‘);
}

أين كانت غزوة أحد

سُمّيت غزوة أُحُد بهذا الاسم نسبةً إلى جبل أُحُد، والذي يقع بالقرب من المدينة المنوّرة، وقد وقعت الغزوة بالقرب منه، ونزلت آية في القرآن الكريم بخصوص القتال الذي حدث بين المسلمين والمشركين عنده، إذ قال الله -تعالى-: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ).[١] وبعد انتهاء المعركة دَفنَ النبي -عليه الصلاة والسلام- الشُّهداء بالقرب من جبل أُحُد، وكان من ضِمنهم حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وأنس بن النّضر، وصحابةٌ آخرون -رضي الله عنهم جميعاً-، وقبل وفاته -صلى الله عليه وسلم- زار جبل أُحُد وصلّى على الشُهداء مُودّعاً إياهم، وقد أحبّ النبي -عليه الصلاة والسلام- جبل أُحدٍ، إذ روى أبو حميد الساعدي -رضي الله عنه- عن رسول الله أنه قال: (أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا ونُحِبُّهُ).[٢][٣]

مشاورة النبيّ أصحابه في مكان الغزوة

كان النبي -عليه الصلاة السلام- ينتهج منهج الشّورى مع أصحابه -رضي الله عنهم- بكلّ الأمور؛ ومنها الغزوات، فلمّا عَلِمَ المسلمون بخروج قريشٍ لمواجهتهم؛ جمع النبي أصحابه وشاورهم في أمر قتال قريش، فاقترح عليهم النبي -عليه الصلاة والسلام- البقاءُ في المدينة، ومحاربة كفّار قريش في أزقّتها ومن أسطح منازلها، ووافقه على هذا الرأي جموعٌ من الصحابة ومعهم عبد الله بن أُبيّ، واقترح صحابةٌ آخرون مُقاتلتهم خارج أسوار المدينة، وأصرّوا على ذلك وكان رأيُ الأغلبيّة، فاتّجه النبي لبيته ولَبِس ملابس الحرب وخرج عليهم، وكانوا قد أحسّوا ببعض النّدم، فقالوا: “أكْرَهنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الخروج”، وقالوا: “يا رسول الله إن أحببت أن تمكث في المدينة فافعل”، فأجابهم: (ما ينبغي لنبيٍّ إذا لَبِس لَأْمَتَهُ أن يضَعَها حتى يحكُمَ اللهُ بينه وبين عدوِّهِ).[٤] وقد لّى -عليه الصلاة السلام- عبد الله بن أم مكتوم على المسلمين حتى عودته من الغزوة، وخرج مع رسول الله ألفٌ من الصحابة.[٥][٦]