مع أنه لا يوجد علاج شاف للأكزيما، إلا أن هناك بعض العلاجات التي توقف انتشارها في شكل مراهم وكريمات وأدوية تؤخذ عن طريق الفم. والجديد أن مبيضات الغسيل يمكن استخدامها كعلاج للالتهابات المتكررة للأكزيما عن طريق الاستحمام بها، مع ضرورة استخدام العلاجات التي يصفها الطبيب واتباع إرشاداته.

وفيما يلي حوار مع الدكتور أنور الحمادي أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية، حول الأكزيما وعلاقتها بالحساسية ومسبباتها وأنواعها، وبخاصة أكزيما الأطفال، وطرق علاجها، مع نصائح وإرشادات يقدمها للوالدين.
ما هي الأكزيما؟

الأكزيما مشتقة من كلمة يونانية تعني “الغليان”، وهي عبارة عن مرض جلدي يصيب الأطفال والكبار حيث يبدو الجلد محمراً ومصحوباً بحكة وقشور. ويطلق بعض الناس على حالة الأكزيما أحياناً مسمى “الحساسية”، إلاّ أن “الحساسية” تعبير عام وليس محصوراً فقط بالأكزيما.

ما هي أنواع الأكزيما؟

توجد أنواع كثيرة من الأكزيما، لكن أشهرها أكزيما الأطفال، والأكزيما الدهنية، والأكزيما التلامسية، أو أكزيما الحفاظات وغيرها.

ما أسباب الأكزيما؟

السبب الرئيسي للأكزيما غير معروف، لكن الوراثة تلعب دوراً رئيسياً في حدوث هذا المرض، ولذلك عادة ما نجد أكثر من فرد في العائلة مصابين بهذا المرض، كأحد الوالدين، أو الإخوة، أو الأجداد.. الخ. وليس شرطاً أن تكون الإصابة بالأكزيما، وإنما بأي نوع من الحساسية مثل الربو، والحساسية الموسمية، وحمى القش.. الخ.

ما نسبة الأطفال الذين يصابون بالأكزيما؟

يصاب 5-20 في المائة من الأطفال عالمياً بأكزيما الأطفال.

متى تبدأ أعراض أكزيما الأطفال بالظهور؟

معظم المصابين بالأكزيما تظهر عليهم الأعراض قبل عمر خمس سنوات، حيث قد تبدأ في عمر شهر أو أي عمر آخر، وقد تتحسن الحالة وتختفي وتعاود الظهور مرة أخرى بالمعدلات التالية:

  • 45 في المئة خلال ستة شهور من الولادة.
  • 60 في المئة خلال السنة الأولى من العمر.
  • 85 في المئة خلال الخمس سنوات الاولى من العمر.

هل تختفي أكزيما الأطفال لاحقاً؟

نعم، بشكل عام وبنسبة 60 في المئة تختفي الأكزيما قبل عمر 12 سنة.

ما هي العوامل المهيجة للأكزيما؟

  • عوامل بيئية: غبار، أو عطورات وبخور، أو صابون معطر، أو ملابس غير قطنية، أو الجو (البرد القارص والجاف والجو شديد الحرارة).
  • الطعام: بشكل عام فان نحو 30 في المئة من المصابين بالأكزيما قد تتهيج حالتهم مع أطعمة معينة مثل المكسرات، الأكلات البحرية، الفراولة، بعض أنواع الحليب والمأكولات التي تحتوي على الألوان الاصطناعية.
  • الحالة النفسية (الإجهاد والقلق).

اقرأ أيضاً: حساسية الفراولة

ما هي أعراض الأكزيما؟

للأكزيما عدة أعراض من أبرزها: حكة شديدة، إحمرار، تقشر وتشقق في الجلد، التهاب الجلد (إفرازات صفراء ودم).

وبين اختفاء الأكزيما وظهورها مرة أخرى تصبح البشرة سميكة وداكنة بتصبغات مختلفة، وأحيانا تتكون ندب من الحكة الشديدة، وهناك بعض الأعراض العامة التي قد تصاحب مريض الأكزيما منها بقع بيضاء جافة، خصوصاً في الوجه تعرف بالنخالة البيضاء، واسمرار حول العين، وتقرنات في الجلد أو بروز في بصيلات الشعر أعلى الذراعين وغيرها.

