الجيران أيام كورونا.. هم واحد وتواصل من وراء كمامة

فرض انتشار فيروس كورونا على الجيران -سواء في القرى أو المدن- هذه الأيام شكلا معينا من التواصل، فتراهم في القرى

Share your love

الجيران أيام كورونا.. هم واحد وتواصل من وراء كمامة

الجيران أكثر قربا في الأحياء الشعبية

فرض انتشار فيروس كورونا على الجيران -سواء في القرى أو المدن- هذه الأيام شكلا معينا من التواصل، فتراهم في القرى يمشون في الحقول متباعدين، ويتحدثون ولا يسمحون للأولاد بالاختلاط قدر الإمكان.

أما في المدن فخوف الجيران أكبر من تفشي الوباء بسبب قرب المنازل والأبنية من يعضها، خاصة في المساحات المشتركة، فكل شخص هو احتمال إصابة؛ لذا بات كثيرون يحملون مواد التعقيم، ولا يستعملون المصاعد، وبالكاد يتبادلون التحية من وراء الكمامة.

التعارف على الشرفات

تتحدث خديجة ماجد للجزيرة نت، وهي التي نشأت في إحدى قرى الجنوب اللبناني، ثم هاجرت أثناء الاجتياح الإسرائيلي إلى فرنسا، مؤكدة أن علاقتها مع الجيران توطدت كثيرا أيام كورونا، فهم يجتمعون يوميا، كل عائلة على شرفتها الخاصة، يصفقون لمدة خمس دقائق للطاقم الطبي والتمريضي الذي يواجه كورونا كل لحظة.

تقول خديجة إنها تعرفت خلال الحجر المنزلي على جيران كثر لم تكن تلتقيهم لولا التصفيق اليومي، وإنها في أحد أيام الحجر كانت يدها تؤلمها، فحملت غطائي طنجرتين، وضربتهما ليصدرا صوتا. وبدأ الجيران يبدعون طرق التعبير، منهم من أصبح يصفر أو يغني أو يلقي النكات.

ومن شرفة لشرفة تعرفت عليهم، وأصبحت تنتظر هذه اللحظات يوميا، يتبادلون جميعا التحية من بعيد، ويطلبون من بعضهم الاهتمام بصحتهم.

في أوروبا يحتفل بيوم الجيران منذ عشرين عاما (بيكسابي)

في أوروبا يحتفل بيوم الجيران منذ عشرين عامًا

عيد الجيران

هذا المشهد اليومي يذكرها بأكثر ما أحبته أثناء غربتها في فرنسا، وهو “عيد الجيران”، الذي تقيمه البلديات سنويا بكل المناطق في المدن والقرى والضواحي.

حيث يجتمع سكان المنطقة، وغالبًا يتعلم أولادهم في المدرسة ذاتها، وكل منهم يجلب طعامه إلى الساحة ويتشارك فيه مع الجيران.

وهكذا يجتمع أناس من مشارب مختلفة، مزيج من الأعراق والجنسيات برفقة أطباقهم اللذيذة، التي “في كثير من الأحيان لم نكن نعرفها”.

وتضيف خديجة أنهم كانوا يتبادلون الوصفات الشهية، واليوم تذكرها روائح المخبوزات التي تدخل من النوافذ بتلك الأيام. وتخبر أنها سألت أكثر من مرة جيرانها كما سألوها عن وصفات معينة.

دومًا مستعد

رغم أن هذا الشعار يخص الجيش، فإن عبد الله الجبلي يقول إنه ما يزال على علاقة وطيدة جدا مع جيرانه، وهو مستعد دوما لتقديم يد المساعدة لهم، فهو يدرّس الفتاة الصغيرة في الطابق الأول، ويسأل جيرانه كبار السن عن حاجاتهم من المتاجر، لكنه يحرص على أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الإصابة أو نقلها لأحد.

يعيش عبد الله في المدينة في منطقة الأشرفية، ورغم ذلك صنع في وسط المدينة علاقة مميزة مع الجيران القريبين الذين يتبادل معهم يومياتهم. يقول عبد الله “ما قيمة الجيرة إن لم نقف مع بعضنا البعض في الأزمات”.

ويستذكر عبد الله جيرة أيام زمان، عندما كان أهل قريته الجبلية يساعدون بعضهم لفتح الطرقات في أيام الثلوج، ويتبادلون لقمتهم ومنتجاتهم لتعم البركة.

دعوة الجيران على القهوة نوع من أوجه الكرم (مواقع التواصل)

دعوة الجيران على القهوة نوع من أوجه الكرم

كورونا علمنا

نانسي لحود تقول إنها عاشت عند بيت جدها في الجبل، وكانت جدتها تقول لكل من يمر أمام البيت كلمة “ميل” أو “حول” (تفضّل)، وتقول لحفيدتها إنه يجب أن نعرض عليه الطعام والماء والقهوة.

نانسي انتقلت إلى القرية أيام كورونا لتفادي احتكاك المدينة القريب خوفا على أطفالها.

وتقول إنها لطالما تبادلت السلام والحديث مع جاراتها عبر واتساب، ولكنها ستقوم بجهدها بعد انتهاء أزمة كورونا لئلا تضيع أي فرصة مستقبلا في التلاقي. وتضيف “كورونا علمتنا أن نندم على أي وقت لم نستغله في رؤية من نحب والاستمتاع بلحظاتنا”.

وتقول نانسي إنها أثناء مكوثها في الضيعة تفهم لماذا كانت جدتها تدعو الناس، وتردد “الجنة من دون ناس ما بتنداس”.

وتضيف أن الألفة كانت عنوانا بين الجيران، أما الآن فإن وسائل التواصل الاجتماعي طغت على العلاقات.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!