‘);
}

حياة مصطفى محمود

بعض أفراد وأبناء هذه الأمة تميَّزوا على صعدٍ ومجالات مختلفة؛ فمنهم من تميَّز على المستوى الأدبي، ومنهم من تميَّز على المستوى العلميِّ، ومنهم من تميَّز على المستوى الفكري والديني، ومنهم من تميَّز على المستوى الفلسفيِّ، والبعض وهم فئة قليلة جدَّاً استطاعوا أن يكونوا موسوعاتٍ متنقِّلة على قدمين؛ فقد استطاع هؤلاء الأفراد أن يتميَّزوا في عدَّة مجالات في آن واحد الأمر الذي عمل على إثراء مسيرتهم، وتعدُّد منتجاتهم، وإقبال جميع أصناف النَّاس عليهم.

من أبرز هؤلاء الأفراد الدكتور الموسوعي مصطفى محمود – رحمه الله تعالى- الذي سبقت إنجازاته اسمه، وجالت في الآفاق؛ فقد امتلك –رحمه الله- أدوات التفوُّق والنَّجاح والإبداع؛ فقد كان أديباً، مفكِّراً، عالماً، متديِّناً، إنساناً إلى أبعد حدٍّ ودرجة، لهذا فقد استطاع هذا المفكِّر أسر قلوب قرَّائه، وجعلهم عطشى للاستزادة من معينه الذي لا ينضب.

ولد رحمه الله في العام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين للميلاد، وتوفِّي في العام ألفين وتسعة، وهو من نسل رسول الله الأعظم محمد ـ صلى الله عليه وسلَّم- حيث ينتهي نسبه إلى زين العابدين – رضي الله عنه -، اشتهر هذا العالم بتقديم برنامجه الرَّائع العلم والإيمان الَّذي امتدَّ على فتراتٍ طويلةٍ من الزَّمن، كما أنَّ له عدداً كبيراً من المنتجات الأدبيَّة والفكريَّة. تمتاز كتب الرَّاحل مصطفى محمود –رحمه الله- بقصرها نوعاً ما، وغزارة محتواها، فالإنسان الذي حباه الله تعالى بجلدٍ على القراءة، وسرعة في الاستيعاب، وسرعة في القراءة بإمكانه أن ينهي كتاباً من كتبه خلال جلسة واحدة.