اضطراب ما بعد الصدمة

Share your love

نظرة عامة

اضطراب ما بعد الصدمة  هو حالة الصحة العقلية التي يسببها حدث مرعب مررت به أو كنت شاهداً عليه. الأعراض قد تشمل الذكريات والكوابيس والقلق الشديد، فضلاً عن أفكار لا يمكن السيطرة عليها حول هذا الحدث. معظم الناس الذين يمرون بأحداث صادمة يواجهون صعوبة مؤقتة في التكيف، ولكن مع الوقت والرعاية الذاتية الجيدة يتحسنون عادة. إذا كانت الأعراض تزداد سوءاً، واستمرت لأشهر أو حتى سنوات، وتتداخل مع أعمالك اليومية، قد يكون لديك اضطراب ما بعد الصدمة. الحصول على العلاج الفعال بعد أعراض اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يكون حاسم للحد من تطور الأعراض وتحسين العمل.

الأعراض:

قد تبدأ أعراض الاضطراب اللاحق للصدمة في غضون شهر واحد من وقوع حادث صادم، ولكن أحيانا قد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات من وقوع الحدث. هذه الأعراض تسبب مشاكل كبيرة في الأوضاع الاجتماعية أو العمل وفي العلاقات. كما أنّها يمكن أن تتداخل مع قدرتك على القيام بالمهام اليومية العادية. وعادة ما يتم تصنيف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة إلى أربعة أنواع: الذكريات التطفلية، التجنب، التغيرات السلبية في التفكير والمزاج، التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية. قد تختلف الأعراض مع مرور الوقت أو تختلف من شخص لآخر.

ذكريات التطفلية:

قد تشمل الأعراض ما يلي:

– ذكريات مؤلمة متكررة وغير مرغوب فيها للحدث الصادم.

– استعادة الحدث الصادم كما لو كان يحدث مرة أخرى.

– أحلام مزعجة أو كوابيس حول الحدث الصادم.

– ضيق عاطفي شديد أو ردود فعل جسدية على شيء يذكرك بالحدث الصادم.

التجنب:

قد تشمل الأعراض ما يلي:

– محاولة تجنب التفكير أو الحديث عن الحدث الصادم.

– تجنب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرك بالحدث الصادم.

التغييرات السلبية في التفكير والمزاج:

قد تشمل الأعراض ما يلي:

– الأفكار السلبية عن نفسك، أو أشخاص آخرين أو العالم.

– اليأس من المستقبل.

– مشاكل الذاكرة، بما في ذلك عدم تذكر الجوانب الهامة للحدث الصادم.

– صعوبة الحفاظ على علاقات وثيقة.

– الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء.

– عدم الاهتمام بالأنشطة التي كنت تتمتع بها سابقاً.

– صعوبة الشعور بالمشاعر الإيجابية.

– خدر بالمشاعر العاطفية.

التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية:

قد تشمل الأعراض:

– الانزعاج أو الخوف بسهولة.

– الحذر الدائم من الخطر.

– السلوك المدمر للذات ، مثل شرب الكثير من الكحول أو القيادة بسرعة كبيرة.

– مشكلة في النوم.

– صعوبة في التركيز.

– حدّة الطّبع، ونوبات الغضب أو السلوك العدواني.

– الإحساس بالذنب الساحق أو العار.

الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات وأصغر، قد تشمل الأعراض أيضا:

– إعادة تمثيل الحدث الصادم أو جوانب من الحدث الصادم خلال اللعب.

– أحلام مخيفة قد تشمل أو لا تشمل جوانب الحدث الصادم

شدّة الأعراض:

يمكن أن تختلف  شدّة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مع مرور الوقت. قد تزداد أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عندما تكون منفعل بشكل عام، أو عندما تمرّ بأشياء تذكرك بما مررت به سابقاً. على سبيل المثال، قد تسمع بحادث سيارة وتسترجع التجارب الأليمة. أو قد ترى تقريراً في الأخبار عن الاعتداء الجنسي وتشعر بسيطرة  ذكريات الاعتداء الذي مررت به.

