الإبهاج الواقعي في أعمال المغربي محمد أيت عدي
[wpcc-script type=”a02380c1a8abe518acc5ec7f-text/javascript”]
معظم منجزات الفنان محمد أيت عدي الواقعية تعضدها التفاعليات الجمالية المتنوعة، على مستوى المادة اللونية الراقية التي تخصب المجال التشكيلي وتبعث فيه روح التجديد؛ وعلى مستوى الموتيفات المتوالية التي تشكل تعبيرا عن رؤيته التقنية العالية الجودة، وعلى مستوى تصوراته المختلفة الدالة على الأبنية الفلسفية، التي تتبدى قوية من خلال الضربات اللونية والتركيب الشكلي ليصل بدرجات اللون إلى بؤرة فنية تعبيرية في اللمسة النهائية. وهي في الواقع إيقاعات متكاثفة تتشكل وفق مبنيات تشكيلية، تتدفق الصبائغ من خلالها لتنسج مواد واقعية من الطبيعة والشخوصات المتنوعة التي تتفاعل مع التقنيات التشكيلية المعاصرة، وهي تنبثق أساسا من مجاله التعبيري الخصب، ومجاله السوسيوثقافي والسيميولوجي الواسع، فهو يقيض من خلال ذلك وشائج من العلاقات التحاورية، تتراءى بين كتل خفيفة من العلامات والألوان المبهجة، في مسالك فنية ذات صيغ متنوعة، غالبا ما تروم الانسجام بين مختلف العناصر والمفردات التشكيلية، في شكل ملمح تماسكي، مع عناصر جزئية بغية إظهار قوة الإإبداع الواقعي ومكمن جمالياته وإبهاجه. إنها سمات تغذي أعماله الفنية التي تحاكي الواقع الطبيعي والثقافي والاجتماعي، فيعبر بصدق؛ لأنه يحمل في نفسه تصورات ورؤى عالمة، ومفاهيم معاصرة، ليصدر صوته اللوني بدلالات ومغاز عميقة، وهو الكتوم القليل الكلام، لكن فرشاته تضرب في عمق الواقع، لتبث رسائل متنوعة بتنوع المواد التي يشتغل عليها في حرية وسمو ونبل من الإنجاز، في مساحات يجعل من ملمسها مظهرا مميزا لسطح المادة المشكَّلة عن طريق المكونات الداخلية والخارجية، باعتبار مسلك تمثيل الفضاء وتمثيل الواقع، ما يبين تطور أعماله وتدجيجها بمفهوم جديد عبر الحركات الفنية الجديدة المعاصرة.
إن محمد أيت عدي باجتهاداته المتوالية أرسى دعائم الفن المعاصر في أعماله، وأرسى بعض المقومات الفنية والجمالية المبنية على أسس منهجية ومسالك تفاعلية ليرقى بفنه إلى مدرج الصفوة التشكيلية.
٭ كاتب مغربي