العمال الهنود العالقون في ملاجئ أقيمت لمكافحة كورونا يتوقون للعودة إلى ديارهم

وتعيش اليد العاملة المهاجرة في الهند المقدر عدد أفرادها بنحو 45 مليون عامل، على رواتب يومية زهيدة، ولم تمنح أولوية مع بدء تنفيذ إجراءات منع تفشي وباء كوفيد-19.

Share your love

مشردون نقلوا إلى مجمع رياضي في نيودلهي ضمن اجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا، يشاركون في تمارين يوغا في 9 نيسان/أبريل 2020

سيق عشرات آلاف العمال الذين تقطعت بهم السبل في الهند إلى مخيمات وملاجئ في أنحاء البلاد مثل مجمع يامونا الرياضي في نيودلهي، لكن تم تناسيهم كلياً وسط إجراءات إغلاق هي الأكبر من نوعها في العالم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتعبق رائحة البول داخل صالات المجمع الذي استخدم خلال ألعاب الكومنولوث عام 2010، وحيث يعيش 900 رجل وامرأة أوقفوا عقب صدور أوامر الإغلاق الحكومية في 24 آذار/مارس.

وتعيش اليد العاملة المهاجرة في الهند المقدر عدد أفرادها بنحو 45 مليون عامل، على رواتب يومية زهيدة، ولم تمنح أولوية مع بدء تنفيذ إجراءات منع تفشي وباء كوفيد-19.

فقد خسر ملايين المهاجرين عملهم بين ليلة وضحاها في أكبر المدن مثل نيودلهي وبومباي. وقطع العديد منهم مئات الكيلومترات للوصول إلى قراهم وتوفي 12 على الأقل منهم على الطريق، وفق تقارير وسائل إعلام.

وتكشف الوجوه المتشائمة الخائفة في مجمع يامونا عن استياء هؤلاء الأشخاص إزاء طريقة معاملتهم. وقالت الحكومة إن الإغلاق سيستمر حتى 3 أيار/مايو على الأقل.

وبعدما أوقفوا في الشوارع أو في محطات حافلات، باتوا الآن ينامون على حصر رفيعة في ممرات ويحظر عليهم مغادرة المجمع. وتفرض عليهم إجراءات عيش صارمة في الحرارة الخانقة.

– “خذوني إلى الديار” –

يتم إعداد ثلاث وجبات طعام يوميا في مطابخ مفتوحة يتطاير فيها الذباب. وكل يوم يُرغَم مئات الرجال على القيام بتمارين رياضية يقودها مدرب يرتدي لباسا أسود يلف رأسه بعصابة مثل محاربي النينجا.

ويصيح الرجل “استقيموا أو أضرب بقوة” ممسكا بعصا فيما يقوم العمال الواقفين في صفوف بحركات القفز بتوتر.

وقام مهاجرون في بومباي ومدن أخرى بتظاهرات مطالبين بالعودة إلى ديارهم. وتلك كانت رغبة العديد في ملعب نيودلهي.

وجلست امرأة تحتضن طفلها المريض وشبه العاري وخاطبت شرطيين كانوا يمرون قائلة إنها تريد أن تكون مع زوجها في ملجأ آخر.

وقال موكيش ياداف، ويعمل في جر العربات اليدوية، إن الشرطة أوقفته لدى انطلاقه في رحلة إلى ولاية بيهار (شرق) ليكون مع والده المريض.

ولم يسمح له بالعودة إلى زوجته وأطفاله الثلاثة في نيودلهي القديمة. وقال “أشعر بالقلق لإن مؤنهم ستبدأ بالنفاد قريبا. من سيعتني بهم؟”.

وقال راميش لال، وهو مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية (إتش.آي.في) المسبب للإيدز ويحمل أورقا تثبت ذلك، إن الشرطة أوقفته لدى خروجه لإجراء فحص دم.

أما فير سينغ البالغ 23 عاما وليس لديه أسرة، فقد حبس دموعه عندما كان يروي رغبته في العودة إلى معبد السيخ حيث كان يعمل.

أقامت الشرطة وقوات أمن أخرى ملاجئ طوارئ بعدما أمرت المحكمة العليا الحكومة بالتحرك في مواجهة مشكلة العمال المهاجرين والمشردين.

وقال لاليت غويال، مسؤول الشرطة المكلف مركز الإيواء في يامونا، إن فريقه هناك يحاول إيجاد سبل للافراج عن الذين يعيشون على مسافة قريبة.

وقال إن الاعتناء بالمهاجرين ينطوي على “تحد” لكنه شدد على أن معظمهم “سعداء” لأنهم يحصلون على الطعام. وبرر أيضا التمارين الرياضية اليومية الالزامية.

وأوضح “إنهم معتادون على الأعمال اليدوية الشاقة وإذا لم نجعلهم يقومون ببعض التمارين الصارمة لن يستطيعوا النوم ليلا”.

وقال ياميني أيار، مدير مركز أبحاث السياسات ومقره نيودلهي، إن مشكلات العمال المهاجرين قلما تُطرح في نقاشات السياسات أو في الوعي الاجتماعي في الهند.

وقال أيار لوكالة فرانس برس “دائما ما يُعامَلون كأشخاص من دون أفق. وحتى الآن لا يريدون إلا العودة إلى ديارهم”.

وأضاف “من الخطأ كليا حرمان الناس من حقهم الأساسي في العودة إلى ديارهم”.

Source: France24.com/
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!