‘);
}

أهمية رعاية اليتيم

لرعاية الأيتام وكفالتهم أهميةٌ عظيمةٌ تعود على اليتيم وعلى المجتمع بالخير والصَّلاح، وبيانُ بعضها فيما يأتي:

  • نشأة طفلٍ محبٍّ لمجتمعه في ظلِّ حِرص الجهات المعنيَّة على رعاية اليتيم، وتربيته على الأخلاق الحسنة، وإعطاؤه جميع الحقوق الماديَّة والمعنويَّة التي يستحقُّها.[١]
  • بناء مجتمعٍ متماسكٍ من خلال اتّباع قواعد الإسلام وأحكامه المبنيَّة على الرَّحمة والتَّكافل التي وصَّى الله -تعالى- بها عباده كما بيَّن في كتابه الحكيم: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)،[٢] وقد أكّد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- على ضرورة التَّعاون والتَّناصر بين أفراد المجتمع الواحد بما فيهم الأيتام، فعن النُّعمان بن بشير -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).[٣][٤]
  • انتشار الطمأنينة في قلوب العباد، وعدم خوفهم من الموت وترك أطفالهم بلا مُعينٍ ولا سندٍ؛ لأنهم على يقينٍ بأنهم يعيشون في مجتمعٍ يسوده روح التعاون والتآلف والتكافل. وصلاح المجتمع يبدأ بصلاح أفراده والامتثال لأوامر الله -تعالى- في معاملة اليتيم، وقد أكَّد الشَّارع الحكيم على ضرورة الإحسان والعدل بقوله: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّـهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).[٥][٦]
  • صيانة نفس اليتيم من الفساد النّاتج عن الإهمال وعدم الإحسان، بالإضافة إلى صلاح القلوب بخلوِّها من الأمراض وكلّ ما يشوبها من الحقد والحسد والكراهية، وانتشار الرَّحمة والعطف والتَّكافل بين الناس، مما يعود بالخير على أبناء المجتمع كلِّه؛ صغيره وكبيره، غنيِّه وفقيره.[٧][٨]

أوصى الله -تعالى- عباده بضرورة الإحسان إلى اليتيم والحرص على إعطائه حقوقه وحفظها حتى بلوغه سنَّ الرُّشد، وقد وردت العديد من الآيات الكريمة في القرآن الكريم التي تحثُّ على العطف على اليتيم، كقوله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ)،[٩] وقوله -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ).[١٠] وذلك حفاظاً عليه وحرصاً على عدم ضياعه بسبب فقد أباه وفقد من يعوله ماديّاً ومعنويّاً.[٧]