الآيات الدالة على أركان الإيمان

‘);
}

الإيمان باليوم الآخر

المقصود به يوم القيامة، وهو من أعظم أركان الإيمان، إذ يقرن بالإيمان بالله في العديد من الآيات القرآنية، قال تعالى: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)،^[٦] وسمي بالآخر لأنه لا يوم بعده، ومن أشهر أسمائه يوم البعث ويوم الدين ويوم التغابن، والإيمان به يعني التصديق الجازم بكل ما ورد من الأحداث التي أخبرنا الله تعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام من البعث والحشر والجنة والنار وغير ذلك من مجريات أحداث اليوم الآخر.^[٧]

الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة هو الركن الثالث من أركان الإيمان، ويكون بالتصديق الجازم الذي لا ينتابه أي شك بأن الملائكة مخلوقات من خلق الله تعالى، ودليل ذلك قوله تعالى: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِوَالْمَلائِكَةِ).^[٨][٩]

وهم عباد مكرمون يعبدون الله ويسبحونه، لا ينامون ولا يتزوجون، وقد جُبِلوا على طاعته سبحانه، وعددهم كثير، ومنهم من أطْلع الله سبحانه عباده على أسمائهم؛ كجبريل عليه السلام، ومالك ورضوان وإسرافيل عليهم السلام، ومنهم من استأثر الله سبحانه وتعالى بأسمائهم بعلمه.^[٩]

الإيمان بالكتب

الإيمان بالكتب يعني التصديق الجازم بكل الكتب التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على من اصطفى من خلقه من الرسل والأنبياء، وهي تحتوي على كلامه سبحانه، وكلها حق لا شك فيه، ونبأ الله تعالى رسوله عليه السلام ببعضها وأخفى بعضها لحكمة اقتضاها، فقال تعالى: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ).^[١٠][١١]

وما ورد ذكره في القرآن الكريم خمسة، وهي صحف إبراهيم ونزلت على سيدنا إبراهيم عليه السلام، والتوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام، والزبور ونزل على سيدنا داودعليه السلام، والإنجيل ونزل على سيدنا عيسى عليه السلام.^[١١]

وخاتمها كان القرآن الكريم الذي نزل على خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكل الكتب التي سبقت القرآن الكريم نسخت بنزوله، فالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والقرآن الكريم خاتم الرسالات.^[١١]

الإيمان بالأنبياء

هو الإيمان بأن الأنبياء عليهم السلام من خلق الله تعالى، وأنهم جميعا عباده، وأنهم لا يملكون لأنفسهم أي نفع أو ضر، وأنهم بشر يولدون ويمرضون ويموتون مثلهم كمثل كافة الخلق، وليس فيهم أي شيء من الألوهية، قال تعالى: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).^[١٢]

وهم أصفياء الله من خلقه اختارهم وأوجدهم وأرسل لهم الوحي ليبلغوا رسالة الله تعالى،^[١٣] وقد تعجب الناس من إرسال رسولا من البشر، فرد عليهم الله تعالى بقوله: (أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجلٍ منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا).^[١٤]

الإيمان بالقدر

هو الإيمان بأن كل ما خلقه الله تعالى وسنه في هذا الكون من قوانين وأنظمة وما سلكها به هو بمقدار، فما من موجود إلا وقبل أن يوجد قد قدر الله تعالى له مقاديره وأحواله التي سيوجد عليها، فكل شيء مقدر منذ الأزل، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).^[١٥][٣]

والله المطلع على ما كان وما يكون وما سيكون،^[٣] ومن هنا ينبغي الإيمان بالقدر خيره وشره، ولا يجوز للمؤمن الامتعاظ والسخط من شره والاعتراض عليه، فهو ابتلاء من الله تعالى.^[٣]

المراجع

1. ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
2. ↑سورة النساء ، آية:136
3. ^^أبتثعلي طنطاوي، تعريف عام بدين الاسلام، صفحة 128. بتصرّف.
4. ↑سورة البقرة، آية:177
5. ↑عمر الاشقر، العقيدة في الإسلام، صفحة 67. بتصرّف.
6. ↑سورة البقرة، آية:177
7. ↑محمد التويجري، مختصر الفقه الاسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 89. بتصرّف.
8. ↑سورة البقرة، آية:177
9. ^^أبابراهيم التوجيري، مختصر الفقه الاسلامي في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 67. بتصرّف.
10. ↑سورة البقرة، آية:177
11. ^^أبتابراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرىن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
12. ↑سورة البقرة، آية:177
13. ↑علي طنطاوي، تعريف عام بدين الاسلام، صفحة 157. بتصرّف.
14. ↑سورة يونس، آية:2
15. ↑سورة القمر ، آية:49