‘);
}

أول من كتب في السيرة النبوية

حرص الصحابة منذ عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نقل كلِّ ما يتعلّق به منذ بدء الوحي إلى وفاته -عليه الصلاة والسلام-، من خلال كتابة هذه الأحداث، أمّا كتابة السيرة النبوية وتدوينها بطريقةٍ شاملة، فقد بدأت أثناء خلافة معاوية بن أبي سفيان، حيث كان مجموعة من الصحابة أمثال عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، والبراء بن عازب -رضي الله عنهم- يُملون على تلامذتهم كلَّ ما يتعلّق برسول الله، ويقوم التلاميذ بالكتابة، ثم في عصر التابعين كانت بداية التأليف في السيرة النبوية.[١]

ويعتبر التابعيّ الجليل عروة بن الزبير -رضي الله عنه- أولَّ من بدأ بتأليف سيرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك بحسب ما قاله الواقدي، والسخاوي، وابن النديم، والذهبي، وغيرهم، وليس ذلك فحسب بل يُعتبر أيضاً هو مؤسّس التاريخ الإسلامي،[٢] وأسمى كتابه في السيرة: (مغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم)،[١] ثمّ تبعه أبان بن عثمان، ثم وهب بن منبه، ثم شرحبيل بن سعد، ويليه ابن شهاب الزهري.[٣][٤]

وبدأ يظهر بعد ذلك الإتقان والتوثيق في الكتابة، فقام ابن إسحاق بالتّأليف، فكان كتابه متميّزاً عمّا سبقه بالتوثيق والشُّمولية، إلّا أنّه قد اندثر ولم يتبقَّ منه إلّا جزءٌ بسيطٌ، فجاء ابن هشام وألّف كتاباً قام فيه برواية كتاب ابن إسحاق وشرحه وأخْذ صحيحه وتهذيبه،[٤] وممّن ألّف في السيرة النبوية في ذلك الوقت؛ سليمان التميمي، ومعمر الأزدي، وأبو معشر السندي، ويحيى الأموي، وغيرهم، حيث تميّز هؤلاء بجمع سيرة المصطفى التي تضمّ حياته كاملة،[٥] في جميع الجوانب اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، وخَلْقياً، وخُلُقياً، وما يتعلّق بالحرب والغزوات، إلى غيرها من الجوانب بأسلوبٍ شاملٍ ودقيق.[٦]