التنوع الحيوي: أهميته، ومهدداته، وكيفية المحافظة عليه

وُجدت الحياة على الأرض منذ 3.5 مليار سنة، ولكن أكثر من 95% من أنواع الكائنات الحية التي وُجدت عليها قد انقرضت، وهذا ما يُهدد الحياة على كوكب الأرض. سنتحدث في هذه المقالة عن التنوع الحيوي: تعريفه، وأهميته، ومهدداته، وكيفية المحافظة عليه.

ما المقصود بالتنوع الحيوي؟

التنوع الحيوي (التنوع البيولوجي): وهو كل شكل من أشكال الحياة على الأرض، ويشير مصطلح التنوع الحيوي إلى جميع الكائنات الحية على كوكب الأرض، من أصغر وأدق كائن إلى أرقى كائن وهو الإنسان، والعلاقات المختلفة التي تقوم بينها كالتعاون، أو التنافس للحصول على الطعام والمأوى.

يضم التنوع الحيوي على كوكب الأرض 1.7 مليون نوع كائن حي، من نباتات، وطحالب، ولافقاريات، وكائنات دقيقة، وباقي الكائنات الحية.

لكن يُعاني التنوع الحيوي اليوم من التدهور؛ بسبب التقلبات البيئية، إضافة إلى ممارسات الإنسان الخاطئة بحق البيئة وكائناتها.

أهمية التنوع الحيوي:

تأتي أهمية التنوع الحيوي من نواحٍ عديدة، منها:

1. الناحية الاقتصادية:

يُعد التنوع الحيوي عنصراً هاماً في اقتصاد العالم؛ فمن خلال التنوع يُمكننا معرفة تركيبات وراثية مختلفة، تُساعد على إنتاج نباتات جديدة تُقوُّي الاقتصاد، كما يمد التنوع الحيوي البشر بما يحتاجون من أغذية ومواد كالأخشاب، وغيرها، وذلك من النباتات والحيوانات.

2. الناحية الأخلاقية والجمالية:

يمنح التنوع الحيوي واختلاف النباتات والحيوانات من حولنا مشهداً جمالياً خلاباً، يجب على البشر المحافظة عليه حتى لا يخسرون هذه القيمة الجمالية.

3. الناحية الصحية:

يعتمد حوالي 70% من سكان العالم على النباتات في علاجاتهم، و40% من الأدوية التي يستخدمها البشر على مكونات نباتية وحيوانية، كالأسبرين الذي استُخلص من أوراق أشجار الصفصاف الاستوائي.

المخاطر التي تحيط بالتنوع الحيوي:

هناك العديد من المخاطر التي تُواجه التنوع الحيوي اليوم، من أهمها:

  • ظاهرة التصحر التي تحدث بسبب انتشار الجفاف في الأراضي الصالحة للزراعة، مما يقضي على الحياة فيها، ويُسبب تدهوراً في التنوع الحيوي.
  • انتشار الآفات الطبيعية والأمراض، التي تُصيب الكائنات الحية، مما يؤدي إلى قلة أعدادها والقضاء عليها تدريجياً.
  • الصيد الجائر للحيوانات، الذي يتم من قِبل الإنسان.
  • التلوث البيئي بسبب المصانع والسلوكات الخاطئة للإنسان، مما يتسبب بحدوث الأمطار الحمضية التي تؤثر سلباً في التنوع الحيوي، وفي الكائنات الحية التي تفتقد القدرة للتكيف مع هذا التلوث.
  • أزمة المياه على كوكب الأرض، نتيجة التزايد الكبير في أعداد الناس، مما أدى لحدوث مشكلة جفاف النباتات والمحاصيل، وضعف البنية التحتية للحفاظ على الموارد المائية من مشكلات التسرب، والترشح والتبخر.

