‘);
}

الصدقة

تُعرّف الصدقة على أنها العطيّة التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى،[١] وتجدر الإشارة إلى أن الصدقة من أعظم الأعمال وأحبّها إلى الله تعالى، لا سيّما أنها دليلٌ على صدق الإيمان بالله، واليقين بأن الرزق بيده سبحانه وتعالى، وهو القائل في كتابه الحكيم: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ)،[٢] وقد وصف الله -تعالى- عبداه المؤمنين المتّقين في أوائل سورة البقرة بأنهم يؤدّون ما عليهم من الصدقات والزكاة ابتغاء مرضاة الله تعالى، حيث قال: (الم* ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)،[٣] بالإضافة إلى أن الصدقات سببٌ لحلول الخير، ونزول البركة، حيث إن الله -تعالى- يضاعف للمتصدّق في ماله أضعافاً مضاعفة، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)،[٤] كما إن الصدقة سبب لانشراح الصدر، وسعادة النفس.[٥]

أنواع الصدقات

تنقسم الصدقة إلى نوعين رئيسيّين، وهما صدقة النافلة، والصدقة المفروضة وهي الزكاة الواجبة، ويمكن القول إن صدقة النافلة تشمل أوجه الإحسان إلى الفقراء والمساكين من أموال غير الزكاة، أما الزكاة المفروضة فلها شروط خاصة، ومصارف معيّنة شرعاً، كما في قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،[٦] وفيما يأتي بيان كل نوعٍ على حذة.[٧]