‘);
}

عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، القرشيّ الأمويّ، وأُمّه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب، كُنيته: أبو عبد الله، وأبو ليلى، ولقبه: ذو النورين، ويرجع السبب في هذا اللقب؛ إلى أنّه تزوّج من ابنتيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ رقيّة وأم كلثوم رضي الله عنهما، ومن أهم صفاته الخُلقيّة شدّة الحياء؛ فقد قال عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أشدّ أمّتي حياءً عثمان بن عفّان)،[١] ومن صفاته الخَلقية أنّه كان متوسط الطول، وسيم الملامح، غزير اللحية، أسمر اللون، كثير شعر الرأس، ووُلد بعد واقعة الفيل بست سنواتٍ، وكان من أوائل المُتّبعين لرسالة الإسلام؛ إذ أسلم في مكة على يد أبي بكرٍ الصّديق رضي الله عنه، قبل دخول المسلمين دار الأرقم، ثمّ هاجر الهجرتين إلى الحبشة، وإلى المدينة المنورة، وشَهِد أغلب معارك المسلمين، وقد تولّى الخلافة في عام أربعٍ وعشرين من الهجرة، بمستهلّ شهر مُحرّم، إلى أن قُتل شهيداً.[٢]

أهم أعمال عثمان بن عفان

تجهيز جيش العُسرة

من الأعمال العظيمة والمواقف الخالدة التي سجّلها التاريخ للصحابيّ عثمان بن عفان رضي الله عنه، في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تجهيز جيش المسلمين الذي توجّه إلى تبوك للقاء الروم، والتي سميت بغزوة العُسرة، كما قال الله تعالى: (لَقَد تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ)،[٣] ويرجع السبب في التسمية؛ إلى أنّ تلك الغزوة كانت من أصعب الغزوات على المسلمين؛ بسبب قلّة المال والدواب، وجدب البلاد، وبُعد المكان، وشدّة الحرّ، ولحساسيّة الموقف، وصعوبته، حثّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين على الإنفاق في سبيل الله، فكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كعادته، السبّاق إلى الخير، وأنفق في ذلك اليوم ثلاثمئة بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها، وألف دينارٍ، ففرح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعمل عثمان رضي الله عنه، وقال: (ما ضرّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليوم).[٤][٥]