الالتفاف على المقاومة الفلسطينية

الالتفاف على المقاومة الفلسطينية يمكن وضع الحركة الدبلوماسية الكبيرة والسريعة والمكثفة حيال العدوان الإسرائيلي الهمجي البربري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في سياق محاولة التفافية على المقاومة الفلسطينية لإنهاكها سياسيا بعد أن عجزت الآلة العسكرية الصهيونية من النيل من قدرات وتصميم الفلسطينيين على..

الالتفاف على المقاومة الفلسطينية

يمكن وضع الحركة الدبلوماسية الكبيرة والسريعة والمكثفة حيال العدوان الإسرائيلي الهمجي البربري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في سياق محاولة التفافية على المقاومة الفلسطينية لإنهاكها سياسياً بعد أن عجزت الآلة العسكرية الصهيونية من النيل من قدرات وتصميم الفلسطينيين على مقاومة العدوان ورفع الحصار بالقوة عن القطاع.

هذا بالطبع يفسر التحرك المصري المشبوه في إعداد “مبادرة” على عجل من أجل فرض التهدئة على المقاومة الفلسطينية، وهي المبادرة التي سارعت إلى رفضها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين، بل ذهبت كتائب عز الدين القسام إلى وصفها بوصفة “للخنوع والاستسلام” وأنها “لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به”، وهو ذات الموقف الذي عبرت عن “سرايا القدس”، مما يعني أن موقف المقاتلين على الأرض جاء حاسماً وسريعاً وصارماً لا مساومة فيه، وأغلقت نهائياً مربع “المبادرة المصرية المشؤومة”، وهذا ما عبر عنه المستوى السياسي في حماس، والذي سارع ببراعة إلى تقديم مبادرة تتضمن الشروط الفلسطينية لوقف إطلاق النار، وعلى رأسها رفع الحصار الظالم واللاإنساني، وربما كانت كلمة إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والتي ألقاها من غزة ومن تحت القصف الصهيوني أبلغ تعبير للثقة بالنفس فقد قرر وبشكل لا لبس فيه “أن الشعب الفلسطيني في قطاع قرر أن يتخلص من الاحتلال والحصار، وأن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن ذلك من فاتورة الأبناء والأزواج لكسر العدوان، مؤكداً أن كلمة المقاومة هي الأعلى وأن إرادة الشعب الفلسطيني هي ستنتصر وأن إرادة المقاومة هي الأصلب والأمضى، وهي ماضية لتحقيق أهدافها، وأن غزة ستكون مقبرة للغزاة لأنها عصية على الكسر وفيها رجال ونساء يشكلون جسر العبور نحو القدس والأقصى وحرية الشعب الفلسطيني وعودته من المنافي والشتات”.

هنية تحدث بمرارة عن الأنظمة العربية والقوى الدولية وقال “هناك من ينتظر أن تكون الغلبة للعدو، وهناك من يدافع عن المحتل “، وأدان الصمت المطبق حول ما يجري في غزة وفلسطين وأن هذا ما منح الاحتلال الجرأة لارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني “.

زعيم المقاومة الفلسطينية في غزة قال إن “العالم أدار ظهره للشعب الفلسطيني، وتركه نهبا للقتل والحصار والفقر والبطالة وتعطل الأعمال ودمار البنية التحتية وأن العالم يتفرج على أهل غزة منذ 8 سنوات”، ثم جاءت كلمة الفصل من القيادي الفلسطيني هنية:” غزة قررت أن تنهي هذا الحصار بدمها ورجولتها، ولا يمكن أن نعود إلى الوراء حيث الموت البطيء وقتل الأطفال، لا بد أن ينتهي هذا الحصار مرة وإلى الأبد، ورفع القيد والأغلال” وأن المقاومة الفلسطينية لن تقبل أي مبادرة لا تستجيب لشروط ومطالب الشعب الفلسطيني”. ووعد بأن يكون العيد المقبل عيدين “عيد الفطر وعيد النصر ” لأن الشعب الفلسطيني يتسلح بثقته بالله ووعده بنصره للمؤمنين “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” و “وإن جندنا لهم الغالبون”.
هذا الكلام الواضح من قلب غزة يفكك مفعول “مؤامرة نظام السيسي” على المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وإذا أضيف لذلك الانتصارات التي تحققها المقاومة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي والخسائر التي توقعها في الجنود اليهود الذين تكبدوا مئات القتلى والجرحى” فإن هذه المقاومة قادرة على فرض إرادتها رغم تآمر أطراف عربية مع الكيان الإسرائيلي المدعوم من أمريكا وأوروبا بطريقة دفعت رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان إلى وصف ما يجري ضد الفلسطينيين في غزة بأنه عدوان من “الحلف الصليبي”.

مؤامرات التحركات الدبلوماسية الكثيفة ستفشل أمام قدرات كتائب القسام وسرايا القدس وباقي الفصائل، ولن ينجحوا بالالتفاف “دبلوماسياً وسياسياً” على المقاومة، لإنقاذ العدو الصهيوني من الهزيمة وإنقاذ الكيان الإسرائيلي من السقوط.

 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!