فاطمة سيدة تبلغ من العمر أربعين عاما. متزوجة ولديها اربع أولاد. سيدة عاملة ونشيطة اجتماعيا. أصيبت فاطمة بسرطان أدى إلى شلل في الأطراف الأربعة. توقف العلاج عن فاطمة وحولها الطبيب الجراح إلى فريق الرعاية التلطيفية.
بدت فاطمة منكسرة، جريحة، محطمة. تقول: تخيل أن يصل بي الحال أن لا أقوي على الطعام أو قضاء حاجتي بغير مساعدة. بل حتى إن حكني راسي أو وقفت ذبابة على رأسي لا أستطيع فعل شئ.
ابدت فاطمة الشعور بالإحباط والغضب من الأطباء. وتساءلت لماذا حدث لي كل هذا؟
جلس معها الفريق جلسة طويلة، استمع خلالها إلى همومها وأفكارها وتوقعاتها. وبدأ العلاج. خلال اليومين القادمين أبدت فاطمة سعادة ورضا نتيجة لتحسن الألم والأرق وضعف الشهية. بدأت فاطمة بتناول الطعام والحديث مع أولادها. طلبت فاطمة الخروج إلى المنزل. وتم التنسيق لفريق الرعاية المنزلية لاستكمال العلاج والمتابعة. قبل أن تغادر فاطمة قالت للطبيب: الأطباء قالوا لي أنني سوف ابقى مشلولة إلى الأبد. إلا أنني مصرة بعون الله أن أمشي وان أعود وادرس أولادي وأعد لهم الطعام.  
بعد مرور شهرين، وصلت الأخبار وكانت المفاجأة. فاطمة عادت تمشي من جديد! لم يصدق أحد. جلس الطبيب مع فاطمة وقال لها: لا تتصوري كم أنا سعيد. إنها معجزة. أنت رائعة! يجب أن تعلمي أنني لم افعل شيئا بهذا الخصوص. قالت فاطمة: لا يا دكتور. الطريقة التي تعاملتم بها منذ البداية واستمرت في الرعاية المنزلية، منحتني الشعور بالتفاؤل والرضا. لقد تحرك داخلي الدافع الذاتي والإيجابية والمبادرة. لقد تغيرت طريقة تفكيري وصرت إنسانا افضل.

 كن مبادرا

  لا تنسى أنك أنت صاحب القرار فيما يحدث معك اليوم وما سوف يحدث غدا. لا تحّمل المسؤولية للأهل ولا تلقي باللوم على الطبيب وتتهمه بالتقصير.

  إذا كنت اليوم مريض تتلقى العلاج فعليك واجبات كما أن لك حقوق.

              فالثقة لا تعني الجهل.
 عالم المعرفة اليوم واسع وسهل. إسأل عن الكتب الموثوقة وافتح النت على المواقع المعتمدة واقرأ وتعلم كل جديد.

   لا تدع الجهال والتجار من انصاف العلماء يقامرون بصحتك ومالك. وإن اختلطت عليك الأمور ف “اسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.

 الإلتزام بالعلاج بالأوقات والجرعات المحددة عامل أساسي للشفاء. من حقك ان تتلقى العلاج للأعراض الجانبية. راجع طبيبك وشاوره ولا تسمع لآراء الناس.

تذكر جيدا أنها قصة حياتك وأنت كاتب سطورها. أنت ما زلت مسيطرا على حياتك. بإمكان من حولك أن يشوروا عليك. ولكن لا أحد يلزمك بعمل شئ لا تريده.

  وللأهل حقوق كما لهم واجبات. حاول أن تعوضهم عن تعبهم معك. أشكرهم من قلبك، وحاول أن تدخل الفرحة في قلوبهم وتؤنسهم.

 ولا تنسى طبيبك والفريق المعالج. فهم أيضأ بشر. جميل أن تثني على جهودهم. وربما أهديتهم كتاب شكر أو هدية متواضعة كتعبير عن امتنانك.

 وشعور جميل منك أن تتعلم من تجربتك كم يعاني أصحاب السرطان. ما رأيك لو تتواصل مع الجمعيات والمؤسسات المعنية وتتطوع بوقتك أو خبرتك أومالك لصالح مرضى السرطان؟
 
 تذكر جيدا أنها قصة حياتك وأنت كاتب سطورها. أنت ما زلت مسيطرا على حياتك. بإمكان من حولك أن يشوروا عليك ولكن لا أحد يلزمك بعمل شئ لا تريده.
 كن إيجابياً

      
  مهما اشتدت ظروف المرض أو الأزمات، لا بد أن تدرك أن 90% من سعادتك أو شقائك هي في الحقيقة بيدك أنت لا بيد الآخرين.
  أنت القادر على أن تصيغ حياتك بشكلٍ إيجابي وتصنع معنى السعادة إذا ما نظرت من حولك وتأملت ورأيت نعم رب العالمين تغمرك وأنت لا تدري.
 هل ما زلت قادراً على الحديث والبيان أم ما زلت قادراً على القراءة والمشاهدة؟
  هل ما زلت قادراً على المشي والتجوال أم ما زلت قادراً على مخالطة الناس؟
    هل ما زلت قادراً على التفكير والتدبر أو ربما العبادة والدعاء؟
  هل ما زلت محاطاً بأحبائك وخلانك؟ أم أنك تغتنم وقت الخلوة بالتأمل والتفكر وحديث النفس؟

  ضع جانباً الأمور التي لن تستطيع تغييرها واشغل نفسك باستغلال ما تملك. أشعل سراجاً جديداً في سماء حياتك بدل من أن تتحسر وتلعن الظلام.