العبادي ينتقد التراخي الحكومي حيال التصعيد الأمريكي ـ الإيراني

بغداد «القدس العربي» : تتصاعد المخاوف، من مواجهة جديدة بين طهران وواشنطن على الأراضي العراقية، وفيما تكتفي السلطات بدور «المتفرج» مكتفية ببيانات «الشجب

Share your love

العبادي ينتقد التراخي الحكومي حيال التصعيد الأمريكي ـ الإيراني

[wpcc-script type=”6851f40d1c22698277cdefd7-text/javascript”]

بغداد «القدس العربي» : تتصاعد المخاوف، من مواجهة جديدة بين طهران وواشنطن على الأراضي العراقية، وفيما تكتفي السلطات بدور «المتفرج» مكتفية ببيانات «الشجب والاستنكار»، بدأ تصاعد التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين؛ من جهة، والأمريكان؛ من جهة ثانية، بشأن استهداف مصالح الطرفين «مجدداً» في هذا البلد الذي تُمزّقه الأزمات.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، عقب اغتيال القوات الأمريكية، مطلع كانون الأول/ يناير الماضي، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، في محيط مطار العاصمة بغداد.
وفي الثامن من الشهر ذاته، ردت إيران، باستهداف قاعدة عين الأسد في الأنبار (غرباً)، بالصواريخ، بدون سقوط قتلى بين صفوف القوات الأمريكية.
وعقب ذلك التاريخ، شهدت القواعد العسكرية، التي يشغلها الأمريكان وقوات «التحالف الدولي»، بالإضافة إلى معسكرات ومناطق يتمركز عندها «الحشد الشعبي» والقوات الأمنية العراقية الأخرى؛ في التاجي والقائم وجرف الصخر وغيرها؛ ضربات جوية واستهدافات متبادلة، ناهيك عن الاستهداف المتكرر لمبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط العاصمة.

بيانات شجب واستنكار

ووسط كلّ ذلك، تواظب حكومة عادل عبد المهدي، على إصدار بينات الشجب والاستنكار لخرق السيادة العراقية؛ من جهة، وبين توعّد الجهات المُنفذة للهجمات بـ»ردٍّ قاسٍ» وفتح تحقيقات لم تُعلن نتائجها بعد.
آخر المواقف الحكومية الرسمية جاءت عبر إفصاح عبد المهدي عن «قلقه» من رصد طيران غير مرخص قرب مناطق عسكرية في العراق.
وأضاف في بيان له أواخر آذار/ مارس الماضي: أن «استهداف القواعد العسكرية والممثليات الأجنبية يعد انتهاكا للسيادة العراقية»، مبينا «اتخاذ كل الاجراءات الممكنة لملاحقة الفاعلين ولمنعهم من القيام بهذه الأعمال».
«تراخي» الموقف الحكومي، دفع ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، إلى التحذير من «دفع العراق فاتورة حرب المصالح».
وقالت المتحدثة باسم الائتلاف، آيات مظفر، في بيان أمس، إنّ «التصعيد الأمريكي الإيراني خطير للغاية، وفي تصاعد، وستكون عواقبه كارثية على العراق». وأضافت: «من غير المقبول أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية الدولية، وعلى الحكومة ممارسة مسؤولياتها وعدم الاكتفاء بالتحذير، فهي المكلفة بإدارة البلاد، وإذا كانت الحكومة هي التي (تحذر وتندد وتستنكر) فمن يتخذ الإجراءات لضمان حماية العراق؟!».
وشددت على انّ «إبقاء العراق ساحة قلقة ومتوترة لن يخدم الاستقرار في المنطقة والعالم، ولن يدفع العراق لوحده فاتورة حرب المصالح، والأسلم للمحاور المتصارعة تحييد العراق، ومساعدته على الحياد، والمنطقة لن تحتمل كرة نار جديدة، وهي تعيش الآن أزمات مالية وصحية خارجة عن السيطرة».
وأشارت إلى أنّ «ائتلاف النصر، يشدد على سياسة الحياد وتجنيب العراق تداعيات حرب المحاور»، معتبرة أن حكومة العبادي «نجحت بحفظ السيادة وتأمين المصالح الوطنية وتحقيق الحياد وإقامة علاقات متوازنة وإيجابية مع الدول المتضادة بمصالحها، وهي مسألة ممكنة لو توفرت الإرادة السياسية اليوم».
في الموازاة، دعا نائب رئيس كتلة تحالف «القوى العراقية» البرلمانية، رعد الدهلكي، وزارة الخارجية لاستدعاء السفير الإيراني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج وتحذير أخير من خطورة التدخل بالشأن العراقي، مشددا على أن «إيران عليها أن تحل مشاكلها مع أمريكا خارج الحدود العراقية».
قال، في بيان صحافي أمس، إن «حديث ما يسمى بمستشار قائد الثورة الإسلامية المدعو يحيى صفوي، عن دفاع العراق المشروع في مواجهة المغامرات الأمريكية أمر لا مفر منه، هو حديث مردود عليه، وعلى من يصفق له، فالعراق وشعبه أعرف بمصالحهم ودفاعنا كان وسيبقى ضد كل من يتدخل بالشأن العراقي الداخلي، فإيران لا تقل شرا على العراق من أمريكا وغيرها من الدول التي جعلت من العراق ساحة لتصفية حساباتهم، فجميعهم أكثر خطورة على العراق من وباء كورونا».