متى ترى الطبيب:

إذا كان لديك أفكار ومشاعر مزعجة  وشديدة حول حدث صادم لأكثر من شهر ، أو إذا كنت تشعر أنّك تواجه مشكلة في استعادة السيطرة على حياتك، تحدث إلى طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية. واحصل على العلاج في أقرب وقت ممكن ذلك يمكن أن يساعد في منع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة من التدهور.

إذا كان لديك أفكار انتحارية:

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه لديه أفكار انتحارية، احصل على المساعدة على الفور من خلال أحد هذه المصادر:

– الوصول إلى صديق مقرب أو أحد أفراد أسرتك.

– اتصل برجل دين أو زعيم روحاني من محيطك.

– حدد موعداً مع طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية.

الأسباب:

لم يتأكد الأطباء من سبب حصول اضطراب ما بعد الصدمة. كما هو الحال مع معظم مشاكل الصحة العقلية، ومن المحتمل أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة مزيج معقد من:

– تجارب مضنية، بما في ذلك كمية وشدّة الصدمة التي مرت بها في حياتك.

– مخاطر الصحة العقلية الموروثة، مثل تاريخ عائلي من القلق والاكتئاب.

– الملامح الموروثة من شخصيتك – غالبا ما تسمى الطباع.

– الطريقة التي ينظم بها الدماغ المواد الكيميائية والهرمونات التي يصدرها جسمك رداّ على الضغط.

عوامل الخطر:

الناس من جميع الأعمار يمكن أن يعانوا من اضطراب ما بعد الصدمة. ومع ذلك، بعض العوامل قد تجعلك أكثر عرضة لتطور اضطراب ما بعد الصدمة بعد وقوع حادث صادم، مثل:

– المعاناة من صدمة شديدة أو طويلة الأمد.

– التعرض لصدمة في عمر صغير، مثل الاعتداء على الأطفال.

– العمل في وظيفة تزيد من خطر التعرض لأحداث صادمة، مثل الموظفين العسكريين والعاملين في الطوارئ.

– وجود مشاكل صحية نفسية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب.

– وجود مشاكل الإدمان، مثل الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.

– عدم وجود دعم جيد من العائلة والأصدقاء.

– وجود أقارب يعانون من مشاكل صحية عقلية، بما في ذلك القلق أو الاكتئاب.

أنواع الأحداث الصادمة

وتشمل أكثر الأحداث شيوعا التي تؤدي إلى تطور اضطراب ما بعد الصدمة ما يلي:

– مواجهة المعارك والحروب.

– الاعتداء البدني في مرحلة الطفولة.

– العنف الجنسي.

– الاعتداء الجسدي.

– التهديد بسلاح.

– التعرض لحادث.

كما يمكن أن تؤدي العديد من الأحداث الصادمة الأخرى إلى اضطراب ما بعد الصدمة، مثل الحرائق والكوارث الطبيعية , السرقة والسلب, حادث طائرة, التعذيب والاختطاف, التشخيص الطبي المهدد للحياة, والهجمات الإرهابية وغيرها من الأحداث الخطيرة أو التي تهدد الحياة.

مضاعفات:

اضطرابات ما بعد الصدمة يمكن أن تعطل حياتك كلها مثل عملك، والعلاقات الخاصة بك، وصحتك والتمتع بالأنشطة اليومية. وجود اضطراب ما بعد الصدمة قد يزيد أيضاً من خطر مشاكل الصحة العقلية الأخرى، مثل:

– الاكتئاب والقلق.

– مشاكل المخدرات أو تعاطي الكحول.

– اضطرابات الاكل.

– التفكير والقيام بالإنتحار.

