‘);
}

البيت المعمور

قال الله تعالى في محكم تنزيله: “وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ” (الطور: 4)، والبيت المعمور هو بيت يكافئ البيت الحرام (الكعبة) لكنه ليس مثلها على الأرض، بل هو في السماء يطوف حوله الملائكة، فيدخله في اليوم سبعون ألف ملك من الملائكة فلا يعودون له أبداً، وجاء في الحديث أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يوم صعد إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج فشاهده ليسأل جبريل عليه السلام عنه، فأخبره عن اسمه وعن الملائكة التي تدخله ولا تخرج منه.

لقد ذكر البيت المعمور في الحديث الشريف فأخرجه الطبري عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « البيت المعمور مسجد في السماء بحذاء الكعبة لو خر لخر عليها يدخله سبعون ألف ملك كلّ يوم إذا خرجوا منه لم يعودوا، وأخرج الطبريّ أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال : والبيت المعمور هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثمّ لا يعودون إليه».

يقول عنه عبد العزيز بن باز أنّ البيت المعمور هو بيت عظيمٌ يوجد في السماء السابعة بالتحديد، كما الكعبة للأرض هو للسماء، والملائكة تقصده للتعبد، فتقصده ولا تعود وهذا دلالة على عددهم الهائل، وقال عنه محمد بن صالح العثيمن أن البيت المعمور بحيال الكعبة وهذا يتحمل معنيين، فإما أنه فوقها أو أن الكعبة بنية على هيئة البيت المعمور وكما عمرها أهل الأرض عمر البيت المعمور أهل السماء،
والبيت المعمور أيضاً حيال العرش، أسفل العرش وعلى استقامته، وهو لأهل السماء كما الكعبة لأهل الأرض، مسجد أهل السماء ومقصد للتعبد والصلاة فيه لله تعالى.