الجانب المشرق من كورونا.. كم من الوقت تحتاج لتغيير عاداتك؟

يبدو من غير المحتمل أن تعود الحياة إلى سابق عهدها بعد انتهاء هجمة فيروس كورونا المستجد على كوكب الأرض، بل

Share your love

الجانب المشرق من كورونا.. كم من الوقت تحتاج لتغيير عاداتك؟

تغيير العادات يحتاج من شهرين إلى ثمانية حتى تكتسب صفات جديدة في شخصيتك

يبدو من غير المحتمل أن تعود الحياة إلى سابق عهدها بعد انتهاء هجمة فيروس كورونا المستجد على كوكب الأرض، بل من المتوقع أن تتغير العديد من جوانبها بشكل لا رجعة فيه. ففي غضون بضعة أسابيع استطاع “كورونا” أن يرسم ملامح عالم جديد يتشكل على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والبيئية والصحية والثقافية، بدءا من تجنب المصافحة والبعد عن الزحام والعودة إلى المنزل، ووصولا إلى إعطاء الأولوية للإنفاق على الصحة والبحث العلمي وإدارة الأزمات.

وعلى الرغم من صعوبة العثور على جانب مشرق في مأساة تفشي هذا الفيروس التاجي، فإن الأمر لا يخلو من إيجابيات قد تُحدث ثورة في العادات الصحية والاجتماعية غير المرغوب فيها، وتزيد من الاهتمام بالنظافة الشاملة، وتساهم في عودة روح التضامن الإنساني والعمل الجماعي.

فإلى أي مدى ستكون عاداتنا القديمة قابلة للتغيير، وكم من الوقت تحتاجه لتحقيق ذلك بعد انتهاء أزمة الفيروس؟

كيف تتكون عاداتنا؟

في محاضرة تابعها تسعة ملايين مشاهد، قدم د. جودسون ألين بروير، عالم الأعصاب الأميركي، شرحا مبسطا لآلية تكوّن العادات حتى تصبح من أكثر الأشياء استعصاء على التغيير والتطور، ويرجع الأمر إلى نظامنا العصبي القائم على (التصرف المبني على المكافأة)، قائلا “عندما نرى نوعا من الطعام يبدو لنا لذيذا (شوكولاتة أو آيس كريم مثلا) فنسارع إلى التلذذ بمذاقه الحلو. ترسل أجسامنا إشارة إلى أدمغتنا بمعادلة مكونة من الحافز (إغراء الطعام)، والتصرف (تناول الطعام)، والمكافأة (الحصول على اللذة) فالتكرار”.

ويتابع “ثم تغير أدمغتنا الحافز لتناول ما نحب، وبدلا من أن يكون مصدره المعدة بسبب الجوع، يصبح مصدره العواطف للتغلب على التوتر. ويتحول تناول الشوكولاتة من طعام إلى “عادة” مستحكمة لتحسين المزاج. وفي كل مرة نقوم بتصرف مبني على المكافأة ونكرره، نكتسب عادة جديدة نستسلم لها تماما”.

ويؤكد أن “الجزء الوحيد من أدمغتنا الذي يمكنه مساعدتنا في التحكم بعاداتنا هو (الفص الجبهي الأمامي)، لكنه يتوقف عن العمل عند التوتر والإجهاد. لذا نصرخ في وجوه الآخرين عندما نكون مجهدين، رغم معرفتنا بأن هذا لن يكون مجديا، لكننا لا نستطيع تمالك أنفسنا بسبب توقف الفص الأمامي الجبهي عن دعمنا، لنعود مرة أخرى إلى عاداتنا القديمة المتحجرة”.