ظريف يرد على ترامب: لدينا أصدقاء في العراق وليس وكلاء

وأكد أن «العراق قالها مرارا وتكرار، لم ولن يكون جزءا من اللعبة الإقليمية وسياسة المحاور، وسيبقى العراق للعراقيين فقط»، مشددا على «أهمية أن يكون للحكومة ووزارة الخارجية والقوى الوطنية المدافعة عن العراق ومصالحه فقط موقف شجاع وقوي للرد على التدخلات الخارجية المقيته في الشأن العراقي وإيقاف الأبواق النشاز المصفقة لها».
ودعا، وزارة الخارجية إلى «استدعاء السفير الإيراني في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج وتحذير أخير من خطورة التدخل بالشان العراقي»، مشددا على أن «إيران عليها أن تحل مشاكلها مع أمريكا خارج الحدود العراقية».
يحدث ذلك في وقتٍ، في وقت نفى فيه، رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أمس الخميس، علاقة بلاده باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، معتبرا أن ذلك «رد فعل طبيعي» للعراقيين وحركات المقاومة على اغتيال واشنطن لقاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس.
وأشار إلى تحركات أمريكا في المنطقة، قائلاً: «إذا كانت لديها أدنى نوايا سيئة تجاه أمن بلادنا، فستواجه أشد ردود الأفعال»، مضيفا: «سنرد بصرامة على أي تحرك أمريكي يستهدف أمننا القومي».
وتابع في تصريحات نقلتها التلفزيون الإيراني أن بلاده «ترصد التحركات الأمريكية في العراق ومياه الخليج وتتابعها لحظة بلحظة ومستعدة للتعامل مع أي تحرك ضدها»، لافتا إلى أن «المنظومات الدفاعية الإيرانية تراقب بيقظة تامة كافة الحدود البرية والجوية والبحرية للبلاد».
وأوضح أن «إيران ليس لها أي علاقة باستهداف القواعد الأمريكية في العراق وما يزعمه الأمريكيون من صلة إيران به محض أكاذيب».
ولفت إلى أن «الأمريكيين يعون جيدا أن شعوب المنطقة ومنها الشعب العراقي يرفضون وجودهم العسكري غير المشروع في بلدانهم».
كذلك، نفى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن تكون بلاده لديها «وكلاء» يعتزمون استهداف القوات الأمريكية في العراق.
وقال في «تغريدة» له أمس، ردا على رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، «لا يخدعنك دعاة الحرب الدائمة مرة خرى»، مردفا بالقول أن «إيران لديها أصدقاء لا (وكلاء)، ولا يمكن لأحد أن يمتلك ملايين (الوكلاء)».

كذب وخداع

واضاف ان «إيران وخلافا لأمريكا التي تستخدم الكذب والخداع والاغتيالات، تتخذ مواقفها بكل شفافية وتدافع عن نفسها علنا».
وتابع ظريف بالقول ان «إيران لا تشن حروبًا، لكنها تلقن الدروس لمن يفعلون ذلك». وكان ترامب، قد حذر، أول أمس، إيران ووكلاءها من الهجوم على القوات أو الأصول الأمريكية في العراق، مشيرا إلى احتمال شن «هجوم خاطف» لكنه لم يقدم تفاصيل.
وكتب على «تويتر»،»استنادا إلى قناعة ومعلومات، تخطط إيران أو وكلائها لهجوم خاطف على القوات الأمريكية أو الأصول الأمريكية في العراق. في الحقيقة ستدفع إيران ثمنا باهظا للغاية إذا حدث هذا».
وقالت وكالات أنباء إيرانية إن مساعدا عسكريا بارزا للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، حذر الولايات المتحدة من تبعات «التصرفات الاستفزازية» في العراق.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن الجنرال يحيى رحيم صفوي قوله: «ننصح الساسة والعسكريين الأمريكيين بتحمل مسؤولية تبعات تصرفاتهم الاستفزازية (في العراق)».
وأضاف: «أي تصرف أمريكي سيعد فشلا استراتيجيا أكبر في سجل الرئيس الحالي».
لكن مسؤلاً أمريكياً قال إن مخابرات بلاده، تتتبع منذ فترة خيوط لعبة تشير إلى احتمال هجوم إيراني في العراق أو اعتداء من قوى تدعمها طهران هناك.
وأضاف أن معلومات المخابرات الأمريكية عن هجوم محتمل تدعمه إيران على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق، تشير إلى أنه سيكون هجوما يمكن نفيه، وليس على غرار الضربة الصاروخية التي شنتها طهران في العراق في تشرين الثاني/ يناير. ولم يكشف المسؤول المعلومات الخاصة بتوقيت الهجوم أو أهدافه.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!