اتفاق موسكو – أنقرة حول إدلب يترنح… ومتظاهرون يعيقون دورية مشتركة لهما على «إم 4»

دمشق - «القدس العربي»: تشي الحشود العسكرية المتواصلة والتعبئة على جبهات الشمال غربي سوريا بـ»حرب باردة» بين كل من روسيا وتركيا اللتين تمتلكان قوة عسكرية متساوية

Share your love

اتفاق موسكو – أنقرة حول إدلب يترنح… ومتظاهرون يعيقون دورية مشتركة لهما على «إم 4»

[wpcc-script type=”dad8a7255c6819f9a97d35dd-text/javascript”]

دمشق – «القدس العربي»: تشي الحشود العسكرية المتواصلة والتعبئة على جبهات الشمال غربي سوريا بـ»حرب باردة» بين كل من روسيا وتركيا اللتين تمتلكان قوة عسكرية متساوية هناك، لكنهما تتجنبان المواجهة المباشرة، في حرب عبر قوات بالوكالة، خاصة مع فشل استكمال تطبيق بنود الاتفاق التركي – الروسي الموقع مطلع شهر اذار/مارس بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.
الجيش التركي، زاد من وتيرة تحركاته العسكرية، قرب الطريق الدولي، شمال غربي سوريا، حيث نشر أمس، مجموعات جديدة من قواته على الطريق الدولي حلب – اللاذقية، عقب منع متظاهرين دورية روسية من إجراء أعمالها مع نظيرتها التركية على الطريق في ريف إدلب الجنوبي شمال غربي البلاد.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان منع المعتصمين المتواجدين على طريق اللاذقية – حلب الدولي الذي يرمز له بـ «ام 4» القوات الروسية والتركية من تسيير دورية عسكرية مشتركة على الطريق الدولي. وذلك عبر رمي الحجارة على الدورية الروسية عند اقترابها من «النيرب» قادمة من جهة قرية ترنبة، مما اضطرها لاختصار مسارها والعودة نحو مدينة سراقب شرق إدلب.

خبير روسي: حرب باردة في الشمال السوري.. والموقف الروسي ضعيف

وأعقب ذلك، انتشار عشرات العناصر من القوات الخاصة التركية على طريق «حلب – اللاذقية» ودخول رتل جديد تابع للقوات التركية نحو الأراضي السورية، حيث قالت مصادر متطابقة ان أكثر من 35 عربة عسكرية محملة بالجنود وشاحنة محملة بمعدات لوجستية عبر معبر كفرلوسين الحدودي، واتجهت نحو المواقع التركية ضمن محافظة إدلب، وبذلك يبلغ عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد نحو 2375 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.
وقالت مصادر محلية لـ»القدس العربي»، إن الدورية المشتركة فشلت في متابعة سيرها بعد خروجها من نقطة الترنبة غرب سراقب، حيث سمح المعتصمون «اعتصام الكرامة الذي يشارك فيه عشرات النشطاء والمدنيين بالقرب من بلدة النيرب جنوب شرق إدلب» للدورية التركية بالسير منفردة، وإجبار العربات الروسية على العودة، وذلك وسط تحليق الطائرات الحربية الروسية وطائرات الاستطلاع بشكل كثيف في سماء المنطقة.
في غضون ذلك، أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية رابعة خلال الأسبوع الجاري، شمال غربي سوريا، تمركزت في مدينة أريحا جنوب إدلب، وبذلك، يرتفع عدد النقاط التركية في المنطقة إلى57.
ومقابل التعزيزات التركية، وترسيخ نفوذ أنقرة شمال غربي سوريا، تعزز قوات النظام السوري بدورها من مواقعها في ريف حماة الشمالي، وبشكل خاص في جبل شحشبو، استعدادا منها لعودة قريبة إلى المعارك، وهو ما أكدته مواقع إليكترونية بينها «زمان الوصل» حيث نقل عن مصدر عسكري، تأكديه «أنّ قوات النظام أرسلت الأحد الماضي تعزيزات عسكرية جديدة ضخمة من الفرقة الأولى» إلى جبهات القتال شمال غربي سوريا.
وفي هذا الاطار اعتبر خبير عسكري روسي أن ما يجري في إدلب حالياً هو «حرب باردة» بين كل من روسيا وتركيا اللتين تمتلكان قوة عسكرية متساوية في الشمال السوري، وفي تقرير ترجمته شبكة «نداء سوريا» المحلية، قال «مايكل كوفمان» الباحث في مركز التحليلات البحرية والخبير في الجيش الروسي لمجلة «ناشيونال إنترست» إن روسيا قوة عظمى سابقة ما زالت تحتفظ بجيش كبير وأكبر ترسانة من الرؤوس الحربية النووية في العالم، ولكن تركيا على الرغم من كونها واحدة من أقوى أعضاء حلف شمال الأطلسي فهي قوة متوسطة الوزن تفتقر إلى الأسلحة النووية، ولكن «كما هو الحال في العقارات فإن الموقع هو كل شيء».
وأوضح أن التفوق العسكري العامّ لروسيا لا يُترجم إلى قوة متفوقة على الأرض في شمال سوريا، حيث شن نظام الأسد هجوماً للسيطرة على محافظة إدلب، إذ تمتلك روسيا قاعدة جوية رئيسية واحدة فقط في سوريا – قاعدة «حميميم» الجوية بالقرب من ميناء اللاذقية في شمال غربي سوريا – وقاعدة بحرية في «طرطوس» ، وهذا يخلق ضعفاً مع اعتماد القوات الروسية – التي يُقدر أنها تشمل آلافاً عدة من القوات وعشرات الطائرات الحربية – على السفن لإحضار إمداداتها.
وأشار الخبير الروسي إلى حاجة بلاده لعبور السفن من البحر الأسود -عبر مضيق البوسفور الذي تسيطر عليه تركيا – إلى الموانئ السورية في شرق البحر الأبيض المتوسط فهي على عكس الولايات المتحدة لا تمتلك قدرة كبيرة على الجسر الجوي لدعم قوة الاستطلاع الخارجية، ويعتقد «كوفمان» أن هذه البنية التحتية والقيود اللوجستية تعني أن روسيا لا تستطيع تعزيز قواتها الحالية في سوريا بما يتجاوز مستواها الحالي والحاجة إلى البوسفور للحصول على الدعم اللوجستي ما يضع القوات الروسية في «موقف ضعيف للغاية».
وفي المقابل رأى الخبير الروسي أنه من غير المرجح أن يدعم حلف شمال الأطلسي حملة تركيا في سوريا – التي تقع خارج منطقة الحلف- لكنه سيكون ملزماً بمساعدة عضو تعرضت أراضيه الوطنية للهجوم، وبالتالي فإن توجيه ضربة انتقامية روسية إلى تركيا نفسها سيكون محفوفاً بالمخاطر.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!