شاهد بالفديو: أنواع التلوث البيئي وطرق علاجه

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/GWmhnNJJnTM?rel=0&hd=0″]

العوامل التي تهدد التنوع الحيوي:

من العوامل التي تُهدد التنوع الحيوي:

  • تجزئة البيئة، وتقسيمها إلى أقسام منفصلة، من خلال إقامة الطرق والمجمعات السكنية.
  • تعرُّض بعض الكائنات الحية للانقراض، خاصةً الهامة منها في السلم البيولوجي مما يُهدد توازن النظام البيئي.
  • تغيُّر المناخ، بسبب موت الكثير من الكائنات الحية لانعدام قدرتها على التكيف.
  • الصيد الجائر، والإفراط في الحصاد، له عواقب وخيمة في انقراض الكائنات الحية، ومن ثم تهديد التنوع الحيوي.
  • الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية، التي تؤثر سلباً في النباتات والحيوانات بالوقت نفسه.
  • الكوارث الطبيعية من فيضانات وحرائق، التي تتسبب في موت الكائنات الحية.
  • التجارة الدولية غير الشرعية، التي يُباع فيها ويُشترى بعض الكائنات النباتية والحيوانية لا سيما النادرة منها، مما يُهدد استمرارها.

كيف نحافظ على التنوع الحيوي؟

يُحافَظ على التنوع الحيوي، من خلال:

  • إقامة المحميات الطبيعية، في مواقع حيوية وبيولوجية يُمنع فيها الصيد، أو البناء أو أي أنشطة بشرية، لحماية النباتات والحيوانات من الصيد والانقراض.
  • إقامة حدائق للحيوانات والنباتات، ووضع الأنواع المعرضة للانقراض فيها لحمايتها.
  • إنشاء بنوك لحفظ وجمع المادة الوراثية للنباتات والحيوانات، من أجل تطويرها وتكاثرها، خاصة تلك الأنواع المهددة بالانقراض.
  • التربية عن طريق الأسر؛ وهي أسر الحيوانات المهددة بالانقراض في حدائق خاصة، لحمايتها وتكاثرها، ثم إعادتها إلى البرية.
  • التقليل من أشكال التلوث البيئي بكل أشكاله، بعدم رمي النفايات وإعادة تدويرها، والحد من استعمال المبيدات والمواد الكيميائية، واستبدالها بالمواد العضوية.
  • وضع عقوبات وغرامات مالية، على من يقوم بقطع الأشجار.
  • الحد من التوسع العمراني الذي يقضي على الطبيعة وما يعيش فيها من كائنات حية.
  • إعادة تدوير جميع المنتجات البلاستيكية الزجاجية، وذلك لحماية الأشجار والغابات المستخدمة في المنتجات الورقية.
  • الاعتماد على الدراجات والمركبات الصديقة للبيئة، للتقليل من استخدام المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري ذات الانبعاثات الضارة بالكائنات الحية.

في الختام “حماية التنوع الحيوي مسؤوليتنا”:

وفقاً لتقرير للجارديان: “إنَّ الكتلة الحيوية للحيوانات البرية قد انخفضت بمقدار 82%، وفقد النظام البيئي الطبيعي نصف مساحته، والآن تنتظر ملايين الفصائل مصيرها بالانقراض”.

إذ يُهدد تدهور التنوع الحيوي استمرار حياتنا على هذه الأرض، فكيف سنستطيع أن نعيش في ظل انقراض الكائنات الحية من نباتات أو أسماك أو لحوم، وفي ظل تدهور الزراعة نتيجة التصحر وقطع الأشجار والبناء على الأراضي الزراعية؛ لذا من الضروري أن يتحرك الإنسان في كل مكان في هذا العالم للمحافظة على التنوع الحيوي ووقف الممارسات الخاطئة بحق الطبيعة والبيئة، ولا بد من نشر التوعية دائماً عن مسؤوليتنا تجاه الخطر الذي يتربَّص بكوكب الأرض.

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!