الشهيد محمد عاصى.. الاسم الذي لن ينساه نتنياهو!

الشهيد محمد عاصى الاسم الذي لن ينساه نتنياهو! محمد رباح عاصي اسم لن ينساه رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ولا جميع أفراد خليته الذين وقفوا خلف عملية تل أبيب التي وقعت بتاريخ 21-11-2012 إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة تلك العملية أسفرت في حينها عن إصابة أكثر من عشرين صهيونيا بجراح خمسة منها ما بين..

الشهيد محمد عاصى.. الاسم الذي لن ينساه نتنياهو!

محمد رباح عاصي، اسم لن ينساه رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، ولا جميع أفراد خليته الذين وقفوا خلف عملية “تل أبيب” التي وقعت بتاريخ (21-11-2012)، إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

تلك العملية، أسفرت في حينها عن إصابة أكثر من عشرين صهيونياً بجراح، خمسة منها ما بين المتوسطة والخطيرة، وجاءت كرد أولي في العمق الصهيوني على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في معركة حجارة السجيل.

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد عاصي في (15-11-1985)، في قرية بيت لقيا الواقعة إلى الغرب من مدينة رام الله، بين اثنين من الإخوة الذكور: جهاد وشقيقه التوأم فؤاد، وخمسة أخوات، ترتيبه الخامس بين جميع إخوانه، لعائلة عرفت بالصلاح وحسن السيرة.

قادته خطواته الأولى لمسجد الشيخ القريب من منزله، وهناك تربى على موائد القرءان الكريم، حيث حفظ ما مجموعة 14 جزءا من القرءان الكريم، وكان يتصف بالروحانية والهدوء، وبشاشة الوجه وجمال الطلعة، حتى أن معظم من تعامل معه، قالوا إنهم يرون في عيونه ونور وجهه، شهيداً يدب على الأرض، وكان يؤم مصلي البلدة في مسجده عند غياب الإمام.

أنهى الشهيد دراسته الثانوية في الفرع العلمي، وأنجز فصلا واحدا في دراسة علم النفس في جامعة القدس المفتوحة، إلا أنه لم يكمل دراسته، لرغبته بالتفرغ لمساعدة والده في تربية إخوانه، حيث عمل في بلدية القرية في قسم البناء، كما كان يساعد والده في محل بيع الدواجن الذي يملكه في البلدة.

اعتقالاته

بدأت رحلة محمد مع الاعتقال مبكرا، واعتقل لأول مرة في (17-7-2005) لمدة 15 شهراً، وبعد عدة أشهر اعتقل مرتين متتاليتين، في الاعتقال الإداري لمدة ثلاثين شهراً، أما اعتقاله الرابع والأخير، فكان بتاريخ (16-01-2012)، وأفرج عنه بتاريخ (24-09-2012).

وبعد تحرره من سجون الاحتلال، تعرض للاعتقال في سجون السلطة لعدة أيام، على خلفية مساعدته إخوانه الأسرى في إدخال أموال “الكانتينا” إلى سجون الاحتلال، وتعرض للاعتقال لدى السلطة ثلاث مرات.

في صفوف القسام

وفيما يتعلق بانضمام الشهيد محمد عاصي لكتائب الشهيد عز الدين القسام، قالت الكتائب في بيان خاص لها إن الشهيد انضم إلى صفوفها عام 2011م، بعد أن جنده الأسير القسامي أحمد موسى، وقد قام أحمد موسى بتدريبه على التفجير عن بعد وإطلاق النار.

وبرفقة موسى، زار عاصي عدة مواقع للاحتلال في مدن الخليل وأريحا وسنجل قضاء رام الله، وقاما بعملية استطلاعية لمغتصبة “كريات أربع” في الخليل، وقد كان من المقرر أن يقوم الشهيد عاصي بتنفيذ عملية إطلاق نار على قوات الاحتلال في منطقة سنجل عقب عملية “تل أبيب”، إلا أن ظروف مطاردته عقب عملية تل الربيع مباشرةً صعَّبت من المهمة، وقد بقى محمد مطارداً للاحتلال وأصبح من أبرز المطلوبين لها.

عملية “تل أبيب”

في أوج اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، في محاولة لكسر المقاومة الفلسطينية، شهدت مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة في (21-11-2012)، ثامن أيام معركة حجارة السجيل، تفجيراً في إحدى حافلاتها، موقعا أكثر من 20 جريحا صهيونيا.

وفي تفاصيل العملية التي نشرتها كتائب القسام أمس الثلاثاء (22-10) لأول مرة، فإن الخلية القسامية التي نفذت العملية، مكونة من الأسير القسامي أحمد صالح أحمد موسى (قائد الخلية), والشهيد القسامي محمد رباح عاصي, وهما من بلدة بيت لقيا قرب رام الله، والأسير القسامي محمد عبد الغفار مفارجة من سكان مدينة الطيبة.

