كانت عملية استبدال المفصل بالكامل قديماً حلم يراود جراحي العظام في كافة أنحاء العالم إلى أن استطاع ماريوس بترسون في عام 1923 بزراعة أول مفصل صناعي، كان صحن الحوض مصنوعاً من الزجاج إلا أن هذه التجربة مع مرور الوقت بائت بالفشل، وفي العام 1960 اخترع الجراح البريطاني السير جون شارنلي مفصلاً اصطناعياً كاملاً للورك، والذي ما زال ليومنا هذا يعتمد عليه كأساس مفاصل الورك، وكان مفصل شارنلي يتكون من 3 أجزاء:

  • جذع المفصل والرأس مكون من الستانليس ستيل.
  • صحن مكون من البولي ايثيلين.
  • الاسمنت العظمي (اكريلك) والذي يستخدم لتثبيت الجذع وتثبيت صحن الحوض.

اقرأ أيضاً: استبدال مفصل الورك بالكامل الجزء الاول

مخاطر ومضاعفات عملية استبدال مفصل الورك بالكامل

يتم تحسين التقنيات الجراحية يوماً بعد يوم، ولكن تجدر الإشارة في الجزء الأخير من سلسلة مقالات استبدال مفصل الورك بالكامل إلى ارتباط العملية كغيرها من العمليات الكبرى بالعديد من المخاطر والمضاعفات منها:

التجلط في الأوردة العميقة (DVT)

تحدث التجلطات داخل الأوردة الدموية العميقة بعد الخضوع لأي عملية جراحية تتطلب الراحة، إلا أنها تشيع بشكل كبير بعد الخضوع لجراحة الورك، أو الحوض، أو الركبة، ويمكن أن تكون هذه الجلطات مهددة للحياة إذا تحررت وانتقلت إلى الرئتين، وتظهر علامات الإصابة بجلطات الأوردة العميقة في الساق على النحو التالي:

  • تورم الساق.
  • الإحساس بحرارة عند اللمس.
  • الألم.

يُوصى باتباع عدد من التدابير الوقائية للحد من الاصابة بتجلطات الأوردة الدموية العميقة عند الخضوع لجراحة استبدال مفصل الورك ومنها:

  • تحريك الساقين ومحاولة المشي في أقرب وقت ممكن بعد الجراحة وبعد استشارة الطبيب.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة لمنع ركود الدم في الأوردة.
  • استخدام ضاغطات خاصة تساعد على ضخ الدم في الساق ومنع ركوده وتجلطه أثناء إقامة المريض في المستشفى.
  • الالتزام بتناول العقاقير المُضادة لتخثر الدم (المُميعات).

التهاب المفصل البديل

تبلغ فرصة الإصابة بالتهاب مفصل الورك أقل من 1٪، إضافة إلى الالتهابات السطحية التي تؤثر في جرح العملية التي يتم علاجها بالمضادات الحيوية، وقد تحدث الالتهابات الأكثر خطورة بسبب البكتيريا التي تغزو العظام.

قد يكون التهاب المفصل خطيراً بما يكفي للتسبب بإرتخاء الأجزاء الاصطناعية المزروعة، وفي حين تظهر علامات الالتهاب في وقت مبكر جداً و قبل خروج المريض من المستشفى، فقد لا تكون واضحة عند البعض الآخر لشهور أو حتى لسنوات بعد الخضوع للجراحة.

قد ينتشر الالتهاب إلى المفصل الاصطناعي من المناطق المصابة الأخرى في الجسم ولذلك يُوصى باعطاء المريض المضادات الحيوية في حال خضوعه لعمليات جراحية أخرى كما في المثانة والقولون للحد من خطر انتشار العدوى البكتيرية إلى المفصل.

الخلع

قد يحدث الخلع بنسبة متدنية وبمعدل لا يزيد عن 3٪ وذلك لعدم التزام المريض بالتعليمات التي يجب اتباعها ما بعد الجراحة، كما يرتبط أيضاً باختلال التوازن في العضلات وتضيق الفراغ حول مفصل الورك.

اقرأ أيضاً: استبدال مفصل الورك بالكامل الجزء الثاني

الارتخاء

يُعد ارتخاء المعدن السبب الرئيسي لفشل استخدام المفاصل الصناعية في حال استخدام الورك الأسمنتي أو الأسمنت المتصل بالعظام، أما في حالة المفصل غير الإسمنتي فإن سبب فشل المفصل هو عدم اتصال العظام ببعضها بشكل صحيح على سطح الأجزاء المزروعة، وفي كلتا الحالتين فإن ارتخاء أجزاء المفصل المزروعة تؤدي في كثير من الأحيان إلى إعادة عملية استبدال مفصل الورك.

نظراً لعدم وجود الأربطة لوصل مكونات الورك الجديدة معاً يُوصى المريض بالحذر في الأسابيع القليلة الأولى بعد الجراحة لتجنب الوضعيات التي يمكن أن تؤدي إلى ارتخاء الورك، وبمرور الوقت يُنتج الجسم أنسجة ليفية بما يكفي لتحقيق الاستقرار في مفصل الورك الجديد.

حساسية المعادن

يُعاني بعض المرضى وبنسبة تصل إلى 10 % من حساسية المعادن التي يُرافقها مُضاعفات أخرى كاهتراء المفصل في وقت مبكر، وثبت أن هذه الفئة قد ظهرت عليها علامات فرط التحسس من الذهب أو الفضة على شكل أكزيما، أو احمرار الجلد، أو حكة.

زيادة نسبة المعادن في الدم

تنطلق الذرات من المعادن المزروعة لتصل إلى مجرى الدم، ويتم طرح جزء منها في البول، ولذلك لا يستخدم الستانليس ستيل كونه يطلق ذراته الحرة وتستخدم بدائله كالكوبالت والكروم.

تضرر الأعصاب حول المفصل

يؤثر استبدال مفصل الورك في العصب الوركي من الخلف والعصب الفخذي (الأمامي)، وتتناقص حدة الإصابة خلال سته شهور من الخضوع للعملية.

الألم حول المفصل

يشتكي بعض المرضى من الألم في منطقة المفصل، وذلك لاحتكاك وتر العضلة القطنية مع المفصل أو نتيجة تكون كيس دهني حول المفصل، وقد تزداد حدة الألم في فصل الشتاء عند البعض.

اختلاف في طول الساقين

قد يرافق الخضوع لجراحة استبدال مفصل الورك زيادة طبيعية في الطول وبمعدل 1 – 2 نظراً لتيبس العضلات المحيطة بالمفصل والناجم عن احتكاك الأنسجة، حيث تستطيل العضلات بعد الجرحة، كما يُحتمل أن يكون فرق الطول ناجماً عن الخطأ الطبي وسوء اختيار المفصل المناسب.