‘);
}

آسيا زوجة فرعون

هي ملكة عظيمة من إحدى ملكات مصر القديمة آسيا بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد، من أصول عربية من جزيرة العرب، وكان أبوها حاكماً لإحدى الممالك التي خضعت للحكم الفرعوني في مصر، وكان من عادة الملوك أن يصاهروا بعضهم بعضاً، فتزوجها فرعون، وقد كانت امرأة عقيم،[١] حيث كانت سبباً في نجاة موسى عليه السلام من الذبح وهو رضيع، كما جاء في القرن الكريم: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).[٢]

إيمان آسيا زوجة فرعون

  • آسيا الملكة العظيمة كانت تعيش في أفخم القصور وأعظمها في ذاك الزمان، لها من الذهب والمجوهرات ما لا يحصى ولا يعدّ وحولها من الجواري والعبيد الكثير، فكانت تعيش حياة الرفاهية من كل جوانبها لكنها تركت كل ذلك واستغنت عنه في سبيل الإيمان بالله تعالى وتوحيده، مقابل زوجها الطاغية المتجبر الذي كان يقول للناس: أنا ربكم الأعلى، فكان يدّعي أنه الإله، كما جاء في القرآن الكريم: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)،[٣] فلما بُعث موسى عليه السلام نبياً آمنت به وأسلمت لله رب العالمين ورفضت أن تعود للكفر رغم جميع الضغوطات ورغم إلحاح زوجها فرعون عليها، حيث خيرها بين أن تُعذّب أو تعود للكفرفتؤمن بفرعون إلهاً.[٤][٥]
  • فاختارت بكل ثقة وإيمان أن تبقى على إيمانها بالله عز وجل حتى وإن عُذبت من فرعون وجنوده، فأمر فرعون جنوده بإنزال أشد أنواع العذاب عليها، فربطوها بأربعة أوتاد ووضعوها في حرّ الشمس، وهي صابرة محتسبة مؤمنة بربها، ثم أمر فرعون أن تُلقى عليها صخرة كبيرة إن استمرت على إيمانها، فرفعت رأسها إلى السماء ودعت الله عز وجل بكل إيمان ويقين فقال الله في كتابه على لسانها: (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)،[٦] فاستجاب الله عز وجل لها وارتفعت روحها إلى السماء، حيث اختارت أن تكون في جوار خالقها عز وجل فكانت سيدة من سيدات أهل الجنة.[٤][٥]
  • وقد خلّد الله عز وجل ذكرها في القرآن الكريم، وجعلها مثلاً للمؤمنين يُقتدى به، قال الله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).[٧]