اكتساب عادة جديدة

في عام 1960، أصدر جراح التجميل الأميركي د. ماكسويل مالتز، كتابا بعنوان “التحكم الآلي النفسي” بيع منه أكثر من ثلاثين مليون نسخة، تحدث فيه عن تجاربه حول فترة التكيف مع العادات الجديدة، والتي أظهرت أن المرضى الذين يجرون تعديلات على أنوفهم مثلا، أو يزودون بأطراف صناعية، يحتاجون إلى حوالي 21 يوما قبل أن ينسوا الصورة القديمة وتتشكل لديهم عادة جديدة.

وظل هذا هو الاعتقاد السائد حتى قدمت د. فيليبا لالي، الباحثة في علم النفس الصحي بجامعة لندن، دراسة دحضته، نشرت بالمجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي في 16 يوليو/تموز عام 2009.

فحصت لالي وفريقها البحثي خلالها عادات 96 شخصا على مدى 12 أسبوعا، لتحديد الوقت الذي يستغرقه كل واحد منهم للانتقال من سلوك تلقائي قديم إلى آخر جديد. وأظهرت النتائج أن التحول عن العادات القديمة يستغرق 66 يوما على وجه الدقة.

أما المدة اللازمة لاكتساب عادة جديدة فتختلف بحسب سلوك الشخص وظروفه، وتتراوح بين 18 يوما إلى 254 يوما لتكوين تلك العادة.

فإذا كنت ترغب في تحديد الوقت المتوقع للتخلص من عاداتك القديمة واكتساب عادات جديدة، فإن الأمر سيستغرق في المتوسط من شهرين إلى ثمانية أشهر، وليس 21 يوما. شريطة ألا تكون مثاليا إذا أخفقت في محاولاتك مرة أو مرتين، وأن تضع خطة للعودة إلى المسار الصحيح بسرعة.

عادات ربما يغيرها كورونا

فيما يلي قائمة بعادات يومية نشرتها مجلة “ريدرز دايجست” الأميركية، قائلة إنه يجب تغييرها إلى الأبد بمجرد انتهاء أزمة فيروس كورونا.

1- المصافحة، حيث يعد تجنبها أحد أكثر التغييرات منذ انتشار فيروس كورونا، لذا ربما تشهد البشرية تحولا في طريقة التحية يحمي من اللمس المباشر، كوضع اليد على القلب أو الإيماء بالرأس.

2- انتشار المعقمات، فسوف تصبح معقمات اليدين متاحة في البيوت والمكاتب والمطاعم ودور العبادة والأماكن العامة والفعاليات الترفيهية، ليعطي الجميع انطباعا للآخرين بأن أيديهم نظيفة.

3- تفضيل شطافة المرحاض، بعد أن بلغت مبيعاتها عشرة أضعاف ما كانت عليها قبل انتشار كورونا، وزاد اهتمام الناس بها وأصبحت أكثر شيوعا في الحمامات، من المحتمل أن تنتشر بعد رحيل الفيروس.

4- تغير علاقة الناس بالمطاعم، لصالح توسيع خيارات التوصيل للمنازل، بقدر نشر معلومات أكثر وضوحا عن مستوى النظافة والاشتراطات الصحية في المطعم.

5- اتساع رقعة العمل عن بُعد، فلن يصبح العمل من المنزل ممكنا فحسب، بل قد يكون أكثر إنتاجية، بعد التحول الكبير في الثقافات المكتبية، وكثرة الشركات التي تسمح لموظفيها بالعمل عن بعد.

6- الحذر عند لمس الأشياء، كلوحة المفاتيح، وأزرار الصراف الآلي وماكينة بطاقات الائتمان في المحال، وأزرار المصعد التي قد يبدأ الناس في الضغط عليها بمرفقهم أو بأقلامهم بدلا من أصابعهم.

7- سيأخذ الناس مساحتهم الشخصية على محمل الجد، ففكرة “التباعد الاجتماعي” بالبقاء على بعد 1.5 متر على الأقل من الأشخاص الآخرين، تبقى واحدة من أكثر السلوكيات وضوحا في معركة فيروس كورونا، ومن المرجح أن تظل سارية بعد رحيله.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!