‘);
}

الهجرة إلى المدينة المنورة

تُعرّف الهجرة لغةً على أنها الانتقال من مكانٍ إلى آخر،[١] أما الهجرة النبوية فهي الانتقال من مكة إلى المدينة المنورة، ويمكن القول أن المعنى العام للهجرة هو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام، وقد كانت واجبةً في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٢]

استقبال أهل المدينة للرسول

دعوة الرسول لقومه

فبعد أن بعث الله -تعالى- رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق، بدأت الدعوة إلى الإسلام سرّاً، ودخل عددٌ من الرجال والنساء في دين الله من غير أن يُلقي كفار قريش لتلك الدعوة الناشئة في مكة أيّ اهتمام، ولكن بعد أن صدع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحق، أعلن الملأ من قريش عداءهم وحربهم للإسلام، وأخذوا يصدّون الناس عن سبيل الله بكل ما أُوتوا من قوةٍ، فساموا المؤمنين سوء العذاب محاولين بذلك ردّهم عن دينهم، وإعادتهم إلى الشرك، وإرهاب من تُسوّل لهم أنفسهم باعتناق الدين الجديد، واختلف مقدار الأذى الواقع على المسلمين؛ فمنهم من كان له عشيرةٌ أو حلفاءٌ يدفعون عنه يد الأذى، ومنهم المستضعفون الذين أذاقهم الكفّار ألوان العذاب والاضطهاد، وبعد أن شاهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يعانيه أصحابه من الأذى من غير أن يتمكّن من حمايتهم والدفاع عنهم، أذِن لهم بالهجرة إلى الحبشة، ثم هاجر معهم إلى المدينة المنورة.[٣]