الكلمة التي تنتهي ب”ويْه”، ومثال ذلك:[٥]

  • التنوين السماعي، وذلك نحو: صهٍ: “صه”: اسم فعل أمرٍ بمعنى اسكُت، وقد لحق به التنوين؛ فلذا كان تنوين تنكير؛ لأنه اسمٌ مبنيٌّ.
  • التنوين القياسيّ، وذلك نحو: سيبويْه: “سيبويه” اسمٌ مبنيٌّ على الكسر، فلذا كان تنوينه تنوين تنكير.

تنوين المقابلة

تنوين المُقابلة هو الذي يدخُل جمع المؤنّث السّالم: لتُقابل النّون في جمع المُذكّر السّالم، فالنون عوض عن التنوين، ومن المعلوم أنّ علامة النصب في جمع المؤنث السالم هي الكسرة، وإليك بعض الأمثلة على تنوين المُقابلة:[٦]

  • فاطماتٍ: جمع مؤنّث سالم داخله التّنوين؛ فلذا كان تنوين مقابلة.
  • مجتهداتٍ: جمع مؤنث لحق به التّنوين؛ فكان تنوين مقابلة.
  • طالباتٍ: جمع مؤنّث دخل فيه التّنوين؛ فكان تنوين مُقابلةٍ.

تنوين العوض

ينقسم تنوين العوض إلى أقسام ثلاثة، وهي: عوض عن جُملة، وعوض عن كلمةٍ، وعوض عن حرف، وإليك تفصيلٌ بتلك الأنواع:[٧]

التنوين عوض عن جملة

يلحق تنوين العوض عن جُملة “إذْ” الظّرفية على وجه الخصوص، ومثال ذلك التنوين في كلمة يومئذٍ، وإليك بعض الأمثلة عن تنوين العوض عن جُملة:[٨]

  • جاء محمّد وحينئذٍ قُمنا: فإذْ في حينئذٍ جاءت بدلًا عن جُملةٍ تقديرُها: ووقت أن جاء محمّدٍ قُمنا.
  • نجح خالدٌ ويومئذٍ احتفلنا: فـ”إذْ” جاءت بدلًا عن جُملة تقديرها: ويوم أن نجح خالدٌ احتفلنا.

التنوين عوض عن كلمة

يلحق تنوين العوض عن كلمة كلمة كلّ على سبيل الحصر، ومثال ذلك:[٩]

  • كلٌّ عاشقٌ: فالتنوين الذي دخل ” كلٌّ” جاء بدلًا عن كلمةٍ، والمعنى: كلُّ إنسانٍ عاشقٌ.
  • كلٌّ يموت: فالتنوين الذي لحق “كلّ” جاء عوضًا عن كلمة، والتقدير: كلُّ حيٍّ يموت.

التنوين عوض عن حرف

تنوين العوض عن حرفٍ يدخُل الاسم المنقوص الممنوع من الصّرف، والاسم المنقوص: هو الاسم الذي انتهى بياءٍ لازمةٍ أو مقدّرةٍ مكسور ما قبلها، وللتعرّف على هذا التنوين يتوجّب الإجابة عن سؤال: ما نوع التنوين في قاضٍ ؟:[١٠]

  • قاضٍ: اسم منقوص دخله التّنوين، والتنوين هنا عوضٌ عن حرفٍ، وأصل كلمة”قاضٍ” قاضيٌ، اجتمع ساكنان في آخر الكلمة هما:”التنوين، والياء”، وجب حذف الياء، ولمّا كان الحرف الذي قبل الياء مكسُورًا؛ حوّل التنوين إلى تنوينٍ بالكسر.
  • جوارٍ: اسم منقوص دخله التنوين، وهو عوض عن حرف، وأصلها جواريٌ، اجتمع ساكنان في آخر الكلمة هما:” التنوين، والياء”، وجب حذف الياء، ولمّا كان الحرف الذي قبل الياء مكسُورًا؛ حوّل التنوين إلى تنوينٍ بالكسر.

تنوين الضرورة الشعرية

هو التنوين الذي يُذكر في المُنادى، أي أنّ المُنادي يكون الاسم المُنوّن، ومثال ذلك قول الأحوص:[١١]

سلام الله يا مطرٌ عليها ** وليس عليك يامطرٌ سلام

حيث جاءت كلمة”مطرٌ” مُنادى، ولحقها التنوين؛ فلذا كان تنوين ضرورة شعريّة

التنوين الغالي

هو الذي يلحق أواخر القوافي المُقيّدة، وهذا النوع نادرٌ قلّما تجده في كلام العرب، وُسمّي غاليًا؛ لمُجاوزته حدّ الوزن، والمقصود بالقوافي المُقيّدة أي: الّتي يكون حرف رويها محرّكًا بحركةٍ، ومثال ذلك:[١٢]

وقاتم الأعماق خاوي المخترقن ** مشتبه الأعلام لمّاع الخفقن

فالمخترقن والخفقن جاءتا في آخرة قافية مقيّدة؛ فلذا كان تنويهما تنوينًا غاليًا.