الوقاية:

بعد النجاة من حادث صادم، الكثير من الناس يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة متشابهة في البداية، مثل عدم القدرة على التوقف من التفكير في ما حدث. الخوف، القلق، الغضب، الاكتئاب، الشعور بالذنب – كلها ردود فعل مشتركة للصدمة. ومع ذلك، فإنّ الغالبية العظمى من الناس الذين تعرضوا للصدمة لا يتطور اضطراب ما بعد الصدمة لديهم على المدى الطويل.

الحصول على المساعدة والدعم في الوقت المناسب قد تمنع ردود الفعل الطبيعية من التدهور والتطور إلى اضطراب ما بعد الصدمة. قد تكون المساعدة من الأهل والأصدقاء الذين يستمعون ويقدمون العون. أو قد تكون المساعدة من أخصائي الصحة العقلية خلال فترة علاج قصيرة. قد يجد بعض الناس أيضاً أنّه من المفيد أن يلجؤوا لمجتمعاتهم الدينية. حيث يمكن أن يمنعك الدعم المقدم من الآخرين من اللجوء إلى أساليب غير صحية للتأقلم، مثل إدمان الكحول أو المخدرات.

التشخيص:

لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، من المرجح أن طبيبك سوف يقوم بمايلي :

– إجراء فحص جسدي للتحقق من المشاكل الطبية التي يمكن أن تكون سبب الأعراض.

– إجراء تقييم نفسي يتضمن مناقشة للعلامات والأعراض والحدث أو الأحداث التي أدت إليهم.

– استخدام المعايير في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، التي نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

ويتطلب تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة التعرض لحدث ينطوي على التهديد الفعلي أو المحتمل للوفاة أو العنف أو الإصابة الخطيرة. يمكن أن يحدث التعرض في واحد أو أكثر من هذه الطرق:

– مواجهة مباشرة لحدث الصادم.

– مشاهدة شخصية لحدث صادم يحدث للآخرين.

– معرفة أن شخصا قريب منك  تعرض للتهديد  جراء حدث صادم.

– التعرض مرارا وتكرارا لتفاصيل حية للأحداث الصادمة (مثل العمل كمستجيب أول في الطوارئ)

قد تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة إذا استمرت المشاكل التي تواجهها لأكثر من شهر وسببت مشاكل كبيرة في قدرتك على أداء دورك في الجلسات الاجتماعية والعمل وتؤثر سلبا على العلاقات.

العلاج:

علاج اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يساعدك على استعادة الشعور بالسيطرة على حياتك. العلاج الأساسي هو العلاج النفسي، ولكن يمكن أن تتضمن أيضا الأدوية. الجمع بين هذه العلاجات يمكن أن تساعد على تحسين الأعراض عن طريق:

– تعلم المهارات لمعالجة الأعراض الخاصة بك.

– يساعدك على التفكير بشكل أفضل بنفسك والآخرين والعالم.

– تعلم طرق للتعامل مع الأعراض إذا ظهرت مرة أخرى.

– معالجة المشاكل الأخرى والتي تتعلق بتجارب مؤلمة غالبا، مثل الاكتئاب، القلق، أو إدمان على الكحول أو المخدرات.

ليس عليك محاولة تحمل أعباء اضطراب ما بعد الصدمة  لوحدك.

العلاج النفسي:

ويمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي، لعلاج الأطفال والبالغين الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة. بعض أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة تشمل:

– العلاج المعرفي:

هذا النوع من العلاج يساعدك في التعرف على طرق التفكير (الأنماط المعرفية) التي تبقيكم عالقين. مثل المعتقدات السلبية عن نفسك وخطر حدوث أشياء مؤلمة مرة أخرى. العلاج المعرفي غالبا ما يستخدم جنبا إلى جنب مع علاج التعرض.

