السودان.. 60 قتيلا باشتباكات قبلية دامية ومظاهرات في الخرطوم ضد الحكم العسكري

أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الأمن السوداني أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين جنوب الخرطوم، في حين أعلنت السلطات السودانية حظر التجول ببلدتين في ولاية النيل الأزرق بعد اشتباكات قبلية دامية.
المتظاهرون في الخرطوم رفعوا شعارات تطالب بالحكم المدني والقصاص من قتلة المتظاهرين (الأناضول – أرشيف)

أفاد مراسل الجزيرة في السودان بأن قوات الأمن السوداني أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين بمحطة باشدار جنوب الخرطوم، في حين أعلنت السلطات السودانية حظر التجول في بلدتين بولاية النيل الأزرق بعد اشتباكات قبلية دامية.

وكانت مجموعة من المتظاهرين تجمعت بمحطة باشدار للتوجه نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم؛ وذلك ضمن مظاهرة دعت إليها ما تعرف بـ”لجان المقاومة بالخرطوم”.

وبدأت ظهر اليوم الأحد مظاهرات -دعت إليها لجان المقاومة التي تقود الحراك الشعبي- للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري وتسليم السلطة للمدنيين.

انتشار أمني كثيف

وانتشرت قوات الأمن السودانية في شوارع الخرطوم اليوم استباقا لمظاهرات دعا إليها نشطاء معارضون للسلطة التي نصّبها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ووضعت كتلا خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها لسد الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقر القيادة العامة للجيش، وهو المكان المعتاد للمظاهرات.

وأفاد شهود عيان بأن قوات عسكرية انتشرت في منطقة الروصيرص، التي كانت بؤرة عنف أمس السبت.

ويرى المعارضون أن مفتاح حل المشكلة موجود في “أيدي الجنرالات وحلفائهم المتمردين السابقين، الذين يُتهمون بمفاقمة التوترات العرقية والقبلية لتحقيق مكاسب شخصية”.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وترفض إجراءات استثنائية اتخذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ويعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”.

اشتباكات قبلية دامية

وكانت السلطات السودانية أمس قد أعلنت حظر التجول ليلا في بلدتين بولاية النيل الأزرق في جنوب شرقي البلاد بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، بعد اندلاع اشتباكات قبلية على مدى أيام راح ضحيتها 60 قتيلا و157 مصابين، وفق وزارة الصحة.

وقال بيان صادر عن حكومة ولاية النيل الأزرق إن الاشتباكات امتدت إلى بلدات عدة منذ الأربعاء الماضي بعد مقتل مزارع، قبل أن تقوم قوات الأمن بحملة اعتقالات والسيطرة على الوضع.

وأضاف بيان حكومة ولاية النيل أن عدد المصابين بلغ 157، في حين دُمّر 16 متجرا، وأُعلن حظر تجول ليلي في مدينتي الدمازين والروصيرص.

وتجددت أمس السبت الاشتباكات في مواقع متعددة جنوب ووسط الولاية، خاصة في مناطق قنيص والروصيرص وقيسان.

“مثيرو خطاب الكراهية والعنصرية”

من جانبه، حمّل حاكم ولاية النيل الأزرق أحمد العمدة من وصفهم بدعاة الفتن ومثيري خطاب الكراهية والعنصرية مسؤولية الصراع القبلي.

وفي تغريدة على تويتر، عبر رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس عن حزنه وقلقه إزاء أحداث العنف، وحث المجتمعات في النيل الأزرق على ضبط النفس والامتناع عن الانتقام، وفق تعبيره.

وكان النزاع الأهلي تجدد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عام 2011، وقد تضرر بسببه نحو مليون شخص بعد تاريخ طويل من القتال بين 1983 و2005.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!