‘);
}

تحية الإسلام

لقد اختير لفظ السلام من بين الألفاظ ليكون تحية الإسلام، وذلك لأن فيه الدعاء بالسلامة من الآفات في كل ما يتعلق بالدين والنفس، وفيه عهداً من المسلمين فيما بينهم على حفظ أعراضهم وأموالهم ودمائهم، وقد أمر الله عزّ وجل المسلمين بإفشاء السلام فيما بينهم، فقال: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)،[١]ففي الآية حثّ على رد السلام من المؤمن إذا دخل على أخيه المسلم، وإذا دخل على أهل بيته، وإذا دخل على بيت خالياً فيرد السلام على عباد الله الصالحين، وجاء الترغيب في التحية في العديد من النصوص؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- اصطفى بها المسلمون وميزهم عن غيرهم في الدنيا والآخرة، فالسلام هو التحية التي يلقيها الملائكة على المؤمنين يوم القيامة، ومن ثمرات الحرص على إلقاء السلام، أنه سبب لسلامة الصدر من الحقد، وبه يحصل المسلم على الأجر الكبير من الله، وإغاظة لليهود، كما في قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما حَسَدتكمُ اليَهودُ علَى شيءٍ ، ما حَسَدتْكُم على السَّلامِ والتَّأمينِ)،[٢]وهو من خير الأعمال التي بها يعلو شأن الأمة، وسبب لحصول البركة والرحمة ومغفرة الذنوب والخطايا، ودخول الجنة، وحذر رسول الله من عدم إفشاء السلام ووصف عدم القيام به بالبخل، فقال: (أعجَزُ النَّاسِ مَن عجَز في الدُّعاءِ ، وأبخلُ النَّاسِ من بخِلَ بالسَّلامِ).[٣][٤]

حكم ردّ السلام وصفته وآدابه وبعض أحكامه

شرع الله -عزّ وجّل- ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ورتّب على فعلها الأجر والثواب، وجعلها من الحقوق بين المسلمين بعضهم على بعض، فلّما كان الناس يؤدّونها من باب أنّها عادةٌ من العادات التي اعتادوا عليها أصبحوا يؤدّونها من باب نيل الأجر والثواب من الله عليها، كما يجب الحرص على أدائها كما جاء الأمر بها من غير تبديلٍ ببعض الألفاظ الأخرى، سواءً كان هذا التبديل من باب الإعراض عنها، أو من باب الجهل بها، وأكمل هذه التحية قول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وأقلّها قول: (السلام عليكم)، وفيما يأتي بيان لفضل السلام وخصائصه:[٥]