إلى قتلى الانتفاضة : لا سـواء

إلى قتلى الانتفاضة لا سـواء لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار هذا ما قاله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمقولة أبي سفيان حين قال بعد معركة أحد يوم بيوم بدر والحرب سجال فقال الفاروق هذه الكلمة لكي تسطر في التاريخ بماء الذهب إلى يوم الدين إنها الثقة العظيمة بالله عز وجل الثقة التي تحمل المسلم..

” لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار “، هذا ما قاله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمقولة أبي سفيان حين قال بعد معركة أحد: “يوم بيوم بدر ‘ والحرب سجال” ، فقال الفاروق هذه الكلمة لكي تسطر في التاريخ بماء الذهب إلى يوم الدين .. size=3>

إنها الثقة العظيمة بالله عز وجل ، الثقة التي تحمل المسلم على الصمود في وجه الباطل، ولو كان ذلك على حساب عمره وحياته …
إن هذه الكلمة حينما يستيقن منها المسلم تقوده ـ بإذن الله ـ إلى إحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة .
size=3>

صدقت يا أبا حفص ، قتلانا في الجنة .
وهل هي جنة واحدة يا ترى ؟ 
كلا بل جنان كثيرة .. ويغفر لهم عند أول دفعة من دمائهم ويرون مقاعدهم في الجنة .. ويزوجون اثنتين وسبعين من الحور العين .. ويحلون حلية الإيمان .. ويجارون من عذاب القبر .. ويأمنون من الفزع الأكبر … ويوضع على رأس الواحد منهم تاج الوقار، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها .. ويشفعون في سبعين من أقاربهم ..
size=3>

قتلانا في الجنة ينعمون في أعلى المراتب مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً …
قتلانا أرواحهم في الجنة في جوف طير خضر .. لهم بيوت في وسط الجنة، وبيوت في أعلى غرف الجنة..
قتلانا في الجنة ، يتمنون أن لو عادوا إلى الدنيا مراراً كي يقتلوا .. كي تمزق أشلاؤهم .. وتقطع أطرافهم ، وتراق في سبيل الله دماؤهم .. لما يرون من الكرامة عند ربهم..
أما مَنْ لم يقتل منا فلهم الدرجات العالية والمنازل الرفيعة السامية ..

من اغبرت قدماه ـ فقط ـ في سبيل الله حرّمه الله على النار ..
ومَنْ رابط يوماً في سبيل الله كان خيراً له من الدنيا وما عليها..

ومَنْ سهرت عينه في سبيل الله حرّمها الله على النار ..
وما خالط قلب امرئ رهج ( خوف أو فزع ) في سبيل الله إلا حرّم الله عليه النار..

نعم لا سواء فأين هؤلاء من قتلى اليهود والنصارى والمشركين
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا؟

كيف نقارن بين فريقين ، أحدهما في أعلى عليين، والآخر في أسفل سافلين .. أحدهما في قمة الدرجات ، والآخر في جحيم الدركات ؟

إنها مسألة لا تحتاج إلى كبير تأمل ولا إلى كثير استدلال، فالأمر كالقمر عند اكتماله بدراً واضحاً وضوح الشمس ،
فقتلاهم يبشرون بالجحيم ، وبالنار والعذاب الأليم ..
تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون، يتمنى أحدهم أن لو كان مسلماً موحداً ( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر:2] ولكن قد انتهى الأمر وحقت الحاقة ووقعت الواقعة و( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) [الزمر:72].

وقد وعد الله المجاهدين بالنصر والتمكين في دار الدنيا، كما وعدهم بالفوز العظيم في دار القرار. قال الله تعالى 🙁 أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج:39]، فلا يتطرقن إلى نفوسكم وهن ولا يصيبنكم العجز والخور، فالعاقبة لكم بإذن الباري عز وجل ، والنصر قادم بمشيئة الله ، ولقد سبقت كلمة رب العالمين أن جنده لهم الغالبون ، وأن حزبه هم المفلحون، فقد قص الله تعالى ذلك في كتابه إذ قال سبحانه: ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) [الإسراء:7،8] .
علقوا الرجاء بالله ولاتعبؤوا بأحد عداه ..
اعتصموا بربكم وأيقنوا بأنه معكم ما دمتم معه .

ها قد فتح باب من أبواب الجهاد فلبوا نداء الله ، يقول تعالى : ( انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [التوبة:41]، فلا تعدموا الخير بجهاد أنفسكم أو بأموالكم أو بأقلامكم أو بخطبكم … جاهدوا بأي نوع من أنواع الجهاد تستطيعونه ، ولا تكونوا من أولئك الذين (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ) [التوبة:87] أو من الذين ( كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ) [التوبة:46] . ولا تخشوا أولئك الأوغاد فهم أجبن الخلق كما وصفهم الله تعالى : ( لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) [الحشر: 13، 14].

إنهم يهود، أجبن الخلق وأشد الناس خوفاً عند اللقاء ، ففي الحديث: ( تقاتلون اليهود حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله..) تراهم يهربون كالفئران ـ وهم كذلك ـ عند أدنى قارعة ( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) [المنافقون:4]. قوم سخط الله عليهم ولعنهم وغضب عليهم وضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا ، فهل ينصرون على أولياء الرحمن ، وهل ستدور الدوائر إلا عليهم ؟

ولاتغرنكم كثرتهم فهم غثاء كغثاء السيل، وتمثال من الشمع تظهر حقيقته عند حرارة الموقف ، وإذا حمي الوطيس واشتد الخطب عرفت الأمور على حقيقتها .

ولا تخدعنكم عدتهم فمن كان الله تعالى عدته فلن يغلب ، ولو كادته السموات والأرض لجعل الله له من بينها فرجاً ومخرجاً .

ومع ذلك كله لا يثبطنكم المرجفون والمخذلون المنافقون، فهذا ديدنهم في كل حين، فهم كالمرض الخبيث في جسد الأمة لا علاج له إلا أن يستأصل من جذوره ، لذا حذرهم الله تعالى من عملهم ذلك فقال سبحانه: ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ) [الأحزاب:60،61].

ومع ذا وذاك لا تعلقوا آمالكم على تصريحات الجبناء، ولا أقاويل الضعفاء؛ فكلامهم أمثال البالون . تراه كبيراً في حجمه ولكنه في الحقيقة لا شيء ، وليكن كل واحد منكم عصامياً ينطلق من وحي القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فهمها من علماء السنة والجماعة .

نسأل الله تعالى أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يربط على قلوبكم، وأن يسخر لكم ملائكة السماء برحمته، وجنود الأرض بقدرته، وأن يهلك عدوه وعدوهم، وأن يزلزل الأرض من تحت أقدام يهود، وأن ينزل عليهم صاعقة من السماء، ونسأله ألا يرفع لـ( يهود ) راية وأن يجعلهم لمن خلفهم مثلاً وآية
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأسرة
size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!