‘);
}

يعتبر الشعر من الوسائل التي تؤثر بشكل مباشر بالمواطن، خاصة إذا كان الشعر يمس قضايا المواطن الحساسة كقضية الوطن والاحتلال والاستقلال والتضحية والشهداء؛ فهذه قضايا تتغلغل في وجدان كل مواطن صالح لبلدِه، ولقد كان للشعر تأثير كبير في الثورات القديمة وفي تأجيج روح القتال في الشباب وفي الإقدام على مواجهة المحتل، وفي تنمية دوافع حب الوطن والنضال من أجله، ففي فترة احتلال الدول العظمى لأغلب الدول العربية لم يكن وقتها للإعلام مكان في تلك الحياة، ولم يكن سوى التجمعات القبلية والعشائرية هي التي يتم من خلالها التقرير بماذا سوف يفعلون تجاه وطنهم،  وهذه الجلسات كانت تتوّج في الغالب بالأشعار التي يكتبها أبناء الوطن الذين يعايشون جرحه وآلامه ويتحدثون باسم الملايين من أبناء شعبهم.

نتناول في هذا المقال السيرة الذاتية للشاعر الجزائري أبو القاسم خمار وهو محمد بلقاسم خمار؛ حيث ولد في مدينة بسكرة في عام 1931م، درس في بسكرة مسقط رأيه، ثم انتقل بعدها لدراسة الإعدادية في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، ولدراسة المرحلة الثانوية انتقل الشاعر لمدينة حلب السورية حيث أتم دراسته هناك، ثم التحق بجامعة دمشق ودرس فيها تخصص علم النفس في كلية الآداب من قسم الفلسفة وتخرّج حاملًا شهادة الليسانس في تخصصه.

بعد أن انهى تعليمه الجامعي باشر في العمل في التعليم في سوريا، وقد استغرق عمله في هذا الحقل مدة أربع سنوات، ثم انتقل بعدها للعمل في مجال الصحافة حيث عمل مسؤولا بمكتب جبهةِ التحرير الوطني الجزائرية الموجود في دمشق، بعدها واصل عمله في الصحافة ولكن في مؤسسة الوحدة للصحافة حيث عمل محررًا فيها لمدة سنتين، ثم انتقل بعدها لوزراة الشباب الجزائرية حيث عمل فيها مستشارًا، ويعود مجددًا للإعلام ليعمل في وزراة الإعلام والثقافة الجزائرية مديرًا ومسئولا عن مجلة ألوان الإعلامية ومستشارًا ثقافيًا.