– علاج التعرض:

هذا العلاج السلوكي يساعدك على مواجهة آمنة لكل الحالات والذكريات التي تجدها مخيفة بحيث يمكنك تعلم التعامل معها بشكل فعال. يمكن أن يكون علاج التعرض مفيداً بشكل خاص في حالات العودة بالذاكرة والكوابيس. أحد الطرق هو استخدام الواقع الافتراضي الذي يسمح بإدخال التفاصيل التي واجهتها من خلالها الصدمة.

– العلاج باستعمال الحركة الثنائية للعين(EMDR):

يجمع بين علاج التعرض مع سلسلة من حركات العين الموجهة التي تساعدك على معالجة الذكريات الصادمة وتغيير كيفية رد فعلك.

المعالج الخاص بك يمكن أن يساعدك على تطوير مهارات إدارة التوتر لتساعدك على التعامل بشكل أفضل مع المواقف المرهقة والتعامل مع الضغط في حياتك. فكل هذه الطرق يمكن أن تساعدك بالسيطرة على الخوف الدائم بعد وقوع حادث صادم. كما يمكنك أنت و معالج الصحة النفسية الخاص بك مناقشة أيّ نوع من العلاج أو مجموعة من العلاجات تكون الأفضل في علاجك.

قد تجرب العلاج الفردي، أو العلاج الجماعي أو كليهما. لكن العلاج الجماعي يمكن أن يكون وسيلة للتواصل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة.

الأدوية:

العديد من أنواع الأدوية يمكن أن تساعد في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة:

– مضادات الاكتئاب:

هذه الأدوية يمكن أن تساعد في معالجة أعراض الاكتئاب والقلق. كما أنّها يمكن أن تساعد في تحسين مشاكل النوم والتركيز. يتم اعتماد الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) سيرترالين sertraline (زولوفت Zoloft ) و باروكسيتين paroxetine (باكسيل Paxil) من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة.

– الأدوية المضادة للقلق:

هذه الأدوية يمكن أن تخفف من القلق الشديد والمشاكل ذات الصلة. بعض الأدوية المضادة للقلق يمكن إدمانها، لذلك فهي تستخدم عادة فقط لفترة قصيرة.

– برازوسين((prazosin :

إذا كانت الأعراض تشمل الأرق مع الكوابيس المتكررة، قد يساعد دواء يسمى برازوسين (Minipress). على الرغم من أن ادارة الغذاء والدواء لم تعتمده بالتحديد لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، برازوسين قد يقلل أو يزيل الكوابيس عند الكثير من الناس الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة.

يمكنك العمل مع طبيبك  لمعرفة أفضل الأدوية، بأقل الآثار الجانبية، لأعراضك ووضعك. قد تلحظ تحسنا في مزاجك وأعراض أخرى في غضون بضعة أسابيع.

أخبر طبيبك عن أي آثار جانبية أو مشاكل مع الأدوية. قد تحتاج إلى تجربة دواء أو مجموعة من الأدوية، أو قد يحتاج طبيبك إلى ضبط الجرعة أو جدول الدواء قبل العثور على الدواء المناسب  لك.

التأقلم والدعم:

إذا كان التوتر وغيره من المشاكل الناجمة عن حادث مؤلم يؤثر على حياتك، راجع طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية. يمكنك أيضا أن تأخذ هذه الإجراءات مع الاستمرار في علاج اضطراب ما بعد الصدمة:

– اتبع خطة العلاج الخاصة بك:

قد تستغرق بعض الوقت لتشعر بفوائد العلاج أو الأدوية، فالعلاج يمكن أن يكون فعالاً، ومعظم الناس يتعافون. ذكّر نفسك أنّ العلاج يمكن أن يستغرق وقتا طويلا. اتباع خطة العلاج الخاصة بك والتواصل بشكل روتيني مع أخصائي الصحة العقلية سوف يساعد على تحسنك.

– تعرف على (اضطراب ما بعد الصدمة):

هذه المعرفة يمكن أن تساعدك على فهم ما تشعر به، وبعد ذلك يمكنك وضع استراتيجيات التكيف لمساعدتك على الاستجابة بشكل فعال.

