نقطتان رأسيتان وقوس يحتضنهما:
تلك فكرتي عن /الضَّحك/
٭ ٭ ٭
أعلم بأنّها ابتسامة فحسب!
وباهتة
ومخذولة
وكيفما اتّفق
لكنّها أكثر لياقة بعالم أنفق ضحكه كلّه على آلامه!
٭ ٭ ٭
يتحدّثون عمّا سُحِق تحت عربات الحرب
فيضحكون!
يتحدّثون عن عملة «حطّها السّيل من علّ»
فيضحكون!
يتحدّثون عن وطن مصاب بهشاشة في العظام
فيضحكون!
يتحدّثون عن شرخٍ أقصى في الرّاهن
فيضحكون!
يتحدّثون عن سماء مُجافية وحبق يابس على طول المعراج
فيضحكون!
يتحدّثون عن حليب المعونة غير المضاء بالانتماء
فيضحكون!
يتحدّثون عن قصائد كدمى المسرح
فيضحكون!
يتحدّثون عن نوارس تُهرِّب بحرنا في مناقيرها
فيضحكون!
يتحدّثون عن طوابير مسعورة من المكائد
فيضحكون!
يتحدّثون عن نخلة يسقيها نهر مجنون وتهزّها الرّيح
دون أن تساقط صحوا جنياً
فيضحكون!
يتحدّثون عن انكسارات في الرّوح منذ يتم قديم
فيضحكون!
يتحدّثون عن صولات ظافرة للخفافيش طيلة الوقت
فيضحكون!
يتحدّثون عن انحناء بالغ في ظهر المعنى
فيضحكون!
يتحدّثون عن سور إسمنتي متين يحجب الله والهواء الطلق والرغبات!
فيضحكون!
يتحدّثون عن جرذان كريهة ترتع في المخيال الجمعي
فيضحكون!
يتحدّثون عن سِفْرٍ كاذب نأتيه من الخليج إلى المحيط
فيضحكون!
٭ ٭ ٭
أدوّن /ما أذكر/ من أسباب الضّحك السّالف
ثمّ
أضع إلى جوارها نقطتين أفقيتين اختزالا للبكاء وقوسا مفتوحاً على النّدم الكبير
لأتمادى في الضّحك الطّازج كما يضحكون

٭ شاعرة سورية