‘);
}

أين نزل الوحي على سيدنا محمد

بدأت عُزلة النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- واختلاؤه بنفسه عندما كان يقترب سنُّه من الأربعين، وقد حُبِّب إليه هذا الفعل؛ فقد كان يذهب إلى غار حراء الذي يقع في الشَّمال الغربيِّ من مكَّة المكرَّمة يخلو فيه ويتفكَّر ويتعبَّد ليالي طويلةً وعديدةً؛ حيث كانت تصل مدَّة خلوته إلى عشرة أيَّامٍ وأحيانا أكثر من ذلك حتى تصل إلى شهرٍ، وبعدها يرجع إلى بيته أيّاماً ثم يعود مرَّةً أخرى إلى عُزلته، وتروي أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ذلك فتقول: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا).[١] وقد ظلَّ رسول الله على هذه الحال إلى أن نزل عليه جبريل -عليه السلام- بالوحي في إحدى خلواته تلك وهو في غار حراء في شهر رمضان المبارك.[٢][٣]

وحِراء غارٌ يقع في جبلٍ يبعد عن مكَّة المكرَّمة مسافة ساعةٍ واحدةٍ من السَّير على الأقدام، كما يعتبر جبل حراء الذي خُلِّد اسمه عبر الزَّمن أحد الجبال الممتدَّة من سلسلة الجبال والآكام المتلاصقة على يسار الذَّاهب إلى مِنى، والذي يُطِلُّ على المساحات الشَّاسعة من الأراضي والجبال المرتفعة.[٤]