ما أماكن الجسم التي تصاب عادة بالأكزيما؟

تظهر الأكزيما عند الأطفال الرضع في الجزء الأمامي من الذراعين، والساقين، والخدين، أو فروة الرأس. وفي العادة لا تتأثر منطقة الحفاظ لانها رطبة، أما عند الأطفال الأكبر سناً والبالغين فإنها تظهر على الظهر، والعنق، وثنيات الكوع، وخلف الركبتين. كما يمكن أن تصيب الوجه، والرسغين، واليدين، والساعدين، أو حتى كامل الجسم.

اقرأ أيضاً: طفح الحفاظ- تسلخات الأطفال

هل هناك اختبار للأكزيما؟

لا يوجد اختبار محدد، لكن في بعض الحالات، وليس جميعها، قد تفيد بعض فحوص الحساسية. وفي حال التهاب الجلد قد يحتاج الطبيب لأخذ زرعة جلدية لمعرفة نوعية البكتريا ولاختيار المضاد المناسب للحالة.

كيف يتم التعامل مع الأكزيما؟

على الرغم من عدم وجود العلاج الشافي للأكزيما الاّ أنه توجد علاجات كثيرة آمنة تحد من نشاط الأكزيما وتجعل الطفل أو المصاب بالأكزيما يعيش حياة طبيعية، كما أن الهدف من العلاج هو منع الالتهابات المصاحبة للأكزيما خصوصاً في الحالات الشديدة.

وهناك العلاجات التي يمكن أن تخفف من أعراض الأكزيما، والتي يتم استعمالها حسب شدة الحالة إلى أن تختفي الأكزيما عن الطفل مع الوقت.

العلاج

ما هي علاجات الأكزيما؟

  • الترطيب باستعمال الكريمات أو المراهم: لأن بشرات المصابين بالأكزيما تكون عادة جافة، فاستعمال الترطيب يعد ضرورياً جداً، خصوصاً بعد الاستحمام. فكلما كانت البشرة جافة تزداد الحكة، وبالتالي الحاجة لاستعمال الكريمات العلاجية، فلذلك يعد الترطيب العامل الوقائي الرئيسي.
  • كريمات أو مراهم الكورتيزون: تعد هذه الكريمات العلاج الرئيسي للأكزيما ولا خطورة من استعمالها بالتركيز المناسب للفئة العمرية والأماكن المصابة باشراف طبي ولفترة محدودة (7-10 أيام)، وبشكل عام ينصح بالتوقف عن استعمالها في حال التحسن ومعاودة الاستعمال بالطريقة نفسها في حالة عودة الأكزيما للظهور.
  • وللعلم، توجد ثلاثة مستويات لقوة الكورتيزون الموضعي (خفيف متوسط وقوي)، وهو متوفر بشكل كريم أو مرهم، ويعد المرهم أقوى من الكريم حتى وان كان بنفس المحتوى، ويفضل استعمال المرهم للأماكن شديدة الجفاف.
    وللوجه والأماكن الحساسة أو الرقيقة يجب استعمال الكريم الخفيف فقط، وللأطفال لا يجب استعمال الكريمات القوية.
  • مرهم “بروتوبيك” وكريم “أليديل”: وهي من الأدوية الخالية من الكورتيزون وتعرف ببدائل الكورتيزون تعمل عن طريق الجهاز المناعي، ويتم وصفها لحالات معينة وبالأخص المزمنة، وفي الأماكن التي لا يحبذ فيها استعمال كريمات الكورتيزون لفترة طويلة مثل الوجه والأماكن الحساسة. وتعتبر هذه العلاجات جيدة للوقاية من تهيج الأكزيما المتكرر، ولكن لا يفضل استعمالها للأطفال بعمر أقل من سنتين، كما لا يجب استعمالها بكميات كبيرة حتى لا يتم امتصاصها في الجسم، علماً أن أحد أعراضها الجانبية في بداية الاستعمال هو الإحساس بحرقان في الجلد لكنه يتلاشى عادة مع الوقت، ويعتبر سعر هذه العلاجات مرتفعاً مقارنة بالعلاجات الاخرى (100-200 درهم للعلبة).
  • مضاد حيوي: يستعمل المضاد الحيوي الموضعي مثل (بكتروبان أو فيوسيدين) للأماكن الملتهبة أو الجروح الناتجة من الحكة، واذا كانت الجروح شديدة ومنتشرة بكامل الجسم قد يحتاج المريض لمضاد حيوي عن طريق الفم. ويفضل إعطاء المضاد الحيوي بناء على نتيجة المزرعة التي تؤخذ بمسحة من الأماكن الملتهبة.
  • شراب أو حبوب مضادات الحساسية (مضادات الهستامين): مثل الزرتك، والكلورهستول، والأتاراكس، بعض المرضى يستفيدون منها في تخفيف الحكة والبعض الآخر لا يجدون منها أي فائدة. لكن كثيراً من المرضى يجدون أن الحكة تكون أسوأ في الليل ويصعب عليهم النوم جيداً، وعندها تكون فائدة هذا الدواء في مساعدة المريض على النوم براحة أفضل لذا يفضل اختيار مضادات الحساسية المنعسة.
  • العلاج الضوئي (الحزمة الضيقة من الأشعة فوق بنفسجية): يعتبر اختياراً جيداً لحالات الأكزيما المنتشرة في الجسم التي لم تستجب للعلاجات السابقة، لكن الصعوبة في هذا العلاج تكمن في حاجة المريض لمراجعة العيادة للجلسات من مرتين الى ثلاث مرات اسبوعيا لعدة أشهر.
  • علاج بالكورتيزون عن طريق الفم: يستعمل الكورتيزون عن طريق الفم فقط للحالات الشديدة التي لم تستجب للعلاجات السابقة، ويجب أن يكون بجرعات تنازلية عن طريق الاشراف الطبي ولمدة محددة.
  • علاج بمثبطات المناعة (سيكلوسبورين أو ميثوتركسيت): وهي علاجات تستعمل فقط للحالات الشديدة التى لم تستجب للعلاجات السابقة وتحتاج لمتابعة دورية لفحص الدم.