– اعتني بنفسك.

الحصول على قسط كاف من الراحة، وتناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة وأخذ وقت للاسترخاء.  وحاول الحدّ أو تجنب الكافيين والنيكوتين، والتي يمكن أن تفاقم القلق.

– لا تعالج نفسك بنفسك:

التحول إلى الكحول أو المخدرات لتخدير مشاعرك ليس صحياً، على الرغم من أنها قد تكون وسيلة مغرية لتأقلم. فذلك يمكن أن يؤدي إلى المزيد من المشاكل، حيث يمكن أن تتداخل مع العلاجات الفعالة وتمنع الشفاء الحقيقي.

– كسر الحلقة:

عندما تشعر بالقلق، اتخذ المشي السريع أو القفز كهواية لإعادة التركيز.

– ابق على تواصل:

قضاء بعض الوقت مع أشخاص داعمين وراعين مثل, الأسرة والأصدقاء وقادة روحيين أو غيرهم. ليس عليك الحديث عن ما حدث إذا كنت لا تريد. مجرد قضاء الوقت مع أشخاص تحبهم يمكن أن يقدم الشفاء والراحة.

– الانضمام لمجموعة الدعم:

اسأل أخصائي الصحة النفسية لمساعدتك في العثور على مجموعة دعم، أو اتصل بنظام الخدمات الاجتماعية في مجتمعك. أو ابحث عن مجموعات الدعم المحلية في دليل على الإنترنت.

عندما يعاني شخص تحبّه من اضطراب ما بعد الصدمة:

قد يبدو الشخص الذي تحبّه وكأنّه شخص مختلف عما كنت تعرف قبل الصدمة . غاضب وعصبي، أو متقهقر ومكتئب. يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة أن يسبب التوتر بشكل كبير على الصحة العاطفية والعقلية للأحبّاء والأصدقاء. السماع عن الصدمة التي أدّت إلى اضطرابات ما بعد الصدمة التي يعاني منها أحد أفراد أسرتك يكون مؤلم بالنسبة لك، قد تجد نفسك تتجنب محاولاته للحديث عن الصدمة أو مشاعره السيئة والتي قد تجعله أفضل. وفي نفس الوقت، قد تشعر بالذنب لعجزك عن مساعدته أو تسريع عملية الشفاء. تذكّر أنّه لا يمكنك تغيير شخص ما. ومع ذلك، يمكنك:

– تعرف على (اضطراب ما بعد الصدمة): ذلك يمكن أن يساعدك على فهم ما يمر به الشخص الذي تحبّه .

– اعترف بأن التهرب والانسحاب جزء من الاضطراب: إذا كان لديك شخص تحبّه  يقاوم مساعدتك، افسح له المجال واجعله يعرف أنّك متوفر عندما يكون على استعداد لقبول مساعدتك.

– اطلب حضور المواعيد الطبية. إذا كان الشخص الذي تحبّه  على استعداد لحضور المواعيد يمكن أن يساعدك ذلك على فهم المرض والمساعدة في العلاج.

– كن على استعداد للاستماع: اجعل الشخص الذي تحبّه يدرك أنّك على استعداد للاستماع له، ولكنك يجب أن تتفهم ما إذا كان هو لا يريد التحدث. حاول ألّا تجبره على الحديث عن الصدمة حتى يصبح جاهزا.

–  تشجيع المشاركة: خطط للقيام بالأنشطة مع العائلة والأصدقاء, والاحتفال بالأحداث الجيدة.

– اجعل صحتك أولوية: العناية بنفسك من خلال تناول الطعام الصحي، والنشاط البدني والحصول على قسط كاف من الراحة. قضاء الوقت لوحدك أو مع الأصدقاء، والقيام بأنشطة تساعدك على استعادة نشاطك.

– اطلب المساعدة إذا كنت في حاجة إليها: إذا كنت تواجه صعوبة في التأقلم، تحدث مع طبيبك. قد یحیلك إلی المعالج الذي يمكن أن يساعدك بمعالجة ما تعاني منه.

