العلوم التي يحتاج اليها المفسر

علم التفسير هو من أهم العلوم على وجه الأرض وأشرفها حيث أنه يتهم بتفسير كلام الله – عز وجل – وبيان المراد منه ، ومن خلال هذا العلم نتعرف على المعاني التي يخفى علينا معناها في كتاب الله – عز وجل – ويشمل بيان المعنى هذا  بيان مفردات القرآن وتراكيبه أما  بشرح اللغة أو استنباط حكم أو تحقيق مناسبة أو دفع إشكال ورد بالنص أو سبب النزول أو غير ذلك ، وفي بداية نزول القرآن الكريم كان يتم تفسير بعضه على بعض ، وكان المفسر الأول للقرآن الكريم هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان الصحابة عندما يخفى عليهم معنى آية من الآيات فأنهم يسألون النبي كما جاء في  قوله تعالى : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).

العلوم التي يحتاج المفسر إليها

لما كان علم التفسير يختص بتفسير كتاب الله – عز وجل – الذي يحتوي على كلامه ، وهو المصدر الأول للأحكام الإسلامية ، والمشرع الأول لها ، فكان لابد أن يكون المفسر له على دراية وعلم بالكثير من العلوم الأخرى ومن أهم العلوم التي يجب أن يتعلمها المفسر :[1]

علوم اللغة العربية

فعلم اللغة العربية هو الذي يعرف من خلاله مفردات اللغة العربية الموجودة  في المعاجم  المختلفة ، ويمكن من خلاله معرفة الكلمات التي له الكثير من المعاني ، فإن معنى الكلمات الواحدة يمكن له أن يغير تفسير الآية كلها ، فأن اللغة العربية تحتوى على الترادف ، وهو أن يحمل اللفظ نفسه الكثير من المعاني ، كما أنه يجب أن يعلم مضاد الكلمات ، فكل كلمة يمكن أن يكون له ضد شهير ، ولكنه ليس الضد الصحيح لها ، وغيرها من الأشياء التي يمكن لها أن تفيده في تفسير القرآن الكريم ، فأنه عبارة عن كلمات ، وفهم الكلمات متوقف على علم اللغة .

علم النحو 

إعراب الكلمات يمكن له أن يغير من معنى الجملة كلها ، فأن وضع الفاعل محل المفعول ، يمكن له أن يغير سياق الآية ، وهناك الكثير من أنواع الأعراب التي يمكن لها أن تساعد المفسر على فهم معنى الآية ، ولهذا نجد أن علم النحو يستشهد دائماً بالآيات القرآنية .

علم الصرف 

علم الصرف هو من علوم اللغة العربية التي يمكن من خلاله معرفة تصريف الكلمات ، والمراد من كل تصريف فكل تصريف يحتوى على معنى مختلف عن الآخر ويمكن من خلاله معرفة التصريفات ، والصيغ  ، مثل (وجد) كلمة مبهمة فإذا صرفناها علمنا  أن مصادرها ، وجد : تستعمل في العثور على الدابة بكسر الواو ، وفي الحصول على المطلوب بضم الواو ، وفي الغضب (موجدة) بكسر الجيم ، وفي الحب (وجدا) بفتح الواو .

الاشتقاق

حيث أن الكلمة يرجع له أصل في الميزان الصرفي تكون مشتقة منه ، وبناء عليه يرجع لها أصلها فأن كانت الكلمة لها معنيان فينظر إلى الأصل التي اشتقت منه ليعرف معناها المراد ، مثل كلمة المسيح هل هو من السياحة أو من المسح ؟ فالسياحة على وزن  فعيل بمعنى فاعل أي مسيحا لكثرة سياحته ، والمسح فعيل بمعنى مفعول أي لا يمسح على ذي عاهة إلا يشفيه الله – عز وجل –  .

علوم البلاغة

علم البلاغة هو من أهم العلوم التي يجب على المفسر أن يدرسها حيث أنها تبين عظمة القرآن الكريم ، وبلاغته ، وهناك الكثير من الآيات التي تدل على ذلك ، بل أن كل آية من القرآن الكريم تحتوى على بلاغة لم يقدر أحداً على أن يأتي بمثلها حتى يومنا هذا فيجب أن يتعلم كل ما يخص علم البلاغة ليخرج لنا أسرار القرآن الكريم وروعته فيتعلم ثلاثة علوم : [2]

علم المعاني

وهو العلم الذي يبين لنا عظمة القرآن الكريم في مطابقة الحال الذي تذكر فيه الآيات ، وما يجب أن يكون فيه مقام الإيجاز ، والاختصار ، مقام الإطناب والاستفاضة .

علم البيان 

وهو من أروع العلوم التي يمكن للمفسر من خلالها كشف المجاز ، والكناية ، وكل الأساليب الجميلة ، والعميقة في الآيات القرآنية .

علم البديع

هناك الكثير من الأشياء الجمالية التي تندرج تحت علم البديع ، والتي يوجد منها الكثير في القرآن الكريم ، وتعطى للآيات جمال لا مثيل له ومنه قوله تعالى ( بديع السماوات والأرض ) أي أنه خلق شيء لم يسبق لأحد أن يأتي به ، أو يخلق فهو مبدع . [3]

العلوم الشرعية

وهناك علوم شرعية يجب على المفسر دراستها حتى يكون مفسراً جيداً ، ويستخرج كل شيء من كلام الله – عز وجل – وينقل معناه للناس على علم ودراية وهذه العلوم هي  :

  • علم القراءات  : لأن علم القراءات يبين لنا الأوجه التي ورد بها نطق الكلمات فهناك قراءات مختلفة ترجع لاختلاف لهجات العرب ، وكل قراءات يمكن أن يكون له تفسير مختلف عن التفسير الآخر ،  ويمكن للمفسر أن يميز بين القراءات الصحيحة الثابتة المتواترة والقراءات الشاذة والمردودة .
  • علم أصول الدين :وهو العلم الذي يمكن للمفسر من خلاله أن يتعرف على كل ما يجوز في حق الله – عز وجل – وما يجب وما يستحيل ، وكذلك ما يجب ، وما يجوز ، وما يستحيل في حق رسله – عليهم السلام – .
  • علم أصول الفقه : الأحكام الفقهية يكون لها علة معينة من العلل ، ويأخذ الفقه من كتاب الله أولاً ثم من سنة نبيه _ صلى الله عليه وسلم – فيجب أن يكون المفسر على علم بأصول الفقه لاستخراج الأحكام ، واستنباطها من كتاب الله – عز وجل –
  • علم أسباب النزول : لأن هناك الكثير من الآيات التي يدل سبب نزولها على معناها المراد ومنها قوله تعالى ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) ظاهر الآية معناه يفيد أن على المسلم أن يتوجه إلى أي جهة شاء وهذا ليس المقصود من الآية .
  • علم القصص : لأن القرآن الكريم لا يسرد القصة بكل تفاصيلها ، وأنما ترك لنا الكثير من الكتب حتى نتعلم منها ما تبقى من القصة ، وما فيها من عبر .
  • علم الناسخ والمنسوخ 
  • علم الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم

أشهر التفاسير عند أهل السنة

  1. تفسير الطبري، أحد أصول ومن أشهر كتب تفسير القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة.
  2. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن – المؤلف: الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1393هـ)
  3. أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي – المؤلف: البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ).
  4. أيسر التفاسير – المؤلف: أبو بكر الجزائري ، جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري.
  5. التحرير والتنوير – المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ).
  6. التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) – المؤلف: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ).
  7. التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج – المؤلف: وهبة الزحيلي. [4]
Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!