معلومات خاطئة

بما أن الأكزيما مزمنة ولا يوجد علاج شاف لها، فهل الأفضل عدم علاجها والانتظار الى أن تختفي لوحدها؟

ذلك غير صحيح، فليس من الحكمة أن نجعل الطفل يعاني الحكة الشديدة، مما تؤثر في حياته اليومية من دراسة ولعب، فالعلاج يخفف من أعراض الأكزيما، كما أنه يمنع حدوث أية التهابات مصاحبة للأكزيما، وبالأخص الالتهابات البكتيرية المصاحبة للحكة الشديدة.

هل تعتبر كريمات الكورتيزون ضارة للطفل على المدى البعيد؟

لا، اذا كانت تستعمل الكريمات المناسبة للحالة عن طريق الاشراف الطبي ربما توجد لدى بعض الأهالي “فوبيا” الكورتيزون. عموماً معظم استعمالات الكورتيزون لحالات الأكزيما عبارة عن كورتيزونات موضعية وليست عن طريق الفم أو الحقن، فلذلك لا توجد الأعراض التى يتخوف منها البعض، مثل هشاشة العظام، وارتفاع السكر، والضغط التي قد تصاحب دواء الكورتيزون عن طريق الفم أو بالحقن خصوصاً عند أخذه لفترات طويلة.

هل صحيح أنه كلما ازدادت النسبة المئوية المكتوبة على كريم الكورتيزون تزداد قوته؟

غير صحيح، لأن قوة كريم الكورتيزون تعتمد على المادة المكونة منه. فعلى سبيل المثال يعتبر كريم الهيدروكورتيزون (1%)، أخف من كريم موميتزون (1,0%) فلذلك تعتبر هذه النسبة مضللة للبعض.

هل الأفضل لمرضى الأكزيما الابتعاد عن تناول البيض والحليب والسمك؟

كقاعدة عامة لا يجب حرمان الطفل من أي أكل معين، الاّ اذا لاحظ الوالدان أو المريض فعلياً تهيج الحالة بتناول هذا الأكل. وربما تكون أفضل طريقة لمعرفة الأكل المهيج بالمتابعة والرصد، وليس بالضرورة عن طريق اختبار الدم أو الحساسية.