– ابقى آمنا: تدبر مكان آمن لنفسك ولأطفالك إذا أصبح أحد أفراد أسرتك عنيفا أو مسيئا.

التحضير لموعدك:

إذا كنت تعتقد أنّه قد يكون لديك اضطراب ما بعد الصدمة، حدد موعدا مع طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية. وفيما يلي بعض المعلومات لمساعدتك على التحضير لموعدك، وما يمكن توقعه.

خذ أحد أفراد العائلة الموثوق به أو صديق معك، إن أمكن. ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون من الصعب أن تتذكر كل المعلومات المقدمة لك. قبل موعدك، قدم قائمة بما يلي:

– أي أعراض كنت تعاني منها، ومدتها.

– المعلومات الشخصية الرئيسية، وخاصة الأحداث أو التجارب حتى في الماضي البعيد ,والتي جعلتك تشعر بالخوف الشديد، والعجز أو الرعب. ذلك سوف يساعد الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك ذكريات لا يمكنك الوصول مباشرة دون الشعور بالحاجة الماسة لدفعها للخروج من عقلك.

– أشياء كنت قد توقفت عن القيام بها أو تتجنبها بسبب الضغط الذي تعاني منه.

– معلوماتك الطبية ، تتضمن الحالات الصحية البدنية أو العقلية التي تم تشخيصها. كما تشمل أي أدوية أو مكملات  تتناولها وكمية  الجرعات.

– أسئلة للطرح بحيث يمكنك الاستفادة أقصى ما يمكنك من موعدك.

تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن  طرحها على طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية ما يلي:

– ما الذي تعتقد أنه يسبب أعراضي؟

– هل هناك أي أسباب أخرى محتملة؟

– كيف ستحدد تشخيصي؟

– هل من المحتمل أن تكون حالتي مؤقتة أم طويلة؟

– ما هي العلاجات التي توصي بها لهذا الاضطراب؟

– لدي مشاكل صحية أخرى. كيف يمكن أن أدير هذه جنبا إلى جنب مع اضطراب ما بعد الصدمة؟

– متى تتوقع أن تتحسن الأعراض؟

– هل تزيد اضطراب ما بعد الصدمة من خطر حدوث مشاكل صحية نفسية أخرى؟

– هل توصي بأي تغييرات في المنزل أو العمل أو المدرسة لتشجيع الشفاء؟

– هل يساعدني على التعافي إخبار معلمي أو زملاء العمل عن تشخيصي؟

– هل هناك أي ملاحظات مطبوعة عن اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن أقرأها؟ ما المواقع التي توصون بها؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى خلال موعدك.

ما يمكن توقعه من طبيبك:

من المرجح أن يسألك طبيبك عددا من الأسئلة. كن مستعدا للرد عليها لادخار الوقت والتجاوز إلى أكثر النقط التي تريد التركيز عليها. قد يطلب منك طبيبك:

– ما هي الأعراض التي تتعلق بك أو أحد أفراد أسرتك ؟

– متى لاحظت أعراضك أولا؟

– هل سبق لك أن اختبرت أو شهدت حادثة صادمة؟

– هل لديك أفكار مثيرة للقلق، ذكريات أو كوابيس من الصدمة التي واجهتها؟

– هل تتجنب بعض الأشخاص أو الأماكن أو المواقف التي تذكرك بالتجربة المؤلمة؟

– هل واجهت أي مشاكل في المدرسة أو العمل أو في علاقاتك الشخصية؟

– هل فكرت في الإضرار بنفسك أو بالآخرين؟

– هل تشرب الكحول أو تتعاطى المواد المخدرة؟

– هل تم علاجك من أعراض نفسية أخرى أو مرض عقلي في الماضي؟ إذا كان الجواب نعم، ما هو نوع العلاج الذي كان أكثر فائدة؟

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!