الأنماط التعبيرية والتوازن الشكلي في أعمال السعودي محمد الزهراني

يشتغل الحروفي محمد الزهراني بأسلوب إبداعي من جنس الخط العربي، يروم به الشكل الحروفي المتنوع على مستوى المادة الفنية، وعلى مستوى تفرعات الخط العربي. وهو أسلوب غني بثراه الجمالي والفني، إذ يقدم الخطاط الحروفي منجزا رائقا من تجربته الغنية في هذا المجال، الذي يحفل بالعديد من الخصائص الجمالية المعاصرة. وقد غدت بصمته الخاصة في هذا […]

الأنماط التعبيرية والتوازن الشكلي في أعمال السعودي محمد الزهراني

[wpcc-script type=”f1ace67b1e2f851180b696de-text/javascript”]

يشتغل الحروفي محمد الزهراني بأسلوب إبداعي من جنس الخط العربي، يروم به الشكل الحروفي المتنوع على مستوى المادة الفنية، وعلى مستوى تفرعات الخط العربي.
وهو أسلوب غني بثراه الجمالي والفني، إذ يقدم الخطاط الحروفي منجزا رائقا من تجربته الغنية في هذا المجال، الذي يحفل بالعديد من الخصائص الجمالية المعاصرة. وقد غدت بصمته الخاصة في هذا المجال، أعماله التي تكتسيها إيقاعات الحروفيات بكل ما يكتنفها من منمنمات وزخارف وجماليات، وامتزاج الخط العربي بتنويعات تعبيرية تنتج عن حركات يبسط المبدع أشكالها بأكبر كمية ممكنة في الفضاء.


وبذلك ففي المنظور النقدي، يبدو أن القاعدة الخطية لديه هي حروفيات تتحقق بها أشكال جمالية تتجه بالحرف نحو أبعاد تراثية من جهة، ويروم التجريد الحروفي العربي المعاصر بصيغ متجددة من جهة أخرى؛ إنها تجربة معاصرة تضطلع بمقومات حضارية معاصرة مع التقيد بالضوابط الجمالية للخط العربي.
إن الفنان محمد الزهراني وتصوراته الحروفية، تمنح أعماله تجديدا إبداعيا، يتمثل الحروفية العربية في بعدها الفني، حيث يستجلي من خلالها دلالات إضافية، ومن خلال الشكل والتنويع في الكثافة والتموقع داخل الفضاء بقدر ما يستدعيه العمل الفني في التشكيل العربي عموما، فضلا عن العلاقة بين جماليات الخط العربي وجماليات التعبير داخل النسق الفني. وفي هذا النطاق؛ نجد نوعا من التوازن الشكلي، ونوعا من الانسجام والتوليف عن طريق انصهار الحروف في اللون، وتشكيلها في بؤر لونية وزخرفية. وهذا يتأتى عن طريق تطويع الحروف وتطويع اللون والزخارف المتنوعة، لخدمة هذا الأسلوب الشكلي الحروفي، وهو ما ينم عن بلاغة فنية، وعن قدرة إبداعية في التفاعل مع الأنماط التعبيرية الحرفية في سياقات تشكيلية معاصرة، بل إن سلك هذا المنحى ينم عما أنتجته تجربة المبدع من قيمة جمالية، خاصة أنه يقوم بتجسيد سحرية الخط العربي من خلال عملية التثبيت المحكم داخل الفضاء، باحترام عفوي لبعض خصوصياته الفنية وبعض ضوابطه الجمالية، وهو ما يحيل إلى أن ريشة المبدع ترتبط بالمسار التشكيلي المتجدد، المقترن بالحروفيات، والمرتبط بالتوظيف الجمالي للألوان، واكتساح المساحات برؤى فنية وجمالية قوامها التنويع. فهو يوظف الشحنات الزخرفية والأنواع الخطية والشكل واللون بتنظيم وانسجام، بمفردات تدعم المجال الجمالي في سياق فني معاصر يتحقق في لغة حروفية دالة على مرامي كثيرة من التعابير، التي تحددها مجموعة من العلائق بقيمة كبيرة في الموروث الحضاري العربي، وفي المشهد الثقافي والحروفي المعاصر، وفي الوعي الفني، وكذلك في الإطار الرمزي المجرد للحروفية العربية، ما يقود إلى قيمة فنية بذاتها، وقيمة جمالية في نسيج الحروف المركبة. وهو ما تؤكده أعماله من خلال إيقاعات الحروف واللون والشكل المتناسق، ومختلف الصيغ الجمالية والقيم التعبيرية، التي ترتبط بالتصورات الفنية الرائقة والالتزام بالضوابط الحروفية والجمالية، التي يفصح عنها المنجز التركيبي، من حروفيات وألوان وزخارف؛ في نطاق من التشكيلات المنسجمة ووفق مسلك فني يتجاوز المجال الكلاسيكي للحروفية إلى أسلوب أكثر دهشة وأكثر إيحاء.

٭ كاتب مغربي

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!