سعادة الأطفال هي هدف كل أسرة، فالأطفال هم نور البيوت وكل أب وكل أم يحاولوا أن يبذلوا كل جهد لإسعاد أطفالهم، ولكن كل منا له المصادر الخاصة التي تسعده، وبعض الأسر تعتقد أن ما يسعد الأطفال هو نفسه ما يسعد الكبار، ولا تتعجبوا حينما نقول إن ما يسعد طفل ليس بالضرورة هو الذي يسعد أخاه أو أخته، فلكي تقدم الأسر السعادة لأطفالها عليهم معرفة الطرق المؤدية لذلك.
سعادة الأطفال:
السعادة إحساس داخلي في حالة نفسية يعبر عنها الطفل بحركاته وملامح وجهه وإبتسامته ومواقفه وتعامله مع المحيط الأسري، وهي نتيجة المواقف في حياة الطفل، وقد أورد الدكتور مصطفى أبو سعد في كتابه الرائع “الأطفال المزعجون” سبعة أسباب تأتي لأطفالنا بالسعادة.
7 أسباب لإسعاد الأطفال:
على الوالدين ألا يعتقدوا أبدا إن الطفل يسعد فقط باللعبة الجديدة أو الملابس الفخمة، وعليهم ألا يضيعوا كل الوقت في تعب لتوفير مثل هذه الأشياء المادية لأطفالهم، فمعظم الأشياء التي تسعد الأطفال هي معنوية ونفسية فعليكم أن تحرصوا عليها، وهذا لا يعني أبدا أن نهمل الإحتياجات المادية للأطفال كالمأكل والملبس، لكن علينا التركيز أكثر على الجوانب الأخرى والطرق السهلة لإسعاد أطفالنا:
1- الإحساس بالقدرة على الإنجاز:
إنه حين يتمكن الطفل من إنجاز شيء معين كالنجاح في وضع أشكال بعضها فوق بعض، أو تركيب صور، يستشعر لذة الإنتصار والقدرة والثقة بالنفس مما يحقق له سعادة لا تقارن بغيرها، فأكثروا من هذه اللحظات التي تشعره بالإنجاز وقربوا من يديه كل ما هو سهل التحقيق.
2- الشعور والتمتع بالإستقلالية:
شعور الطفل بأنه إنسان مستقل ونجاحه في إتخاذ قرار والمشاركة برأيه يسعده كثيرا ويرفع من معنوياته، لأنه يشعر في هذه اللحظة أنه شخص كبير مستقل يفعل ما يفعله الكبار فتزداد سعادته.
3- الإعتماد على الذات:
قدرة الطفل مثلا في قيادة الدراجة بنفسه دون مساعدة غيره تشعره بنشوة الإنتصار والتحدي مع نفسه، إذ نجح في الإعتماد على ذاته، فاتركوا له مزيد من الفرص التي يستطيع أن يعتمد فيها على نفسه لتزيد بذلك سعادته.
4- إحساسه بأن المحيطين به يفهمونه:
عندما يرى الطفل من حوله يقدرون إنجازاته ويتيحون له الفرصة للإعتماد على الذات والإعتراف بقدراته والإنصات لكلامه ويتواصلون معه نفسيا وعاطفيا، يستشعر السعادة التي يتمناها فحاولوا أن تشتركوا معه في مواقف الفرح والحزن وغيرها، وأظهروا أنكم متفاعلين معه وشاعرين بما يمر به.
5- إستشعار إحترام الأخرين له:
وذلك من خلال الإعتراف بقدراته وإحترامها والتأدب في مخاطبته وإستشارته فيما يخصه من قضايا، وإتاحة الفرصة له أن يختار اللعبة التي يحب ونوع الطعام الذي يفضل ولون اللباس الذي يستهويه، فأي طفل يسعده جدا أن يعامل معاملة الكبار ولاشك أنه سيتعلم أيضا طرق التعامل مع الآخرين من خلال طرق التعامل معه.
6- التقدير والثناء:
إن تقدير جهود الطفل والثناء على نجاحاته ومدح إنجازاته يقوي شعوره بأسباب السعادة المذكورة وينمي الصفات الإيجابية لديه من إعتماد على الذات وطموح نحو الإنجازات والنجاح والتفوق والإستقلالية، فعلى الوالدين أن يمدحوا محاسن الطفل وإنجازاته ويثنوا عليه أمام إخوته وأقرانه وهذا بالتأكيد يزيد من سعادته.
7- -التعبير عن محبته:
لا يكفي أن يحب الوالدان إبنهما، ولكن لا بد من التعبير له عن هذه المحبة من خلال اللمسة الحنون، والكلام الطيب، والقبلة، والأخذ بالحضن والمداعبة والإحتكاك، وكلها رسائل محبة يستقبلها لتدخل على نفسه البهجة والسرور وتحقق له السعادة، فلا تبخلوا على أطفالكم بكلمة حب.
أتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، كما أتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.