“الشيخ فيصل” في قطر.. من متحف شخصي إلى معلم سياحي

الدوحة- أحمد يوسف: على مساحة شاسعة في مدينة الشحانية جنوب العاصمة القطرية الدوحة، يقع “متحف الشيخ فيصل”، وهو الأكبر بين المتاحف الشخصية في العالم. بعد تأسيسه عام 1998، تحول من مجرد كونه متحفا شخصيا إلى أحد أبرز المعالم القطرية جذبا للسياح الأجانب. والشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني، مؤسس المتحف، هو أحد أبرز […]

“الشيخ فيصل” في قطر.. من متحف شخصي إلى معلم سياحي

الدوحة- أحمد يوسف:

على مساحة شاسعة في مدينة الشحانية جنوب العاصمة القطرية الدوحة، يقع “متحف الشيخ فيصل”، وهو الأكبر بين المتاحف الشخصية في العالم.
بعد تأسيسه عام 1998، تحول من مجرد كونه متحفا شخصيا إلى أحد أبرز المعالم القطرية جذبا للسياح الأجانب.
والشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني، مؤسس المتحف، هو أحد أبرز رجال الأعمال في قطر ومنطقة الشرق الأوسط، واحتل المرتبة الـ18 بين أثرياء العرب، بحسب قائمة مجلة “فوربس الشرق الأوسط” عام 2016.


بكل شغف وتفانٍ، وخلال عشرات السنين، عمد الشيخ فيصل إلى جمع أعمال فنية وقطع أثرية ذات أهمية تاريخية.
وتلخص تلك القطع النادرة والنفيسة من معروضات المتحف أسفار الشيخ فيصل في أرجاء العالم، خلال السنوات الخمسين الماضية.
وبفضل نظرته الثقافية والتاريخية والتراثية والشرعية، حرص الشيخ فيصل، خلال أسفاره، على الحفاظ على الإرث الإسلامي والقطري.
جهود الشيخ فيصل في هذا المجال مكنته من الحصول على لقب “شخصية التراث العربي لعام 2012″، من المركز العربي للإعلام السياحي، الذي ترعاه جامعة الدول العربية.
ويضم المتحف مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الفريدة من أكثر من 4 قارات، وبينها قطع من العصر الجوراسي (عصر الديناصورات) والعصر الإسلامي المبكر وحتى يومنا.
وتُقدر مساحة المتحف بنحو 50 ألف متر مربع، ويحوي أكثر من 16 قسما، منها بيت التراث والسيارات والمتحف الإسلامي والمتحجرات والسجاد والبيت الشامي والبيت المصري.

البداية من الطفولة
وروى الشيخ فيصل، حكاية تأسيسه للمتحف بقوله إن البدايات كانت منذ الطفولة، كنت أهتم بالقطع النادرة والتراثية وحافظت على الألعاب والمقتنيات الشخصية، ولم أتوقع أنني سأمتلك متحفا شاملا يضم آلاف القطع النادرة حول العالم، وعبر عصور مختلفة.
وأوضح أن “المتحف يشمل العديد من الأقسام التي تؤرخ لعدة عصور زمنية تصل إلى عصور ما قبل الميلاد، وصولا إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي”.
وتابع أن “المتحف يضم أكثر من 50 ألف قطعة نادرة من السجاد والمجوهرات والسيارات والعملات والتحف والمتحجرات وغيرها”.
وتطرق الشيخ فيصل إلى أهمية المتاحف، بقوله إن “وجودها مهم للغاية لأي دولة في العالم، الزائر للدول يقيمها بالإنسان الموجود فيها وما قد أنجزه لدولته ومجتمعه”.
وأردف أن “الشعوب والمجتمعات لا تقاس بالمباني والعمارات الموجودة، وإنما تقاس بمدى اهتمامها بالمتاحف والفنون التي تعطي قيمة مضافة للمجتمع والدولة، عندما يهتم أي إنسان بتاريخ دولة يعود إلى الفنون والشعر للوصول إلى حقائق تهم البشرية”.
وزاد: “متحفنا الآن أصبح وجهة هامة للسياح والمسؤولين الأجانب الذين يأتون في زيارات رسمية، وقد زار عشرات الوزراء المتحف، وكان آخر من استقبلتهم في متحفي سفير تركيا في قطر، مصطفى كوكصو، ووفد كبير مرافق له”.

سيارات ومخطوطات
ويعد “قسم السيارات”، وفق الشيخ فيصل، من أبرز أقسام المتحف، حيث يوجد به عدد كبير من السيارات النادرة، التي يتجاوز عددها الإجمالي 700، وتعود إلى فترات زمنية قديمة ما قبل 1885.
وتابع: “بالإضافة إلى أنه يحتوي على سيارات ترتبط بالتاريخ القطري من الشخصيات العامة من خمسينيات القرن الماضي، والكثير من الشباب القطري يزور المتحف ويرى سيارة والده أو جده، إضافة إلى الدراجات النارية والهوائية المختلفة”.
ولفت إلى “قاعة المخطوطات” وبها “العديد من المخطوطات بالخط العربي تعود إلى خطاطين كبار من عصور مختلفة، منها الدولة العثمانية وأغلب العصور الإسلامية، وتشمل المخطوطات عقودا للنكاح والقران”.
كما أشار إلى قسم هام، وهو “قاعة العملات”، و”تُعرض فيها العملات المعدنية والفضية والذهبية المستخدمة خلال وقبل ظهور الإسلام في الشرق الأوسط والعملات المعاصرة في العديد من البلدان”.
وختم بقوله: “نحن نهتم بالتراث القطري، فتجد بدءا من معدات اللؤلؤ والمراكب الشراعية والحرف اليدوية البدوية ومجسمات البيوت القطرية القديمة”.

(الأناضول)

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!