وحسب القسام، كان للخلية عدة أنشطة قبل معركة حجارة السجيل، كان آخرها الدخول إلى مجمع داخل مغتصبة “شاعر بنيامين” بين رام الله والقدس، حيث تسلل القساميان أحمد موسى ومحمد عاصي متنكرَين بزي مغتصبين، ولكن العملية لم تنفذ نظراً للظروف الأمنية الصعبة في المكان، وخلال عودة المجاهدَيْن من المغتصبة سمعا بنبأ اغتيال القائد القسامي أحمد الجعبري فأقسما على الانتقام.

وبعد أيام قام الأسير موسى بتصنيع العبوة الناسفة التي تزن 17 كجم وتعمل بتقنية التفجير عن بعد، وكان الشهيد عاصي موجوداً برفقة الأسير أحمد لحظة تصنيع العبوة، ويوم تنفيذ العملية تم نقل الأسير القسامي محمد مفارجة وبصحبته العبوة الناسفة مخبأة داخل حقيبة بواسطة سيارة الشهيد محمد عاصي إلى نقطة معينة، ليستقل بعدها مفارجة سيارة أخرى وينتقل من منطقة موديعين إلى “تل أبيب”.

وتم ذلك من الساعة 09:00 وحتى الساعة 11:50 لحظة نزول مفارجة من الحافلة رقم 142 التابعة لشركة دان بعد وضع الحقيبة المفخخة داخلها، وفي تمام الساعة 12:00 ظهراً قام قائد الخلية أحمد موسى بتفعيل العبوة، مما أدى إلى وقوع الإصابات والأضرار في صفوف الصهاينة.

وعلى إثر ذلك اعتقل كل من المجاهدين أحمد موسى ومحمد مفارجة، فيما بقي المجاهد محمد عاصي مطاردا، وأحدثت هذه العملية إرباكاً كبيراً في صفوف الاحتلال الصهيوني وقادته, وعلى رأسهم رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ودفعت تلك العملية الاحتلال الصهيوني بالطلب إلى العديد من الدول الأقليمية، للتدخل مع حركات المقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها كتائب القسام وحركة حماس، لطلب هدنة لوقف الحرب، وبذا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير الصهيوني.

رحلة المطاردة

عقب عملية تل الربيع البطولية وانتهاء الحرب، شنت سلطات الاحتلال حملة بحث كبيرة عن منفذي العملية، والتي أسفرت عن اعتقال المجاهدين: القسامي أحمد صالح أحمد موسى (قائد الخلية) والقسامي محمد عبد الغفار مفارجة، وشنت سلطات الاحتلال، عشرات عمليات الدهم والاقتحام لبلدة ومنزل الشهيد محمد عاصي، ثالث أركان الخلية القسامية، في محاولة لاعتقاله، إلا أنها فشلت جميعها، في تحقيق هدفها باعتقاله.

ويؤكد ذوو الشهيد أن “المنزل كان يشهد ما بين عمليتين إلى ثلاث عمليات دهم أسبوعياً، في ساعات منتصف الليل، بهدف اعتقال محمد”، كما قامت سلطات الاحتلال باعتقال شقيقه التوأم فؤاد في (22-11-2012) بهدف الضغط عليه، وما زال موقوفاً في سجن عوفر، حتى تاريخ استشهاد شقيقه محمد.

استشهاده

فيما يقارب الساعة الثانية والنصف فجراً، كانت أكثر من 15 آلية صهيونية تقتحم منطقة حرجية بين قريتي كفر نعمة وبلعين بغرب مدينة رام الله، بمرافقة جرافة عسكرية صهيونية، وطائرة أباتشي عمودية، وكان الهدف: كهفاً يقع في المنطقة التي تقع ضمن حدود قرية بلعين، تبين أن الشهيد عاصي يتحصن فيه.

وعند الساعة الثالثة والنصف، بدأ اشتباك مسلح عنيف بين الشهيد القسامي وقوات الاحتلال، استمر لما يزيد عن ثلاث ساعات، حتى ساعات شروق الشمس.

وساعة استشهاده عند السادسة صباحا تقريبا، أفاق أهالي كفر نعمة وبلعين على صوت الرصاص الكثيف، والقنابل والصواريخ، التي أطلقتها قوات الاحتلال نحو الكهف الذي تحصن فيه الشهيد عاصي، حيث وصلت الجرافة العسكرية إلى مدخل الكهف المرتفع عن الأرض الزراعية، بعد أن أزالت الأتربة وأشجار الزيتون.

وأفاد المواطنون أنهم رأوا “بقعة دماء في تلة تعلو الكهف، وبجواره بقايا قنابل يدوية استخدمها جنود الاحتلال، وبقايا أعيرة نارية، وهو ما يشير إلى أن محمد تمكن من إصابة أحد الجنود، وهو ما رجحه العديد من شهود العيان، الذين أكدوا وصول سيارة إسعاف عسكرية إلى المكان، وغادرت المنطقة على عجل وبسرعة فائقة”.

ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من الاقتراب إلى مكان الاشتباك، واحتجزت جثمان الشهيد، حتى ساعات ظهر ذلك اليوم، وسلمته للجانب الفلسطيني، حيث تم تشييع جثمانه ظهر الأربعاء (23-10-2013) إلى مقبرة البلدة.
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!