التنوين الشاذ

التنوين الشاذّ هو الذي يأتي لتكثير اللّفظ، فالتنوين يكون لزيادة اللفظ، فلو قُلنا”هؤلاء”: فهذا اسم إشارةٍ يدُل على جماعة، ولكن لو نُوّن هذا اللفظ؛ لدلّ على جماعةٍ أيضًا، ولكنّ عددهم أكبر بكثير من الجماعة الأولى، ومثال ذلك:[١٣]هؤلاءٍ قومك: فهؤلاءٍ حكاه أبو زيد، وهو من التّنوين الشاذ عن القاعدة، والذي لم يقُل به الجُمهور.

تنوين الحكاية

تنوين الحكاية وهو حكاية اللفظ المُنوّن كما هو، ومعنى ذلك أنّ اللفظ المُنوّن إن كان مجرورًا ومنوّنًا في السّؤال؛ أُخذ كما هو بجرّه وتنوينه مرّةً أُخرى كما جاء في ما قبل الحكاية، وذلك نحو:[١٤] قولُك مررتُ بزيدٍ، فيُقال لك: مَن زيدٍ؟؛ فقد حُكي التّنوين كما هو، وجاء بعلامة الإعراب في ما حكي.

تنوين الترنم

تنوين الترنّم هو الذي يلحق أواخر القوافي المُطلقة، والمقصود بالقوافي المُطلقة هي التي يكون حرف رويّها حرفًا ساكنًا لا مُحرّكًا، والترنّم بمعنى التّغنّي، فإذا أرادوا التغنّي مدّوا الصّوت، ومثال ذلك:[١٥]أقلّي اللوم عاذل والعتابن، وقولي إن أصبت لقد أصابن: فقد دخل التنوين القافية المُطلقة، ويتمثّل في كلمتي” والعتابن، وأصابن”، وأصلهما” العتابا، وأصابا”، وسُمّي بهذا الاسم؛ لأنه يُتغنّى به.

ومن خلال ما سبق نستنتج أنّ أنواع التنوين تسعة، وأن بعضها مُستعمل في اللغة، والبعض الآخر شاذّ، كما أنّ ثلاثة أنواع منها تدخُل في الشّعر دون غيره، وهم: الترنّم، والغالي، والضرورة الشّعريّة.

تدريبات على التنوين بأنواعه

ما هو مناط الاختلاف بين أنواع التّنوين؟

ينقسم التنوين إلى عدّة أقسامٍ، ولكُل قسمٍ من تلك الأقسام أمثلة تدُل عليه، وقد وردت بعض أنواع التنوين في القرآن، وإليك بعض الأمثلة على أنواع التنوين:[١٦]

  • تنوين التمكين، وذلك نحو: طالبةٌ، رجلٌ، فرسٌ، ولا يدخل إلا الأسماء المُعربة.
  • تنوين التنكير،وذلك نحو: صهٍ، ومهٍ، وسيبويه، ولا يدخُل إلا الأسماء المبنيّة.
  • تنوين المقابلة، وذلك نحو: مسلمات، مُؤمنات، قانتات، ولا يدخل إلا في جمع المؤنّث السّالم.
  • تنوين العوض، وذلك نحو: خرجت يومئذ ذهب عليّ، وكلٌّ سيفنى، وقاضٍ.
  • تنوين الترنّم يدخل في القوافي المطلقة، وذلك نحو: أقلّي اللوم عاذل ولاعتابن، وقولي إن أصبت لقد أصابن.
  • تنوين الغالي، ويدخل في القوافي المُقيّدة، وذلك نحو: وقاتم الأعماق خاوي المخترقن مشتبه الأعلام لمّاع الخفقن.
  • التنوين الشاذ، وذلك نحو: هؤلاءٍ قومك، ويأتي للتّكثير.
  • تنوين الحكاية، وذلك نحو: قولك مَن محمّدٍ، لمن قالك لك سلمت على محمّدٍ.
  • تنوين الضرورة الشعريّة، وذلك نحو: سلام الله يا مطرٌ عليها، وليس عليك يامطرٌ سلام.

من خلال ما سبق نستنتج أن بعض أنواع التنوين شاذّة لك تأت إلا نادرًا، وأن الضّابط في تمييز أنواع التّنوين هو معرفة حدّ هذا النّوع، ومعرفة أمثلته.

المراجع[+]

  1. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-20، جزء 1. بتصرّف.
  2. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-20، جزء 1. بتصرّف.
  3. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-20، جزء 1. بتصرّف.
  4. عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات، كمال الدين الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين، صفحة 90، جزء 1. بتصرّف.
  5. أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي، الجنى الداني في حروف المعاني، صفحة 145، جزء 1. بتصرّف.
  6. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 33، جزء 1. بتصرّف.
  7. د.عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 392، جزء 1. بتصرّف.
  8. د.عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 392، جزء 1. بتصرّف.
  9. د.عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 392، جزء 1. بتصرّف.
  10. د.عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 392، جزء 1. بتصرّف.
  11. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 273، جزء 4. بتصرّف.
  12. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، صفحة 14-25، جزء 1. بتصرّف.
  13. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-25، جزء 1. بتصرّف.
  14. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-25، جزء 1. بتصرّف.
  15. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-25، جزء 1. بتصرّف.
  16. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (الطبعة 5)، صفحة 14-25، جزء 1. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!