أين تقع القسطنطنيه

تعد مدينة القسطنطينة من أقدم المدن في تاريخ الشرق وأهمها أثناء حقبة العصور الوسطى. فقد كانت تعتبر مكان العبور للأوروبين إلى دول العرب في تلك الحقبة وكان يطلق عليها بيزنطة ومن ثم سميت بعد ذلك باسم القسطنطنية.

أين تقع القسطنطنيه :

المدينة التي كان يطلق عليها اسم القسطنطنية قديماً توجد حالياً في اسطنبول عاصمة تركيا وهي تعد في الوقت نفسه بالطبع أكبر مدن دولة تركيا من حيث التعداد السكاني ومن حيث تمركز التجارة والاقتصاد والنظام المالي فيها _{ولا يمكن  إنكار مدى روعة وجمال عاصمة اسطنبول فهي من أجمل بلاد العالم والعديد من السياح يقصدونها بالآلاف يومياً فهي تعد مركز الثقافي التركي الحديث وفي الوقت نفسه تتمتع بروح وجمال الماضي العريق والعديد من الأماكن الأثرية التي يمكن للسياح زيارتها فهي تعد من أهم المعالم السياحية بفضل احتوائها على العديد من الأماكن التي تجسد المراحل المختلفة من تطور تاريخ المدينة}

_{تاريخ القسطنطنية:}

_{طوال الفترة الماضية وخلال حكم الملوك والإمبراطوريات المختلفة التي نشأت وحكمت تركيا لمدة آلاف السنين كانت القسطنطنية هي العاصمة، يمكن اعتبار أنها أصبحت العاصمة بعد بنائها من قبل الإمبراطورية الرومانية الشرقية ثم بعد ذلك أصبحت عاصمة الدول البيزنطية التي كانت تحكم البلاد لمئات الأعوام ومن ثم بعد ذلك فتح العثمانيون القسطنطينية في آخر القرن الخامس عشر ومنذ ذلك الوقت أصبحت عاصمة الدولة العثمانية}

_{كيف تم بناء القسطنطينية؟}

_{تعد من أقدم المدن في تركيا كما قلنا لكن في الوقت نفسه فإن عملية تأسيسها وبنائها استغرقت الكثير من الوقت حتى تم تجهيزها في سنة 324 م في وقت بنائها من قبل الإمبراطورية الرومانية الشرقية وذلك تحت أمر من إمبراطور قسطنطين وهو من قام بتحديد موقعها لما له من أهمية كبرى من حيث الموقع بالنسبة لباقي البلدان ليتمكن من التحكم بشكل أكبر بمضيق البوسفور وقد تم تسميتها بالمدينة الجديدة أو نوفا روما أو روما الجديدة. تم بناء مدينة قسطنطين على 7 جبال كما تم لروما القديمة الحقيقية وقم تم تقسيم المدينة إلى 14 حي}

_{أهمية قسطنطنية التاريخية}

_{لها مكانة كبيرة وأهمية دينية عالية من حيث التراث الديني فقد تم اعتبارها أول مدينة رومانية يحكمها امبراطور روماني يعلن أنه مسيحي أو على أقل تقدير يقوم بدعم المسيحيين والدين المسيحي بشكل علني –فالمؤرخون وكتاب التاريخ اختلفوا فيما إذا كان معتنقاً للمسيحية أم لا- وقد شملت المدينة العديد من السكان الوثنيين بالإضافة للمسيحيين الجدد مع العلم أن المسيحية كانت مضطهدة من قبل الإمبراطورية الرومانية لكن مع حكم الإمبراطور سمح لهم ببناء الكنائس والكاتدرائيات التي كانوا يتعبدون فيها ويقيمون فيها شعائرهم الدينية في القسطنطينية.}

_{القسطنطينية في العهد البيزنطي}

• _{لم تمر فترة كبيرة من تأسيس الإمبراطورية البيزنطية حتى قام جوليان المرتد والذي كان آخر الوثنيين وقد حاول إنهاء الدين المسيحي ووجوده في الدولة لكنه لم يتمكن من فعل ذلك وقد توفي أثناء معركته مع الجيوش التي جاءت من الفرس في سنة 363 ميلادياً}
• _{جاء بعد ذلك الإمبراطور ثيودوسيوس الأكبر وقد كان إمبراطوراً متديناً ولا يحب المخربين وحزن لما فعله جوليان بالمسيحيين والدين المسيحي ولأجل هذا أراد الانتقام فأعلن أن الوثنية محظورة وفي الوقت نفسه أعلن أن المسيحية هي الدين الرسمي لإمبراطورية بيزنطا في سنة 391 ميلادياً}
• _{اشتهر الإمبراطور ثيودوسيوس باهتمامه الكبير بالمدينة وحرصه على تحصينها فقد قام بعمل أسوار ضخمة للغاية تحيط بالمدينة تصل في ارتفاعها لأكثر من 13 متر كما أعاد تجديد وبناء كنيسة آيا صوفيا وقام ببنائها مرة أخرى في سنة 360 ميلادياً لكن خربت مرة أخرى في حريق عام 404 ميلادياً وقد لغى الألعاب الأولمبية التي كان يتم عقدها كل 4 سنوات لمئات السنين وظلت ملغية لأكثر من 15 قرن بعد ذلك}
• _{من أشهر الأباطرة البيزنطيين الذين حكموا المدينة بعد ذلك جستنيان وقد عرف عنه عمل الكثير من الإصلاحات في المدينة والتي شملت الجوانب الإدارية والتنظيمية وأعاد مرة أخرى ترميم وبناء آيا صوفيا وقام بعمل قصر جميل للغاية وأنشأ نظام لحصد الضراب ووسع من حدود دولته بصورة كبيرة جداً فقد نجح في غزو إيطاليا وأسبانيا ومصر وشمال أفريقيا، وعرف بوضعه ما يعرف بـ “قانون جستنيان” الذي وضح حقوق المواطن البيزنطي وقد كانت الثورة عنيفة للغاية في عهده بسبب غضب المواطنين من قوانينه الصارمة وسياسته المستبدة في الحكم وقد مات في الثورة أكثر من 30 ألف مواطن وأتى بعد ذلك وباء الطاعون الذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف شخص من سكان المدينة في عام 541 ميلادياً وبعد حكم جستنيان تدهورت حالة البلاد شكل تدريجي واستمر ذلك لـ 9 قرون كاملة}

_{القسطنطينية اليوم:}

_{القسطنطينية االيوم هي مدينة اسطنبول وهي أكبر من القسطنطينية قديماً وفي الوقت نفسه تعد الأسوار التي بنيت في قديم الزمان والبوابات الضخمة ضمن الآثار والتراث الموجود في المدينة وهي تعد مقصد سياحي للكثيرين وقد تم عمل الكثير من التوسعات والتطويرات على المدينة رغم تحويل العاصمة إلى أنقرة بعد قيام الجمهورية التركية من قبل محمد كمال أتاتورك سنة 1923 والمدينة يتم تقسييمها إلى جزئين بسبب توسط مضيق البسفور لها وهي تشمل أجزاء واسعة من كل أطراف آسيا وأوروبا في الوقت نفسه. تعد أكبر مدن تركيا وشهرتها هي “روما الجديدة”}