‘);
}

رحلة الشتاء والصيف

ورد ذكر هذه الرّحلة في قوله تعالى :” لإيلاف قريشِ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف”؛ وهي دلالة على رحلتين للتجارة كان يقوم بها رجال قريش قبل الإسلام في كل عام، ففي الصيف يتّجهون إلى الشام لأن مناخها معتدل أمّا في الشتاء فكانوا يذهبون إلى اليمن لأنها دافئة، فما سبب هاتين التجارتين؟ ولمَ لم يكن في أرض الجزيرة العربية مثل هذه التجارة؟

كانت مكة في تلك الفترة جرداء قاحلة ليست فيها زراعة، ولهذا السبب اشتدّ الفقر على العديد من سكانها حتى أخذ الآباء باصطحاب عائلاتهم إلى منطقة في مكة ليبقوا فيها مختبئين حتى يموتوا جوعاً، فلمّا علم هاشم بن عبد مناف ذلك أبى أن يكون بين العرب جائعاً فهذه هي أخلاق العرب التي تتسم بالشهامة والدفاع عن المستضعفين، وحتى لا يقلّ عدد العرب من خلال موتهم بهذه الطريقة أمر إخوته بالذهاب في رحلات للتجارة يتقاسم فيها الغنيّ ما ربحه من تجارته مع الفقير حتى لا يجوع في مكة أحد.