الطاقة الذرية: البرنامج النووي الإيراني يتقدم بسرعة.. طهران تريد ضمانات من واشنطن كي لا “تلدغ مرتين”

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن برنامج إيران النووي يتقدم بسرعة، وإن رصد الوكالة له محدود للغاية، فيما قالت طهران إنها تريد ضمانات اقتصادية من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي كي لا تلدغ مرتين.

Share your love

لقاء سابق بين غروسي (يسار) وعبد اللهيان في العاصمة الإيرانية (الأوروبية-أرشيف)

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن برنامج إيران النووي يتقدم بسرعة، وإن رصد الوكالة لما يجري هناك محدود للغاية، فيما قالت طهران إنها تريد ضمانات اقتصادية من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني كي لا “تلدغ من الجحر مرتين”.

وأضاف غروسي في مقابلة نشرتها اليوم الجمعة صحيفة “إلباييس” (El Pais) الإسبانية “الخلاصة هي أنه على مدى ما يقارب 5 أسابيع كانت لدي رؤية محدودة للغاية مع برنامج نووي يتقدم بسرعة”.

وتحذر قوى غربية من أن إيران تقترب من التمكن من الإسراع صوب صنع قنبلة نووية، في حين تنفي إيران رغبتها في ذلك من الأساس.

وقال غروسي “تحتاج الوكالة لإعادة بناء قاعدة بيانات بدونها سيتأسس أي اتفاق (الاتفاق النووي الإيراني) على أساس هش للغاية، لأننا إذا لم نعرف ما الذي هناك كيف يمكننا أن نحدد كمية المواد التي نصدرها وعدد أجهزة الطرد المركزي التي سنتركها دون استخدام؟”.

وبدأت إيران في يونيو/حزيران الماضي في إزالة كل معدات المراقبة وكاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي وضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) من أجل مراقبة سلمية البرنامج النووي الإيراني.

وتعقيبا على قرار طهران إزالة معدات المراقبة قال غروسي في يونيو/حزيران الماضي إن الأمر قد يشكل “ضربة قاتلة” لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي عام 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.

حذر إيراني

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده تريد الحصول على ضمانات اقتصادية من الولايات المتحدة من أجل إحياء الاتفاق النووي، وذلك كي لا “تلدغ من الجحر مرتين”، وذلك في إشارة إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق وفرضها عقوبات اقتصادية مشددة تبخرت معها كل المزايا الاقتصادية التي تضمنها اتفاق 2015 لفائدة طهران.

وأضاف عبد اللهيان في حوار مع التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الخميس “نحن الآن في هذه المرحلة لدينا نص جاهز أمامنا (لإحياء الاتفاق)، نتفق مع مختلف الأطراف على 95% من مضمونه”.

وبدأت إيران والقوى الموقعة على الاتفاق مباحثات لإحيائه في أبريل/نيسان 2021 في فيينا بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة وبتسهيل من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من تحقيق تقدم كبير في المفاوضات فإن المباحثات علّقت في مارس/آذار الماضي مع تبقي نقاط خلاف بين طهران وواشنطن لم يتمكن أطراف التفاوض من ردم الهوة بشأنها بعد.

وتتعلق الخلافات الرئيسية بين طهران وواشنطن برغبة إيران في شطب المنظمات المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي من اللائحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، وأيضا تقديم ضمانات بأن الإدارات الأميركية المستقبلية لن تنسحب مجددا من الاتفاق النووي.​

مباحثات الدوحة

وأجرى الجانبان الأميركي والإيراني في آخر يونيو/حزيران الماضي مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي انتهت دون تحقيق تقدم.

وكانت وزارة الخارجية القطرية قالت في وقت سابق اليوم الجمعة إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أكد أن قطر تسعى إلى دعم أطراف محادثات إحياء الاتفاق النووي بهدف التوصل إلى حل عادل للجميع.

وأوضحت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الوزير القطري تلقى اتصالا من وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان ناقشا فيه مستجدات المفاوضات النووية، مشيرة إلى تأكيد الدوحة دعم محادثات إحياء الاتفاق النووي، مع الأخذ بالاعتبار مخاوف جميع الأطراف.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!