اقرأ أيضاً: حساسية الطعام عند الأطفال

ما أبرز النصائح التي توجهها للتعامل مع الأكزيما؟

أطلب من الوالدين الذين لديهم طفل مصاب بالأكزيما التحلي بالصبر والمواظبة على استعمال الأدوية بالاشراف الطبي، كما أطلب منهم عدم استعمال الخلطات الشعبية، أو الأدوية مجهولة المصدر. كما انصحهم بعدم تغيير الاطباء بشكل متكرر اعتقاداً منهم أن هناك خطأ ما في العلاج، فلا ضير من أخذ رأي ثان لكن كثرة الآراء بلا شك لا تكون في مصلحة المريض لأنها تغير من الخطة العلاجية المرسومة للمريض من قبل الطبيب.

كذلك أتمنى ألا يكون بعض الأهالي قاسين على أطفالهم في التوبيخ من عدم استعمال الأدوية، فلا شك في أن الطفل يصل أحيانا للأسف إلى مرحلة الملل والضيق من طول مدة الاستعمال، وأحياناً من الحرقان الذي يكون مصاحباً لاستعمال بعضها، لذا يحتاج الأهل أن يكونوا صبورين ويشجعوا أطفالهم على استعمال الأدوية، بالأخص الترطيب بعد الاستحمام وان يكافئوهم على هذا الفعل، وأن يعلموهم كذلك بأن حالة الأكزيما مؤقتة، وغالباً ما تختفي مع التقدم في العمر ولا يكون لها أي أثر.

هل من إرشادات عامة حول الوقاية من الأكزيما؟

نعم، وهذه الإرشادات تشمل:

  • قص أظافر الطفل.
  • ارتداء الملابس القطنية.
  • استعمال جميع الأدوات غير المسببة للتحسس (مثل المنتجات القطنية للبطانية، وغطاء المخدة، والفوط).
  • عند اختيار ألعاب الاطفال يفضل الابتعاد عن اختيار الدمى التي تحتوي على الشعر أو الوبر.
  • الابتعاد عن التدخين السلبي في المنزل.
  • عدم المبالغة في استعمال البخور، والعطورات، في المنزل.
  • البعد عن اكسسورات الأطفال المهيجة (مثل طلاء الأظافر، ومكياج الأطفال، والرسم على الوجه، والتاتو المؤقت).
  • المحافظة على درجة حرارة مناسبة في المنزل، واستعمال مرطب الجو للأماكن الجافة كثيراً داخل المنزل.
  • الابتعاد قدر الامكان عن الأماكن المثيرة لتهيج الجلد (مثال عند بعض الأطفال تتهيج عند اللعب على العشب، أو عند السباحة في بعض المسابح).
  • الابتعاد عن تربية الحيوانات المنزلية التي قد يتحسس من فروها بعض الأطفال مثل القطط، أو الكلاب.
  • أفضل وقت لاستعمال الترطيب يكون بعد الاستحمام.
  • يجب عدم فرك الجسم بالفوطة وانما فقط التجفيف بلطف.
  • يجب الامتناع عن استعمال الماء الحار وانما الماء الفاتر.
  • يجب عدم استعمال الصابون المعطر خلال الاستحمام، والأفضل استعمال الغسول الخالي من الصابون.

هناك معلومة تشير إلى أن الاستحمام بمبيضات الغسيل يعالج التهابات الأكزيما، فهل هذه المعلومة صحيحة؟

نعم صحيحة، ولكن مع ضرورة استخدام علاج الترطيب او العلاجات التي يصفها الطبيب، حيث يعتبر الاستحمام بمبيض الغسيل أحد الطرق الفعالة لعلاج الالتهابات المتكررة لمرضى الأكزيما، وهي طريقة فعالة آمنة اثبتت دراسات علمية فائدتها التي تقلل الحاجة للمضادات الحيوية بالأخص للبكتيريا التي لا تستجيب للمضادات. ولكن هناك ارشادات ينبغي اتباعها للاستحمام بالكلوركس من قبل المصابين بالأكزيما، وبمعدل مرتين الى ثلاث مرات أسبوعيا، وتتضمن هذه الارشادات:

  • يملأ “البانيو” بماء فاتر.
  • يوضع ربع إلى نصف كوب من بودرة مبيض الغسيل في الماء.
  • يتنقع المريض في الماء لمدة عشر دقائق (بالإمكان وضع بعض اللعب الصغيرة للطفل ليلهو بها أثناء ذلك).
  • ينظف الجسم بماء عادي من دون كلوركس بعد الانتهاء.
  • ينشف الجسم بفوطة بدون الفرك.
  • يوضع المرطب مباشرة او العلاج.
  • يجب مراقبة الطفل الصغير وعدم تركه وحده.